إذا صحّ قصد العالم استراح من التكلّف..!!

إذا صحّ قصد العالم استراح من التكلّف..!!
"إذا صح قصد العالم، استراح من كلف التكلف. فإن كثيرًا من العلماء يأنفون من قول: لا أدري، فيحفظون بالفتوى جاههم عند الناس، لئلا يقال: جهولًا الجواب، وإن كانوا على غير يقين مما قالوا، وهذا نهاية الخذلان.
وقد روي عن مالك بن أنس: أن رجلًا سأله عن مسأله، فقال: لا أدري! فقال: سافرت البلدان إليك! فقال: ارجع إلى بلدك، وقل: سألت مالكًا، فقال: لا أدري. فانظر إلى دين هذا الشخص وعقله، كيف استراح من الكلفة، وسلم عند الله رضي الله عنه.
ثم إن كان المقصود الجاه عندهم، فقلوبهم بيد غيرهم. والله، لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدره في النفوس ليس بذاك! ورأيت من يلبس فاخر الثياب، وليس له كبير نفل، ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته، فتدبرت السبب، فوجدته السريرة. كما روي عن أنس بن مالك: أنه لم يكن له كبير عمل من صلاة وصوم؛ وإنما كانت له سريرة.
فمن أصلح سريرته، فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في السرائر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر " .
صيد الخاطر (ص:220) لابن الجوزي

اللهم ارزقنا وعلماءنا الإخــــــــلاص
غفر الله لنا ولك ولعلماءنا حيهم وميتهم

أمين يارب العالمين

قال الذهبي رحمه الله : صحّ عن أبي ذرّ أنّ (لا أدري) نصف العلم.

سنن الدارامي :
186- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : لاَ أَدْرِي نِصْفُ الْعِلْمِ.

أنساب الأشراف للبلاذري:
وحدثت عن اسحاق بن عيسى بن علي عن أبيه قال: سأل ابن عباس بعض أصحابه عن شيء فقال: لا أدري، فقال ابن عباس: أحسنت، كان يقال: إن قول لا أدري نصف العلم.

تاريخ أبي زرعة :
776- حدثنا أبو زرعة قال : حدثنا أبو مسهر قال : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : لا أدري لم لا أدري نصف العلم ؟


في الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء (ص: 38) :

قَالَ أَبُو عُمَرَ (= ابن عبد البر) صَحَّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لَا أَدْرِي نِصْفُ الْعِلْمِ ا.هـ .


سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا عن شيء فقال الرجل : الله أعلم، فقال عمر رضي الله عنه: قد شقينا إ ن كنّا لا نعلم أن الله أعلم. إذا سئل أحد كم عن شيء لا يعلمه، فليقل : لا أدري .


يقول الهيثم بن جميل : شهدت مالك بن أنس رضي الله عنه سئل عن ثمانٍ وأربعين مسألة، فقال في اثنتين وثلاثين منها : لا أدري .

سأل رجل سيفويه القاص : ما الغسلين ؟؟ فقال سيفويه : على الخبير سقطت. سألت عنه شيخاً من فقهاء الحجاز منذ أكثر من ستين سنة، فقال الشيخ : لا أدري .


سئل الشعبي عن مسألةٍ فقال: لا أعلم لي بها، فقيل: ألاتستحيي؟ فقال: ولِم أستحيي مما لم تستحي منه الملائكة حين قالت : (لا علم لنا إلا ما علمتنا) .


قل لمن يدعي في العلم فلسفة إن علمت شيئا فقد غابت عنك أشياء

بعد السلام والتحية :
صدقت فلو حسنت السريرة حسن العمل
سلامي لك

بارك الله فيكم ...((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))

فالسريرة إذا صلحت صلح شأن العبد كله، وصلحت أعماله الظاهرة ولو كانت قليلة، والعكس من ذلك عندما تفسد السريرة، فإنها تفسد بفسادها أقوالُ العبد

وأعماله، وتكون أقرب إلى النفاق والرياء .