ما الذي رجحه الحافظ ابن حجر في كتابه : القول الثبت في الصوم يوم السبت ؟
من الكتاب المفقودة " القول الثبت في الصوم يوم السبت " للحافظ ابن حجر رحمه الله ، وقد قال في الفتح :
وَمِنْهَا مَا يَظْهَر إِلَى النَّهْي عَنْ صَوْم يَوْم السَّبْت ، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ مِنْ طُرُق مُتَعَدِّدَة فِي النَّسَائِيِّ وَغَيْره ، وَصَرَّحَ أَبُو دَاوُدَ بِأَنَّهُ مَنْسُوخ وَنَاسِخه حَدِيث أُمّ سَلَمَة " أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُوم يَوْم السَّبْت وَالْأَحَد يَتَحَرَّى ذَلِكَ وَيَقُول إِنَّهُمَا يَوْمًا عَيد الْكُفَّار وَأَنَا أُحِبّ أَنْ أُخَالِفهُمْ " وَفِي لَفْظ " مَا مَاتَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ أَكْثَر صِيَامه السَّبْت وَالْأَحَد " أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَالنَّسَائِيُّ ، وَأَشَارَ بِقَوْلِهِ " يَوْمَا عِيد " إِلَى أَنَّ يَوْم السَّبْت عِيد عِنْد الْيَهُود وَالْأَحَد عِيد عِنْد النَّصَارَى وَأَيَّام الْعِيد لَا تُصَام فَخَالَفَهُمْ بِصِيَامِهَا ، وَيُسْتَفَاد مِنْ هَذَا أَنَّ الَّذِي قَالَهُ بَعْض الشَّافِعِيَّة مِنْ كَرَاهَة إِفْرَاد السَّبْت وَكَذَا الْأَحَد لَيْسَ جَيِّدًا بَلْ الْأَوْلَى فِي الْمُحَافَظَة عَلَى ذَلِكَ يَوْم الْجُمُعَة كَمَا وَرَدَ الْحَدِيث الصَّحِيح فِيهِ ، وَأَمَّا السَّبْت وَالْأَحَد فَالْأَوَّل أَنْ يُصَامَا مَعًا وَفُرَادَى اِمْتِثَالًا لِعُمُومِ الْأَمْر بِمُخَالَفَةِ أَهْل الْكِتَاب .................. ،
وَقَدْ جَمَعْت الْمَسَائِل الَّتِي وَرَدَتْ الْأَحَادِيث فِيهَا بِمُخَالَفَةِ أَهْل الْكِتَاب فَزَادَتْ عَلَى الثَّلَاثِينَ حُكْمًا ، وَقَدْ
أَوْدَعْتهَا كِتَابِي الَّذِي سَمَّيْته " الْقَوْل الثَّبْت فِي الصَّوْم يَوْم السَّبْت " اهـ .
ففي الفتح رجج الجواز ، لكن ما الذي رجحه في هذا الكتاب المفقود ؟
رد: ما الذي رجحه الحافظ ابن حجر في كتابه : القول الثبت في الصوم يوم السبت ؟
منقول من محمد أبي يوسف
بوركت أخي الكريم والظاهر والله أعلم أنه رجح الجواز في مؤلفه المفقود وبالأخص أن قوله هذا في الفتح جاء بعد جمعه له ونص كلامه هنا يؤيد ذلك (وَقَدْ جَمَعْت الْمَسَائِل .... وَقَدْ أَوْدَعْتهَا كِتَابِي) أي أن التأليف قد تم وغريب أن يناقض قوله وهذه الحال وهو يصرح بذلك الجمع !
رد: ما الذي رجحه الحافظ ابن حجر في كتابه : القول الثبت في الصوم يوم السبت ؟
منقول أبي عبد الله المالكي
"مَا مَاتَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ أَكْثَر صِيَامه السَّبْت وَالْأَحَد "
ماذا قال العلاّمة المحدِّث أحمد شاكر رحمه الله عن الحديث المذكور في المسند؟؟؟بارك الله فيك يا أخي الفاضل.
رد: ما الذي رجحه الحافظ ابن حجر في كتابه : القول الثبت في الصوم يوم السبت ؟
نسخة المسند بتحقيق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله ليست متوفرة عندي مع الأسف الشديد .
وعندي نسخة المسند بتحقيق الشيخ شعيب الأرنؤوط .
قال الإمام أحمد رحمه الله في مسنده :
حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ يَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَحَدِ أَكْثَرَ مِمَّا يَصُومُ مِنَ الْأَيَّامِ، وَيَقُولُ: " إِنَّهُمَا يَوْمَا عِيدِ الْمُشْرِكِينَ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُخَالِفَهُمْ "
وقال المشرف العام على تحقيق المسند الشيخ شعيب الأرنؤوط :
إسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عمر بن علي: هو ابن أبي طالب، وثقه الدارقطني وابن خلفون، وقال علي ابن المديني: هو وسظ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووالده محمد بن عمر، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عتَّاب بن زياد: وهو الخراساني، فقد روى له ابنُ ماجه، وهو ثقة ، وقد صحَّح هذا الحديث ابن خزيمه وابنُ حبان، كما سيأتي في التخريج.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (27761) ، وابن حبان (3646) من طريق حِبَّان ابن موسى، وابنُ خزيمة (2167) ، ابنُ حبان (3616) من طريق سَلَمة بن سليمان.
والطبرانيُّ في "الكبير" 23/ (616) من طريق نُعيم بن حماد. و23/ (964) من طريق معاذ بن أسد. والحاكمُ 1/436، والبيهقي في "السنن" 4/303 من طريق عبد اللّه بن عثمان عبدان، خمستُهم عن عبد اللّه بن المبارك، بهذا الإسناد، وفيه قصة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2775) ، والطبراني في "الأوسط" (3869) ، وابنُ شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (399) من طريق بقيَّة بن الوليد، عن عبد الله بن المبارك، به. وقرن، النسائي وابن شاهين بأمِّ سَلَمة عائشة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/198، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات، وصححه ابن حبان.
قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد.
وفي الباب عن عائشة، وهو عند الترمذي (746) بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم من الشهر السبتَ والاحدَ والاثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس. وقال: هذا حديث حسن، وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان، ولم يرفعه.
وانظر حديث عبد الله بن بُسر السالف برقم (17686) ، فقد ذكرنا هناك الأحاديث الواردة في مشروعية صيام يوم السبت .
رد: ما الذي رجحه الحافظ ابن حجر في كتابه : القول الثبت في الصوم يوم السبت ؟
منقول أبي عبد الله المالكي
"مَا مَاتَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ أَكْثَر صِيَامه السَّبْت وَالْأَحَد "
ماذا قال العلاّمة المحدِّث أحمد شاكر رحمه الله عن الحديث المذكور في المسند؟؟؟بارك الله فيك يا أخي الفاضل.
أخي الفاضل ؛ الشيخ أحمد شاكر ، لم يعلق على هذا الحديث ، وإنما كان ذلك كذلك ، لأنه لم يتم مسند الإمام أحمد ، تحقيقاً .
رد: ما الذي رجحه الحافظ ابن حجر في كتابه : القول الثبت في الصوم يوم السبت ؟
الراجح من قول ابن حجر في " الكتاب المفقود" ، هو أن يكون قوله كما نصَّ عليه في "الفتح" ، ولكن!! فلينظر في كتب الإمام ابن ججر باستقراءٍ ، هل له قولٌ أخر في المسألة ، فلربما تعدُ قرينةً ، لاحتمالية اختلاف القول الآخر عن القول المتقدم _ ولا ضير_ ، فإن لم يكن ذاك ؛ فالأصل في "المفقود" ، ما قاله في "الفتح" _والله أعلم _.
رد: ما الذي رجحه الحافظ ابن حجر في كتابه : القول الثبت في الصوم يوم السبت ؟
جزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
قال شيخنا الفاضل المفضال عبد المحسن العباد حفظه الله في شرح سنن أبي داود :
وقال بعض أهل العلم: إن هذا منسوخ، وإنه يجوز إفراده، وقد ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري ورجح أنه يصام ولو كان مفرداً ، وحكى قول أبي داود أنه منسوخ، وقال: ناسخه الحديث الذي ورد: (أنه ما مات حتى كان أكثر صيامه السبت والأحد، وقال: إنهما عيد لأهل الكتاب، وإننا نريد أن نخالفهم).
وذكر أموراً عديدة ذكرها في مخالفة أهل الكتاب وهذا منها، وهو يرجح أنه منسوخ كما قال أبو داود، ويرى أن هذا فيه مخالفة لأهل الكتاب؛ لأن ذلك اليوم هو من أعيادهم، فيكون شَرَع مخالفتهم، لكن كونه جاء هذا النهي فإن المناسب أن يكون النهي عن إفراده بالصوم، يعني: كونه يفرد بالصوم، أما إذا صيم ومعه غيره فإن ذلك لا بأس به، والحافظ ابن حجر ذكر أنه ألف في ذلك كتاباً سماه: القول الثبت في صيام يوم السبت.
وذكر فيه الأمور التي حصلت فيها المخالفة، وهو يقرر ويثبت أن النهي عن صوم يوم السبت منسوخ، وأنه يجوز إفراده بالصوم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه ما يدل على ذلك مخالفةً لأهل الكتاب، فذكر ذلك في الجزء العاشر صفحة ثلاثين واثنين وستين.