هل كان العصر المملوكي عصر الجهل و التخلف في العلوم و الآداب؟(كما علّمونا!)
لقد صار من البديهي عند دارسي الأدب أن العصر المملوكي و العثماني من أسوأ العصور من الناحية العلمية و الأدبية و الثقافية !
فهل أنت ممن يسلم بهذا الكلام !!
رد: هل كان العصر المملوكي عصر الجهل و التخلف في العلوم و الآداب؟(كما علّمونا!)
ابن دقيق العيد وابن تيمية والذهبي وابن حجر وأقرانهم وشيوخهم وتلاميذهم كلهم من العصر المملوكي ، وبالتالي فذلك ادعاء باطل علمنا ببطلانه فيما بعد خلافا لما هو مقرر في كتب المدارس
رد: هل كان العصر المملوكي عصر الجهل و التخلف في العلوم و الآداب؟(كما علّمونا!)
و كذلك كتب السيوطي التي هي في شتى العلوم
رد: هل كان العصر المملوكي عصر الجهل و التخلف في العلوم و الآداب؟(كما علّمونا!)
و كذلك أيضا
هذا العصر هو الذي أخرج لنا لسان العرب لابن منظور
و صبح الأعشى للقلقشندي
و نهاية الأرب للنويري
و فتح الباري لابن حجر
رد: هل كان العصر المملوكي عصر الجهل و التخلف في العلوم و الآداب؟(كما علّمونا!)
هذه يروج لها النصارى وعبيد القومية الفاشلة حنا الفاخوري ومن لف لفه
رد: هل كان العصر المملوكي عصر الجهل و التخلف في العلوم و الآداب؟(كما علّمونا!)
للأسف هذا الكلام موجود بكتاب الأدب المقرر على طلاب الصف الثالث الثانوي الأزهري !
رد: هل كان العصر المملوكي عصر الجهل و التخلف في العلوم و الآداب؟(كما علّمونا!)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا للأخ أبو عبد الله المصري على هذه الالتفاتة..
لا أعرف لماذا ينظر البعض الى هذا العصر نظرة جفاءٍ ناعتينه بعصر التخلف,أو الانحطاط,أو العصور المظلمة
حتى لو سلمنا جدلا بأن الحركة العلمية والثقافية والأدبية قد فترت حركتها أو تراجعت في هذا العصرالا انه لا ينبغي اطلاق حكم عام على نتاج هذا العصر والغاء ما فيه من حركة تأليف,
فلا ننسى بالاضافة الى ما سبق ذكره من الأخوة أن هناك نتاج اخر نضج داخل هذا العصر ألا وهو( فن البديعيات)
فلا انحطاط فيه حيث نشأت البديعيات لتنفرد بنفسها ولينظم فيها الشعراء والأدباء وتُصبحَ ملمحاً فنياً أرتبط بهذا العصر دون غيره.
والذي يريد أن يسلم بقضية ما عليه أن يتخذ من الموضوعية معيارا لحكمه
وأن يستعرض ما كُتب في هذا العصر حتى يحكم بعد ذلك.
رد: هل كان العصر المملوكي عصر الجهل و التخلف في العلوم و الآداب؟(كما علّمونا!)
السلام عليكم ورحمه الله أخي الكريم أبي عبد الله
تحية مباركة طيبة
قد تكون مشاركتي وردي على مداخلتكم متأخر نسبيا ربما لتأخري في المتابعة .. وأتمنى أن تكون سطوري بها فائدة لسؤالكم وللقراء
الحياة العلمية في دولة سلاطين المماليك، وكما أشار الأخوة من قبلي في مداخلاتهم، فقد حفل ذلك العصر بالعديد من الأسماء السامقة قاماتهم وهاماتهم من أمثال شيخ الإسلام ابن حجر، والبلقيني، وابن خلدون والمقريزي، والعيني والسخاوي، والسيوطي، والدواداري، والأدفوي، وابن طولون، وابن إياس، وغيرهم كثر، كل فيما نبغ فيه وبرع، لابد وأن يسترعي الانتباه سمات ذلك العصر العلمية، والتي بدت ملامحها واضحة في عصر دولتي سلاطين المماليك، حيث ازدهار الحركة العلمية والثقافية وظهور أسماء علماء لمعوا في سماء مصر والشام والحجاز، في مجالات العلوم والفنون، فلم يخلو علم إلا وبه العشرات من هؤلاء العلماء، والذين تولوا إعادة إحياء التراث العلمي والأدبي والفكري الإسلامي الذي انتجته الحركة العلمية الثقافية في القرون السابقة على قرون عصر سلاطين المماليك، حيث أسهموا بدورهم، في حفظ ذلك التراث بما أنتجوا من شروح وتهذيب وتلخيص لكثير من علوم الإسلام في شتى فنونها، حيث قدموا لنا موسوعات كبيرة في ذلك الأمر مازلنا نسير فيها على هديهم. ويؤكد ذلك المعنى الذي أردنا توضيحه، أن مدن العالم الإسلامي حواضر سلطنة المماليك في القاهرة ودمشق وحلب والمدينة النبوية المشرفة ومكة المكرمة، قد حفلت باهتمام العلماء فيها بالدرس والشرح والإجازات ، ومن حيث التصنيف وتأليف في بسط الشروح والاختصارات والتي تناولت المتون بالشرح والتوضيح في موسوعات لفهم ما قد استغلق من معان على طلاب تلك الفترة، وبهذه المعانى ندحض فرية أو نظرة علمية ضيقة قد ألصقت بذلك العصر، وهي أنه كان عصر جمع شروح وتفسير لا عصر إبداع واستنباط وإلهام، وهو عصر وصف بضآلة الفكر وتسطيح الفكرة، وأني لأختلف مع من تبنوا هذه الفكرة ونظر بهذه النظرة بغير موضوعية علمية لهذا العصر، وما انتج فيه من مؤلفات علمية ونظرتهم السلبية لعلمائه الذين تركوا لنا تراثا فكريا وعلميا هائلا، واتفق مع نظرة د. محمد رزق سليم الاستنباطية المتعمقة لفكر وعلوم وعلماء العصر المملوكي، حيث ذكر في كتابه عصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي، في قوله:" أن علماء هذا العصر قد تناولوا العلم بمنهجية جديدة تعتمد على عرض الفكر بطريقة أكثر سهوله وأقل جهدا، حيث عمد بعض المعلمين من العلماء لتناول المتون بالشرح والتلخيص مرة أخرى ليجلي ما قد غمض منها أو يفصل ما يكون موجزا أو مبهما". وأوكد هنا أن من نظر بهذه النظرة السطحية لعلماء العصر المملوكي، فقد جاء بفكر خاطئ غير مدروس وتوهم قادح منهم، وربما أن هؤلاء قد أسسوا فكرهم على فكر سياسي، أو في فترة ما من تاريخنا العربي الإسلامي أرادوا فيها أن يهمشوا دور المماليك ويظهروهم بصورة هادمة لتاريخهم، حتى اعتورتهم أيدي كثيرة نهشت تاريخهم وزيفت صورة علماء عصرهم وسلبتهم حقهم الأصيل في الإشادة والريادة، فما هؤلاء العلماء إلا أعلام زخرت المكتبات العلمية العالمية بأصول مخطوطاتهم، فمن من الباحثين منا لا يعتمد على الإمام الذهبي، والصفدي، وابن فرحون، والمطري، والقسطلاني، والفاسي، والخجندي، والسمهودي، وغيرهم الكثير والكثير. وقد عالجت تلك النظرة في دراستين لي الأولى: عن أولاد الناس في عصر سلاطين المماليك، دار الكتاب الجامعي، القاهرة 2003م، والثانية: علماء المدينة المنورة في القرنين السابع والثامن الهجريين، دار المهندس للنشر والتوزيع، القاهرة 2011م، هذا فضلا عن معالجة كثير من المؤرخين والعلماء لهذه النظرة التي وسم بها علماء ذلك العصر الإسلامي الهام من عصور دولة الإسلام. هذا والله سبحانه وتعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل، وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين (ص) وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. نهلة أنيس مصطفى
أستاذ التاريخ الإسلامي جامعة الأزهر
( نهلة المهر)