خطأ في طبعتي (مصطفى عبدالقادر عطا، والشيخ مقبل بن هادي الوادعي) لمستدرك الحاكم

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فقد وقفت -بمحض توفيق من الله وفضل- على خطأ في طبعتي (مصطفى عبدالقادر عطا (2/654)، والشيخ مقبل بن هادي الوادعي (2/703)) لمستدرك الإمام أبي عبدالله الحاكم، فقد جاء في الطبعتين: «حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ [قلت: لعل الصواب أبنا = أخبرنا] عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عكرمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تقول: إنما هذه الدنيا سبعة آلاف سنة» وكذا هو في النسخة الخطية المتوفرة على الشبكة [http://wadod.com/bookshelf/book/14] (لوحة 272)، ولعله كذلك وقع في النسخ التي اعتُمد عليها في الطبعتين المذكورتين، فيكون الخطأ في ذلك من بعض النسخ المعتمد عليها.
في حين أنه قد جاء في الإتحاف^(*) (7/164) [سعيد بن جبير، عن ابن عباس]:
«حديث (كم) : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدينة واليهود تقول: إنما هذه الدنيا سبعة آلاف. (كم) في أخبار الأنبياء: ثنا أبو بكر بن إسحاق، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عنه وعن عكرمة، بهذا».

* إشكال محمد بن عكرمة:
هو: أبو عبدالله محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي القرشي، لم تذكر كتب الطبقات -التي وقفت عليها- في الرواة عنه سوى إبراهيم بن سعد (ينظر: الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم: 8/49، الثقات، لابن حبان: 7/364، تهذيب الكمال: 26/131)
كذلك نص الذهبي صراحة أنه لم يرو عنه سوى إبراهيم بن سعد (ينظر: ميزان الاعتدال، للذهبي: 3/650، المغني في الضعفاء، له: 2/615، تهذيب التهذيب، لابن حجر: 9/349، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال، للخزرجي، ص: 352).

* وأما «محمد بن أبي محمد» الذي جاء ذكره في الإتحاف
فهو: محمد بن أبى محمد الأنصاري المدني ، مولى زيد بن ثابت، وشيوخه هم: سعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، والراوي عنه هو: محمد بن إسحاق بن يسار، وبذلك يستقيم سند الحديث.

* وعليه؛ فيكون صواب الحديث على ما فهمت: «... ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد، عن عكرمة، وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ...»

فما رأي السادة الفضلاء فيما توصلت إليه؟
ـــــــــــــــ ـــــــــ
(*) طبع سنة 1994م.

اعتذار واجب:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (ص)
تسرعت في نسبة الخطأ إلى طبعة الشيخ مقبل رحمه الله، والسبب أنني اعتمدت على نسخة المكتبة الشاملة وليس بها هوامش، فلما راجعت النسخة المصورة، وجدته قد نبه على ذلك في الحاشية بسطر واحد، فجزاه الله خيرًا، وغفر الله لي تقصيري وجهلي، والحمد لله أولا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا.