غزوة السويق في ذي الحجة من السنة الثانية من الهجرة

كان أبو سفيان بن حرب نذر -بعد بدر- ألا يمس رأسه ماءٌ من جنابة حتىٰ يغزو محمدًا صلى الله عليه وسلم، فخرج في مئتي راكبٍ من قريش، لِيبرَّ يمينه، فسلك النجدية، حتىٰ نزل بصدر قناة إلىٰ جبل يقال له ثَيْب، من المدينة علىٰ بريد أو نحوه، ثم خرج من الليل، حتىٰ أتىٰ بني النضير تحت الليل، فأتىٰ حُييَّ بن أخطب، فضرب عليه بابه، فأبىٰ أن يفتح له بابه وخافه، فانصرف عنه إلىٰ سلاَّم بن مِشْكَم، وكان سيد بني النضير في زمانه ذلك، وصاحب كنزهم^([1])، فاستأذن عليه، فأذن له، فقراه^([2]) وسقاه وبطن له من خبر الناس^([3])، ثم خرج في عقب ليلته حتىٰ أتىٰ أصحابه، فبعث رجالاً من قريش إلىٰ المدينة فأتوا ناحية منها، يقال لها: العُريض، فحرقوا فيه أصوار^([4]) من نخل بها، ووجدوا بها رجلاً من الأنصار وحليفًا له في حرث لهما، فقتلوهما، ثم انصرفوا راجعين، ونذر بهم الناس^([5])، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم حتىٰ بلغ قَرْقَرُة الكُدْر، ثم انصرف راجعًا، وقد فاته أبو سفيان وأصحابه، وقد رأوا أزوادًا من أزواد القوم قد طرحوها في الحرث يتخففون منها للنجاء^([6]) فقال المسلمون، حين رجع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أتطمع لنا أن تكون غزوة؟ قال: «نعم».
واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم علىٰ المدينة بَشير بن عبد المنذر وهو أبو لبابة.
وإنما سُمِّيتْ غزوة السَّويق^([7])، لأن أكثر ما طرح القوم من أزوادهم السويق، فهجم المسلمون علىٰ سويق كثير، فسُميتْ غزوة السويق^([8]).

---

([1]) يريد بالكنز المال الذي يجمعونه للطوارئ ويعدونه للنوائب التي تنوبهم وتعرض لهم.

([2]) فقراه: أي صنع له القِرَىٰ، وهو الطعام الذي يُقدَّم للضيف.

([3]) أي: أعلمه من سرهم.

([4]) الأصوار: جمع صور، وهي الجماعة من النخل.

([5]) نذر بهم: أي علم بهم.

([6]) النجاء: السرعة.

([7]) السَّويق: أن تحمص الحنطة أو الشَّعير ثم تُطحن ثم يسافر بها، وقد تمزج باللبن والعسل والسمن تُلَتُّ به.

([8]) «سيرة ابن هشام» 2/236، 237. بتصرف.

ينبغي لكل طالب علم أن يكون له اهتمامًا خاصًا بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه، وهذا ما سنحاول فعله هنا في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله تعالى

أحسن الله إليكم ،، إن شاء الله تعالى سأقدم دورة في فهم دراسة السيرة النبوية في شهر 9 القادم إن شاء الله لمعلمات الحديث ، ولكن المشكلة هي أن بعض المعلمات لايردن تدريس السيرة لتشعبها وصعوبة فهم بعض المواقف ، فما الحل حتى يكون لهن اهتمام أكثر للسيرة وتدريسها لطالبات ؟

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم

أحسن الله إليكم ،، إن شاء الله تعالى سأقدم دورة في فهم دراسة السيرة النبوية في شهر 9 القادم إن شاء الله لمعلمات الحديث ، ولكن المشكلة هي أن بعض المعلمات لايردن تدريس السيرة لتشعبها وصعوبة فهم بعض المواقف ، فما الحل حتى يكون لهن اهتمام أكثر للسيرة وتدريسها لطالبات ؟

---

بارك الله فيكم، وجعلكم عونًا لهن على فَهْم السيرة النبوية؛ وهنا ينبغي مراعاة عدة أمور:
أولًا: تحبيبهن في السيرة النبوية؛ من خلال تذكيرهن بأنهن سيدرسن حياة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فيتخلقن بأخلاقه، ويتأدبن بآدابه صلى الله عليه وسلم؛ ليُرَبِّين الأجيال على تلك الأخلاق.
فإنهن إذا أحببن الشيء الذي سيقبلون على داسته، وعرفن قيمته، كان ذلك عونًا لهن على الدراسة.
ثانيًا: لا بد للمدرس ألا يُشعِّبْ عليهن أحداث السيرة؛ بل يُدَرِّس لهن مختصرًا في السيرة، ثم يتدرج معهن.
ثالثًا: أن يشرح لهن ما يشكل عليهن، ويستعين في ذلك بالكتب التي تشرح أحداث السيرة؛ فيحضِّر الدرس منها، ثم يسهل لهن الحدث من خلال شرحه بأسلوب سهل ميسر.
ونسأل الله تعالى لكن التوفيق والسداد

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان

ثالثًا: أن يشرح لهن ما يشكل عليهن، ويستعين في ذلك بالكتب التي تشرح أحداث السيرة؛ فيحضِّر الدرس منها، ثم يسهل لهن الحدث من خلال شرحه بأسلوب سهل ميسر.

---

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان

ينبغي لكل طالب علم أن يكون له اهتمامًا خاصًا بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه، وهذا ما سنحاول فعله هنا في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله تعالى

---

منتدى السيرة في كل من ملتقى أهل الحديث و مجلس الألوكة ، نضع موضوع عن :
ما يصعب فهمه وشرحه من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، ثم يقوم الأعضاء بالمشاركة في الموضوع وذلك في الشرح بشكل مبسط وبأسلوب واضح .
وفائدة ذلك أنه :
- مراجعة وتثبيت للعلم .
- تسهيل في فهم الأحداث في السيرة النبوية لمن يتصفح الشبكة .
- الاستفادة من بعض الفوائد التي قد تغيب عن بعض طلاب وطالبات العلم.
- لفهم الواقع وربط الماضي بالحاضر .
- السيرة النبوية الصحيحة قدوة لنا .

تفضلوا بوضع هذا الموضوع، وسنكون أول المشاركين فيه إن شاء الله تعالى