هل يستحب للمسلم أن يطلب من الله أن يوافق موته عمر النبي عليه الصلاة والسلام ؟
قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه :
وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ - وَاللَّفْظُ لاِبْنِ الْمُثَنَّى - قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِىِّ عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ فَقَالَ مَاتَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّينَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَنَا ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّينَ اهـ .
وقال الإمام النووي رحمه الله في المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج :
قَوْله : ( سَمِعَ مُعَاوِيَة يَخْطُبُ ، فَقَالَ : مَاتَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ اِبْن ثَلَاث وَسِتِّينَ ، وَأَبُو بَكْر وَعُمَر ، وَأَنَا اِبْن ثَلَاث وَسِتِّينَ )
هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع النُّسَخ ، وَهُوَ صَحِيح ، وَتَقْدِيره : وَأَبُو بَكْر وَعُمَر كَذَلِكَ ، ثُمَّ اِسْتَأْنَفَ ، فَقَالَ : وَأَنَا اِبْن ثَلَاث وَسِتِّينَ أَيْ وَأَنَا مُتَوَقِّع مُوَافَقَتهمْ ، وَإِنِّي أَمُوت فِي سَنَتِي هَذِهِ اهـ .
وقال الملا علي قاري رحمه الله في جمع الوسائل في شرح الشمائل :
ثُمَّ اسْتَأْنَفَ بِقَوْلِهِ (وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ) أَيْ : سَنَةً ، كَمَا فِي نُسْخَةٍ وَأَغْرَبَ شَارِحٌ بِقَوْلِهِ ، وَفِي رِوَايَةٍ بِزِيَادَةِ سَنَةٍ ، ثُمَّ الْمَعْنَى فَأَنَا مُتَوَقِّعٌ أَنْ أَمُوتَ فِي هَذَا السِّنِ مُوَافَقَةً لَهُمْ ، قَالَ مِيرَكُ : لَكِنَّهُ لَمْ يَنَلْ مَطْلُوبَهُ وَمُتَوَقَّعَهُ ، بَلْ مَاتَ ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ ثَمَانِينَ ، قُلْتُ لَكِنْ حَصَلَ مَطْلُوبُهُ مِنَ الثَّوَابِ لِأَمَلِهِ ، فَنِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ ، وَفِي جَامِعِ الْأُصُولِ كَانَ مُعَاوِيَةُ فِي زَمَانِ نَقْلِهِ هَذَا الْحَدِيثَ فِي هَذَا السَّنِّ وَلَمْ يَمُتْ فِيهِ بَلْ مَاتَ وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً ، وَقِيلَ سِتٌّ وَثَمَانُونَ ، قُلْتُ : وَلَمْ يَذْكُرْ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَإِنَّهُ قُتِلَ وَلَهُ مِنَ الْعُمُرِ ثِنْتَانِ وَثَمَانُونَ سَنَةً ، وَقِيلَ ثَمَانٍ وَثَمَانُونَ سَنَةً ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَلِيًّا - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ - مَعَ أَنَّ الْأَصَحَّ أَنَّهُ قُتِلَ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ ، وَقِيلَ خَمْسٌ وَسِتُّونَ ، وَقِيلَ سَبْعُونَ ، وَقِيلَ ثَمَانٍ وَخَمْسُونَ ، عَلَى مَا ذَكَرَهُ صَاحِبُ الْمِشْكَاةِ فِي أَسْمَاءِ رِجَالِهِ لِلِاخْتِلَافِ الْوَاقِعِ بَيْنَهُمَا ، أَوْ لِعَدَمِ مَعْرِفَتِهِ بِعُمْرِهِ بِسَبَبِ تَعَدُّدِ الرِّوَايَاتِ أَوْ لِكَوْنِهِ حَيًّا حِينَئِذٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ اهـ .
من خلال قول معاوية رضي الله عنه هل يستحب للمسلم أن يطلب من الله عز وجل أن يوافق موته عمر النبي عليه الصلاة والسلام ؟ .
رد: هل يستحب للمسلم أن يطلب من الله أن يوافق موته عمر النبي عليه الصلاة والسلام ؟
خرَّج الإمام أحمد والنسائى ( (1305).) من حديث عمار بن ياسر رضي اللَّه عنه «أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ: اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ»في "الصحيحين" (4 أخرجه البخاري (5671، 6351، 7233)، ومسلم (268).) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا عَلِمت الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي".ولمسلم ( برقم (2682).
: "لَا يَتَمَنَّيْنَ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ وَلَا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إنَّهُ إذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمُرُهُ إلَّا خَيْرًا". وفي "المسند" ( (1/ 163).): "إِنَّ نفرًا ثلاثة أسلَمُوا، فَكَانُوا عِنْدَ طَلْحَةَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا فَخَرَجَ فيه أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ بَعَثَ بَعْثًا آخَر فَخَرَجَ فِيهِ آخَرُ فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَاتَ الثَّالِثُ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ الْمَيِّتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَمَامَهُمْ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ آخِرًا يَلِيهِ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَوَّلَهُمِ آخِرَهُمْ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلامِ لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ".
رد: هل يستحب للمسلم أن يطلب من الله أن يوافق موته عمر النبي عليه الصلاة والسلام ؟
منقول من ( بوزيان العيشي / الجزائر )
روى أبو بكرة رضي الله عنه ( أن رجلا قال يا رسول الله أي الناس خير؟ قال من طال عمره وحسن عمله . قال : فأي الناس شر ؟ قال : من طال عمره وساء عمله ) رواه الترمذي ،وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضي الله عنه بطول العمر ،ولو كان للموت على نفس عمره مزية ،لدعا له به صلى الله عليه وسلم