" لا للسنة أصبتم ، ولا على الفضيلة حافظتم "

كان بعض الشيوخ في المدينة النبوية يقولون للمتشددين من طلاب العلم :

لا للسنة أصبتم ، ولا على الفضيلة حافظتم .

تنبيه : أنا لا أقصد أحدا معينا بهذه الكلمة ، بل هي كلمة عامة ذكرتها للفائدة .

وهذا الأسلوب اللغوي لعله مقتبس من قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى : فَلَا لِلْإِسْلَامِ نَصَرُوا وَلَا لِلْأَعْدَاءِ كَسَرُوا ، وفي بعض المواضع قال : فَلَا لِلْإِسْلَامِ نَصَرُوا وَلَا لِلْفَلَاسِفَةِ كَسَرُوا اهـ .
وقد قالها في عدة مواضع من كتبه .

أو من قول الإمام ابن العربي المالكي رحمه الله : فلا بكتاب الله ائتمروا ، ولا بالأقيسة اجتزءوا .

فائدة :

عن سفيان بن عيينة ، عَنْ عَمْرِو بن دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ أَبُو سُفْيَانَ وَالْمُشْرِكُون َ عَنْ أَحَدٍ، وَبَلَغُوا الرَّوْحَاءَ، قَالُوا: لا مُحَمَّدًا قَتَلْتُمْ، وَلا الْكواعبَ أَرْدَفْتُمْ،بئس مَا صَنَعْتُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَدَبَ النَّاسَ فَانْتَدَبُوا حَتَّى بَلَغُوا حَمْرَاءَ الأَسَدِ أَوْ بِئْرَ أَبِي عُيَيْنَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ"

أخرجه النسائي في سننه الكبرى ، والطبراني في الكبير ، وابن مردويه ، وغيرهم .

قال الهيثمي في المجمع : رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة اهـ .

وقال الحافظ في الفتح : أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَرْدَوْيهِ وَرِجَاله رِجَال الصَّحِيح ، إِلَّا أَنَّ الْمَحْفُوظ إِرْسَاله عَنْ عِكْرِمَة لَيْسَ فِيهِ اِبْن عَبَّاس وَمِنْ الطَّرِيق الْمُرْسَلَة أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم وَغَيْره اهـ .

وقال السيوطي في الدر المنثور : وأخرج النسائي وابن أبي حاتم والطبراني بسند صحيح من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : لما رجع المشركون عن أحد قالوا : لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم بئسما صنعتم ارجعوا ...... الحديث اهـ .

الكواعب: جمع الكاعب، وهي المرأة حين يبدو ثديها للنهود، ويقال الكَعاب - بالفتح - أيضا.
انظر: النهاية في غريب الحديث 4/179 .
حمراء الأسد: موضع على ثمانية أميال من المدينة. إليه انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في طلب المشركين.
انظر: معجم البلدان 2/301.

وتحت هذا الباب: لا أخلاق الإسلام ولا أحلام اهل الجاهلية

جزاك الله كل خير
تفضل بشرح السنة التي خالفوها والفضيلة التي لم يحافظوا عليها.

شكرا لكما .