ما مدلول قول النقاد في الراوي : من اهل العلم او حملة العلم أو من العلماء ،هل تدل على

هل وصف الراوي بانه من اهل العلم هل يعد توثيقا له ولحديثه؟؟
ما مدلول ذلك عند المتقدمين والمتأخرين؟
وبارك الله لنا فيمن يوضح لنا بجواب...

نعم هو توثيق للراوي وإليك البيان وعليه التكلان : قال المزي ت 742 في تهذيبه في ترجمة : عَبد الله بن أَبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حزم الأَنْصارِيّ : قال عبد الرحمن بن القاسم ، عن مالك : كان كثير الاحاديث ، وكان رجل صدق.وَقَال عَبد الله بن أحمد بن حنبل ، عَن أبيه : حديثه شفاء.
وَقَال إسحاق بن منصور عن يحيى بن مَعِين ، وأبو حاتم : ثقة.
وَقَال النَّسَائي : ثقة ثبت.
وَقَال محمد بن سعد : كان ثقة ، كثير الحديث ، عالما .
وقال ابن حجر ت 852 في تهذيبه عنه : قال العجلي : مدني تابعي ثقة ، وَقَال ابن عَبد الْبَرِّ : كان من أهل العلم ثقة فقيها محدثا مأمونا حافظا وهو حجة فيما نقل وحمل .

وقال الحافظ أيضا في ترجمة : عَبد الله بن حفص بن عُمَر بن سعد بن أَبي وقاص القرشي الزُّهْرِيّ : قال العجلي : ثقة. وَقَال ابن عَبد الْبَرِّ : قيل كان اسمه كنيته ، وكان من أهل العلم والثقة أجمعوا على ذلك .

وقال المزي : عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم بن ميمون الكناني المكي ، وكان يلقب الغول لدمامة منظره ، وهو صاحب كتاب"الحيدة" ، وكان من أهل العلم والفضل وله مصنفات عدة ، وكان ممن تفقه للشافعي واشتهر بصحبته.

وقال المزي أيضا في ترجمة : محمد بن الحسين بن إبراهيم بن الحربن زعلان العامري : قال عبد الرحمن بن أَبي حاتم : كتبت عنه مع أبي وهو ثقة. سئل أبي عنه فقال : صدوق.
وَقَال أبو بكر بن أَبي عاصم : ثبت.
وَقَال أبو العباس بن سَعِيد ، عن ابن خراش : كان من أهل العلم والامانة.
وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات" .

وقال ابن حبان ت 354 في كتابه الثقات في ترجمة: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِث بْن عَيَّاش بْن أبي ربيعَة بْن الْمُغيرَة : روى عَنْهُ الثَّوْريّ وَالنَّاس ، أمه أم ولد ، مَاتَ فِي ولَايَة أبي جَعْفَر ، وَكَانَ من أهل الْعلم .

وقال ابن أبي حاتم ت 327 في الجرح والتعديل في ترجمة : إسماعيل بن سعيد الكسائي الشالنجي الطبري أبو إسحاق : حدثنا عبد الرحمن انا الحسن بن علي الآملي فيما كتب إلى قال : سألت أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن سعيد الكسائي فقال : رحم الله ابا إسحاق كان من الاسلام بمكان ،كان من اهل العلم والفضل.وقال ابن حجر في تهذيبه في ترجمة: عبدالرحمن بن عائذ الثماني : وقال ابن إسحاق : حدثني ثور ، عن يحيى بن جابر ، عن عبدالرحمن بن عائذ ،وكان من حملة العلم ، وقال النسائي : ثقة. وقال جنادة بن مروان سمعت أبى يذكر قال : لما أتى الحجاج بعبد الرحمن بن عائذ أسيرا يوم الجماجم فذكر قصة ، وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال ابن حبان ت 354 في كتابه الثقات في ترجمة: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِث بْن عَيَّاش بْن أبي ربيعَة بْن الْمُغيرَة : روى عَنْهُ الثَّوْريّ وَالنَّاس ، أمه أم ولد ، مَاتَ فِي ولَايَة أبي جَعْفَر ، وَكَانَ من أهل الْعلم .

وقال ابن أبي حاتم ت 327 في الجرح والتعديل في ترجمة : إسماعيل بن سعيد الكسائي الشالنجي الطبري أبو إسحاق : حدثنا عبد الرحمن انا الحسن بن علي الآملي فيما كتب إلى قال : سألت أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن سعيد الكسائي فقال : رحم الله ابا إسحاق كان من الاسلام بمكان ،كان من اهل العلم والفضل.وقال ابن حجر في تهذيبه في ترجمة: عبدالرحمن بن عائذ الثماني : وقال ابن إسحاق : حدثني ثور ، عن يحيى بن جابر ، عن عبدالرحمن بن عائذ ،وكان من حملة العلم ، وقال النسائي : ثقة. وقال جنادة بن مروان سمعت أبى يذكر قال : لما أتى الحجاج بعبد الرحمن بن عائذ أسيرا يوم الجماجم فذكر قصة ، وذكره ابن حبان في الثقات.

اختلف مع الأخ الفاضل_أبو مالك المديني_ في قوله : "نعم هو توثيق للراوي" . الأمر_أخي الفاضل_ ليس على إجماله هكذا ، بل تُعدُّ هذه "اللفظة" من ألفاظ التعديل ، إذا ضُمت إليك قرائن أخر ، تدلُ على توثيق الراوي ، أو تعديله عموماً ، وإنما كان ذلك كذلك ؛ للفرقِ بين تعديل الرواي وتوثيقه ، إلَّا إذا قُصدَ بالتوثيق هنا معنى التعديل ، كما أن قولهم:"كان من حملة العلم ، أو أهل العلم" لا يدلُ دلالةً واضحةً على أنه عدلٌ في الرواية ، فقد يدل على ذلك أو لا ؟ ، بناءاً على الاستقراء التام لمرويَّات الرواي أولاً ، ولأقوال أهل العلم فيه ثانياً ، لأنه قد يكون من حملة العلم أو من أهل العلم ، ولكنه ليس من أهل الرواية ، أو من حملة العلم ولكنه ليس بحافظ ، أو قد يكون حافظاً، ولكنه في أي رتبة هو ؟ .
فالأمرُ يحتاجُ إلى دراسةٍ متأنيةٍ ؛ قوامها: التتبعُ والاستقراء ، من كتب أهل العلم ، فيمن قيل فيهم هذا المقال _والله أعلم_ .
ولقد نقلت_أخي الفاضل_عن ابن حبان قوله في " عبد الرحمن بن الحارث " أنه كان من أهل العلم ، وفاتك أن تنقل ترجمته باستيفاءٍ من التهذيب ، وإنما كان ذلك كذلك ؛ لنجاوب على الشطر الثاني من سؤال الأخت : "وهل يُعدُّ هذا توثيقاً له ولحديثه" ؟. ، وإليك ترجمته من "تهذيب التهذيب" (6/ 156) :
" قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين صالح وقال أبو حاتم شيخ وقال النسائي ليس بالقوي وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن سعد كان ثقة وتوفي في أول خلافة أبي جعفر وقال غيره ولد في عام الجحاف سنة ثمانين ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة قلت القائل ذلك هو البخاري حكاه عن ابن عباس عن المغيرة بن عبد الرحمن وقال العجلي مدني ثقة وقال عثمان الدارمي عن ابن معين ليس به بأس وقال أحمد متروك وضعفه علي بن المديني وقال ابن نمير لا أقدم على ترك حديثه وقال ابن حبان كان من أهل العلم ". وقال عنه الحافظ في "التقريب" :"صدوقٌ له أوهام" ، وإنما كان ذلك، لمقال أهل العلم السابق فيه ، فهو يعدُ ممن يعتبر بحديثه في الشواهد والمتابعات ، أما إذا انفرد بحديثٍ ليس له شاهدٌ ولا متابعٌ ، فلا يحتمل تفرده به . وكذلك أيضاً ، لا يُعدُّ هذا توثيقاً لجميع مرويَّاته على الإجمال ، بل لكلِّ رواية من المرويَّات ؛ ملابساتها الخاصة به ، حتى لو كان من الثقات الأثبات .

ومثالٌ أخر : أبو الحسن القرشي مولى عبد الله بن نوفل بن لا
الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (3/ 375)قال أبو أحمد الحاكم (3/375) :حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، حَدَّثنا محمد بن يحيى ، حَدَّثنا نعيم بن حماد ، حَدَّثنا ابن المبارك أخبرنا معمر ، عَن الزُّهْرِيّ أخبرني أبو الحسن مولى عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، _{وكان من أهل العلم والصلاح.}
قال الذهبي في "الميزان" (4/514) :" أبو حسن مولى عبد الله بن نوفل. ما حدث عنه غير الزهري، ويزيد بن قسيط، ورجل يقال له عمر بن معتب.عن ابن عباس. لا يدرى من هو.
والخبر فشاذ.أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن ماجة من طريق؟ ؟ بن أبي كثير أن عمر بن معتب أخبره قال: أخبرني أبو حسن مولى بنى نوفل، قال: استفتينا ابن عباس في مملوك كانت تحته فطلقها تطليقتين ثم عتقا بعد، فهل يصح له أن يخطبها؟ قال: نعم، قضى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.هذا حديث منكر" .
وقال عنه في "المغني" (2/780): " لايعرف" .

جزاك الله خيرا ،لعلك لم تفهم كلامي فكل ما ذكرته أنا يدل على وجود هذه القرائن ، وإذا وجدت قرائن أخرى تدل على غير ذلك فبحسبه ويتعامل مع الراوي بحسب حاله وما قيل فيه ، لكن المقصود عند الإطلاق هو التوثيق إلا إذا جاء ما يرد هذا الإطلاق من كلام أهل العلم ، ألا ترى في التراجم المنقولة هذه القرائن التي تدل على ما قلته حتى ترجمة عبد الرحمن بن الحارث فكلمة ابن حبان والتي تعمد ذكرها وحدها ولم يفتني كلام التهذيب أو غيره ، لكن أردت أن أقول : هذا توثيق من ابن حبان ، والتعديل هنا توثيق عند الإطلاق وعند قائله أيضا، فهو يوثقه ويقبل حديثه ( أي عنده ) وينظر إلى كلام الحفاظ فيه ، بل إن الثقة أو الصدوق قد يروي حديثا منكرا وقد يخطيء كما قال الذهبي في الموقظة : وقد يعد تفرد الصدوق منكرا . فكل هذا بحسب التتبع والاستقراء لحديثه ، والثقة قد يخطيء بل الحافظ أحيانا كما قاله مسلم وغيره ، بارك الله فيك . لكن عند الإطلاق يكون هذا توثيقا للراوي ولحديثه إلا إذا تبين خلاف ذلك ؛ إما لتفرده مثلا أو لمخالفته الحفاظ ونحو ذلك ،وبالفعل قد تعد كلمة : من أهل العلم .أحيانا وبحسب القرائن من باب التعديل فقط أما عند الإطلاق فهو توثيق للراوي مجملا ثم ننظر في مروياته وكلام الحفاظ ، هذا الذي ينبغي أن يفهم . فافهم وتنبه بارك الله فيك وجزاك خيرا .

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل : حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال : سمعت أحمد بن صالح يقول : سمعت ابن وهب يقول : ما ذكر مالك بكير بن الاشج إلا قال: كان من العلماء. ( قال هذا وبكير ثبت إمام معروف ) فهذا توثيق منه لا شك في ذلك .
وقول أحمد في قتادة : كان من العلماء . وقتادة من هو في الحفظ كما هو معلوم .فعند الإطلاق كما ذكر .
أما إذا ذكر في ترجمته أو وجد في مروياته ما يخالف هذا فلابد من النظر إذاُ ، كل هذا بحسب ، وقد يقولون ذلك فيمن ليس بالمتين كقول الذهبي مثلا في : فليح بن سليمان العدوي : كان صادقا عالما صاحب حديث وما هو بالمتين . وقد يكون عالما في الحديث ولكنه غير عدل كالحفاظ الذين اتهموا وطعن في عدالتهم ، وقد يكون من العلماء في غير الحديث . كل هذا يتبين من خلال كلام الحفاظ . أما عند الإطلاق فقد علمت ما فيه مما سبق بيانه وذكره ، بارك الله فيك .

أخي الحبيب ، لقد فهمت كلامك جيداً ، ولكن جوابك كان غير مكتمل ، ولم يك مشبعاً ،لذا سآرعتُ إلى التوضيح والبيان .

بدليل ، أنك أكدت ما ذكرته لك ، بارك الله فيك ، ولم يك في كلامك السالف ، ما أوضحته وبيَّنته ، فلقد اكتفيت بذكر مثالين فحسب ، ثم لم تجب على الشطر الثاني من جواب الأخت _سلمك الله_ (ابتسامه) .