رد: من الفوائد المنتثرة .... من درر ابن القيم - رحمه الله.
قال ابن القيم - رحمه الله - في الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي المشهور بـ"الداء والدواء":
(المعَاصِيَ تُفْسِدُ العَقْلَ، فَإِنَّ لِلعَقْلِ نُورًا، وَالمَعْصِيَةُ تُطْفِئُ نُورَ العَقْلِ وَلَا بُدَّ، وَإِذَا طُفِئَ نُورُهُ ضَعُفَ وَنَقَصَ.
وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَا عَصَى اللَّهَ أَحَدٌ حَتَّى يَغِيبَ عَقْلُهُ، وَهَذَا ظَاهِرٌ، فَإِنَّهُ لَوْ حَضَرَ عَقْلُهُ لَحَجَزَهُ عَنِ المَعْصِيَةِ وَهُوَ فِي قَبْضَةِ الرَّبِّ تَعَالَى، أَوْ تَحْتَ قَهْرِهِ، وَهُوَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ، وَفِي دَارِهِ عَلَى بِسَاطِهِ وَمَلَائِكَتُهُ شُهُودٌ عَلَيْهِ نَاظِرُونَ إِلَيْهِ، وَوَاعِظُ القُرْآنِ يَنْهَاهُ، وَوَاعِظُ المَوْتِ يَنْهَاهُ، وَوَاعِظُ النَّارِ يَنْهَاهُ، وَالَّذِي يَفُوتُهُ بِالمَعْصِيَةِ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَضْعَافُ مَا يَحْصُلُ لَهُ مِنَ السُّرُورِ وَاللَّذَّةِ بِهَا، فَهَل يُقْدِمُ عَلَى الِاسْتِهَانَةِ بِذَلِكَ كُلِّهِ، وَالِاسْتِخْفَا فِ بِهِ ذُو عَقْلٍ سَلِيمٍ؟!). اهـ
رد: من الفوائد المنتثرة .... من درر السلف.
قال سفيان ابن عُيَيْنة وحَمَّاد بن زيد: "لا تتمُّ الرئاسة للرجال إلا بأربعٍ: علم جامع، وورع تامٍّ، وحلم كامل، وحسن التدبير؛ فإن لم تكن هذه الأربع، فمائدةٌ منصوبة، وكف مبسوطة، وبذل مبذول، وحسن المعاشرة مع الناس، فإن لم تكن هذه الأربع فبضرب السيف، وطعن الرمح، وشجاعة القلب، وتدبير العساكر، فإن لم يكن فيه من هذه الخصال شيء، فلا ينبغي له أن يطلب الرئاسة"؛ [شعب الإيمان للبيهقي (6/ 76)].
رد: من الفوائد المنتثرة .... من درر السلف.
قال ابن قتيبة في عيون الأخبار (1/5) ط/ مطبعة دار الكتب المصرية
. وكان يقال: "السلطان والدين أخوان لا يقوم أحدهما إلا بالآخر".
وقال(1/6): .
"حدَّثنا الرياشي عن أحمد بن سلاَّم مولى ذفيف، عن مولى يزيد بن حاتم عن شيخ له قال:
قال كسرى: «لا تنزل ببلدٍ ليس فيه خمسة أشياء:
سلطان قاهر، وقاض عادل، وسوق قائمة، وطبيب عالم، ونهر جارٍ».
الشوق إلى رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم.
عن عبدة بنت خالد بن معدان قالت: ما كان خالدٌ يأوي إلى فراشٍ إلا وهو يَذكُر من شوقِه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار يسمِّيهم، ويقول : هم أَصْلِي وفصلي، وإليهم يحنُّ قلبي، طال شوقي إليهم، فعجِّل ربي قبضي إليك حتى يغلبه النوم".
حلية الأولياء (5/ 210)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (16/ 199)، وسير أعلام النبلاء (4/ 539).
رد: من الفوائد المنتثرة .... من درر السلف.
جزاكم الله خيرا
على الدرر المفيدة
رد: من الفوائد المنتثرة .... من درر السلف.
قال إسحاق التجيبي: "كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده لا يذكرونه إلا خشعوا واقشعرَّتْ جلودُهم، وبكوا، وقال مالك - وقد سئل عن أيوب السختياني -: ما حدثتُكم عن أحدٍ إلا وأيوب أفضلُ منه، وقال : وحجَّ حجتين فكنت أرمقه، ولا أسمع منه غير أنه كان إذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بكى حتى أرحمه".
إمتاع الأسماع للمقريزي (13/ 179)، والشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض (2/ 59).
رد: من الفوائد المنتثرة .... من درر السلف.
وقال مصعب بن عبدالله:
"كان مالكٌ إذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - يتغيَّر لونُه، وينحنِي حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يومًا في ذلك، فقال: لو رأيتُم ما رأيتُ لَمَا أنكرتُم عليَّ ما ترون، ولقد كنتُ أرى محمد بن المُنْكَدِر - وكان سيد القراء - لا نكاد نسألُه عن حديثٍ أبدًا إلا يبكي حتى نرحمه".
الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض (2/ 93).
رد: من الفوائد المنتثرة .... من درر السلف.
قال الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه الله -:
"أَيْ شبابَ الإسلام، إنَّ الأوطانَ تجمعُ الأبدانَ, وإن اللغاتِ تجمعُ الألسنةَ, وإنما الذي يجمع الأرواحَ ويؤلِّفُها ويَصِلُ بين نَكِرَاتِ القلوب فيعرِّفُها هو الدِّينُ, فلا تلتمسوا الوَحْدةَ في الآفاقِ الضيِّقة، ولكنِ التمسوها في الدِّين، والتمسوها من القرآنِ تَجِدوا الأُفُقَ أوسعَ, والدارَ أجمعَ, والعديدَ أكثرَ, والقُوى أوفَرَ"؛ (الآثار1/163).
رد: من الفوائد المنتثرة .... من درر السلف.
قال الثعالبي: "من فضائل السفر: أن صاحبه يرى من عجائب الأمصار، ومن بدايع الأقطار، ومحاسن الآثار، ما يزيده علمًا بقدرة الله تعالى، ويدعوا شكرًا على نعمه".
وقال المأمون: "لا شيء ألذ من السفر في كفاية؛ لأنك كل يوم تحل محلة لم تحلها، وتعاشر قومًا لم تعاشرهم".
وقال عنترة:
"السفريشدُّ الأبدان، وينشط الكسلان، ويشهي الطعام".
وقال ابن رشيق:
"كتب إلى بعض إخواني: مثل الرجل القاعد - أعزك الله - كمثل الماء الراكد إن ترك تغير، وإن ترك تكدر، ومثل المسافر كالسحاب الماطر، هؤلاء يدعونه رحمة، وهؤلاء يدعونه نقمة، فإذا اتصلت أيامه ثقل مقامه وكثر لوَّامه، فأجمع لنفسك فرحة الغيبة، وفرحة الأوبة، والسلام".
وقالت الحكماء: "لا تدرك الراحة إلا بالتعب، ولا الرغبة إلا بالنصب".
الغرر السافر فيما يحتاج إليه المسافر للزركشي.
رد: من الفوائد المنتثرة .... من درر السلف.
ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق (44/359)
عن سعيدِ بن المُسيبِ أنه قال:
"وضعَ عمرُ بنُ الخطابِ - رضي الله عنه - للناس ثماني عشْرة كلمةً، كلها حِكمٌ، قال:
• ما كافأتَ مَن يَعصِي اللهَ فِيك بمثلِ أن تُطيعَ اللهَ فِيهِ.
•وضَعْ أمرَ أخِيك على أحسنِهِ حتى يأتِيَك منه ما يغلِبُك.
• ولا تظُننَّ بِكلِمةٍ خرجتْ مِن مُسلِمٍ شرًّا وأنت تجِدُ لها فِي الخيرِ مَحملًا.
• ومَن تعرَّض للتُّهمةِ فلا يلُومَنَّ مَن أساء به الظنَّ.
• ومَن كتَم سِرَّهُ كانتِ الخِيرةُ فِي يديهِ.
• وعليك بإخوانِ الصِّدقِ، فعِشْ في أكنافِهِم؛ فإنَّهم زِينةٌ في الرخاءِ، وعدَّةٌ في البلاءِ.
• وعليك بالصِّدقِ، وإنْ قتَلك الصِّدقُ.
• ولا تَعْرِض لِما لا يَعْنِيك، ولا تسأَلْ عمَّا لم يكُنْ؛ فإنَّ فيما كان شُغلًا عمَّا لم يكُنْ.
• ولا تطلُبنَّ حاجتَك إِلى من لا يُحِبُّ لك نجاحَها.
• ولا تصحبنَّ الفاجِرَ؛ فتَعلَمَ فجُورَهُ.
• واعتزِل عدوَّك، واحذَرْ صديقَك إلا الأمينَ، ولا أمينَ إلا مَن خشِيَ اللهَ.
• وتخشَّعْ عند القولِ، وذِلَّ عند الطاعةِ، واعتصمْ عند المعصيةِ، واستشِرْ في أمرِك الذين يخشَوْنَ اللهَ؛ فإنَّ اللهَ يقولُ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]".
وانظر: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار (2/ 230)، والمتفق والمفترق (1/ 304) للخطيب البغدادي، وروضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان ص 89.
رد: من الفوائد المنتثرة .... من درر السلف.
كلمات أعجبتني كثيرًا:
يَا مَنْ يُذَكِّرُنِي بِعَهْدِ أَحِبَّتِي = طَابَ الحَدِيثُ بِذِكْرِهِمْ وَيَطِيبُ
أَعِدِ الحَدِيثَ عَليَّ مِنْ جَنَبَاتِهِ = إِنَّ الحَدِيثَ عَنِ الحَبِيبِ حَبِيبُ
مَلَأَ الضُّلُوعَ وَفاَضَ عَنْ أَحْنَائِهَا = قَلْبٌ إِذَا ذَكَرَ الحَبِيبَ يَذُوبُ
مَا زَالَ يَضْرِبُ خَافِقًا بِجَنَاحِهِ = يَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَطِيرُ قُلُوبُ
إليكِِ أيتها الكريمة......
"وأن القلوب المريضة التي تثار وتطمع موجودةٌ في كل عهد، وفي كل بيئة، وتجاه كل امرأة، ولو كانتْ هي زوجَ النبيِّ الكريم وأمَّ المؤمنين، وأنه لا طهارة من الدنس، ولا تخلص من الرجس؛ حتى تمتنع الأسباب المثيرة من الأساس.
فكيف بهذا المجتمعِ الذي نعيش اليوم فيه في عصرِنا المريض الدنس الهابط، الذي تهيج فيه الفتن، وتثور فيه الشهوات، وترفُّ فيه الأطماع؟! كيف بنا في هذا الجو الذي كل شيء فيه يثير الفتنة، ويهيج الشهوة، وينبه الغريزة، ويوقظ السعار الجنسي المحموم؟! كيف بنا في هذا المجتمع، في هذا العصر، في هذا الجو، ونساءٌ يتخنَّثن في نبراتهن، ويتميَّعن في أصواتهن، ويجمعنَ كلَّ فتنة الأنثى، وكل هتاف الجنس، وكل سعار الشهوة، ثم يُطلِقْنَه في نبرات ونغمات؟! وأين هن من الطهارة؟! وكيف يمكن أن يرف الطهر في هذا الجو الملوَّث، وهن بذواتِهن وحركاتِهن وأصواتِهن ذلك الرجس الذي يريد الله أن يُذهِبه عن عبادِه المختارين؟". اهـ.
رد: إليكِِ أيتها الكريمة......
قال ابن القيِّم - رحمه الله -: "ومن رحمته أن نغَّص عليهم الدنيا وكدَّرها؛ لئلَّا يسكنوا ولا يطمئنوا إليها, ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره؛ فساقهم إلى ذلك بسياطِ الابتلاء والامتحان؛
فمنعهم ليعطيَهم, وابتلاهم ليعافيَهم, وأماتهم ليحييَهم"؛ ا.هـ
من (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان).