عرض للطباعة
صنعةُ الحديثِ في صحيحِ البخاريِّ...فهل من مزيد؟
قال الشيخ ماهر الفحل _حفظه الله _ :" يجزم البخاريُّ في مواضعَ كثيرةٍ ، حصل فيها اختلافٌ ، ويبوب لما يراه راجحاً من مسائل الاختلاف ، إذا كانت قوة الدليل ظاهرةٌ ، وفي هذا ؛ تنشيطُ أذهان القارئين ؛ ليأخذوا بالراجح من مسائل الخلاف" .
قلتُ (أبوعاصم) : وهل تبويب البخاريِّ في"الجامع الصحيح" ، بحديثٍ ليس على شرطه ، يدلُ على أنه يصححُ هذا الحديث ، ومن ثمَّ يميلُ إلى هذا القول، ويجنحُ إليه ، أم ماذا ؟ .
"إنَّ إتقان صنعة العلل لدى البخاري جعلت من عادته إذا صحت الطريق موصولة لا يمنع من إيراد ما ظاهره الإرسال اعتماداً على الموصول ، وقد يذكره تباعاً .............. وقد يذكره في غير موضع اكتفاءً بما أورده سابقاً أو لا حقاً .
تأثر البخاري فيمن سبقه ، وانتفع به على قدر ما عند من سبقه من صواب ؛ فكان كتابه بمثابة حلقة من سلسلة ممتدة إلى المصنفين الأوائل أمثال ابن جريج والأوزاعي ومالك وابن المبارك ووكيع ، كما أنَّه أثر فيمن بعده أيمَّا تأثير ، بل كل من جاء بعده تأثر به .
أتقن البخاري الحرفة في صنعة الحديث ، فجعل كتابه جامعاً لأنواع علوم الدين من عقيدة وتفسير ومغازي وسير وزهد ورقائق وفضائل وآداب بخلاف من سبقه ، إذ صنف على بعض تلك الأبواب ، ولمّا جمع كتاب البخاري خصائص من سبقه إبداعاً وابتكاراً فاق كتابه كتب الحديث قاطبة ".الشيخ ماهر
بارك الله فيكم