عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله
مما لاشك فيه أن الكثير منا يصطدم بصعوبات جمة في إصدار دراساته و أبحاثه وغيرها من الانتاجات الكتابية على شكل كتيبات أو كتب مطبوعة ينتفع منها الجميع، فما هي الصعوبات التي يعاني منها الإخوة بالتحديد في هذا الصدد؟ نرجوا الإستفادة من تجارب الإخوة في معالجة هذا المشكل
أتمنى مشاركة فعالة من الإخوة جزاكم الله خيرا علنا نجد حلولا تطبيقية لهذا المشكل العويص في دولنا العربية
والسلام عليكم
أظن أخي عبدالرحمن الصامت أن المشكلة ليست في طبع الكتاب طالما المؤلف يملك كلفته.
يعني الكتاب 100 صفحة تطبع منه 500 نسخة تكلفته بحدود 3آلاف ريال
المشكلة في التسويق والتوزيع
كيف تضع كتابك على رفوف المكتبات التجارية؟
الأخ الفاضل : آل عبد الكريم، جزاك الله خيرًا على الفائدة، فعلا يعاني المؤلف من مشاكل التوزيع في المكتبات. ليس فقط في باقي البلدان العربية بل أحيانا في داخل البلد ذاته الذي أُصدر فيه الكتاب.
من بين المشاكل أيضا الطباعة بكميات كبيرة، حيث يحتار المؤلف ليس فقط في كيفية توزيع الكتب بل في طريقة حفظها في مكان أو أمكنة معينة ريثما يتم توزيعها بالتدريج
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا يتم طبع الكتاب بكمية محدودة...هذا يسهل على المؤلف القيام بعملية التوزيع بنفسه
فما رأيكم بارك الله فيكم؟
والله يا أخي يعتمد على أشياء كثيرة.
موضوع الكتاب. حجمه. الجمهور المستهدف. أكاديمي أو إرشادي أو وعظي. ثقافي. أدبي. فكري...الخ
أيضا مرونة المؤلف وذكاءه . وهل هو شحيح أم كريم...فيما يتعلق بتوزيع الكتاب
الخ..
الصعوبات كثيرة ومتعددة ، وهناك طرف خاسر في هذا الأمر ، وهو في الغالب ، المؤلف ، فكما هو معروف يمر الكتاب أو الكتيب ، بعدد من المراحل كي يتم إصداره ، من الكتابة والبحث عن المراجع والمصادر ، وإذا كان الكتاب يعتمد على أبحاث وتجارب واستبيانات ، فهذا تكلفة أخرى تزيد على التكلفة الأولى .
تم تأتي عملية تنقيح الكتاب وتدقيقه من الناحية اللغوية والنحوية ، وهذا يقوم به في العادة متخصص في ذلك أي أستاذ لغة عربية ، يستلم من ذلك مبلغاً من المال ، فعلى كل صفحة مبلغ معيّن . وبعض دور النشر لديها مدققين خاصة في القديم ،إلا أن هذا قليل الآن .
وتأتي العملية الأصعب وهي البحث عن دار نشر أو مطبعة تحضن الكتاب ، وتنشره على حسابها الخاص ، ويستلم الكاتب بعض النسخ من الكتاب ، وتصبح الحقوق لدار النشر ، وبعض دور النشر تعوض الكاتب بمبلغ زهيد .
وإذا أراد الكاتب طبعه على حسابه الخاص ، فإن هذا مكّلف ، إذ أن أغلب دور النشر أقل كمية تطبعها من 1000 نسخة إلى 3000 نسخة ، وتتراوح المبالغ بين ثلاثين ألف ريال إلى خمسين ألف ريال ، هذه هنا في السعودية ، لهذا يضطر الكثير إلى طباعتها خارج البلاد .ثم يستلمها المؤلف ، وهذا بحاجة إلى مكان تخزين يمكن حفظ هذه الكمية . علماً بأن هذه الكمية التي استلما المؤلف ، وهناك كميات أخرى خلف الستار ، تتصرف بها دور النشر وتبيعها ، ولا يعرف المؤلف عنها بشيء . علما أن بعض دور النشر لا تطبع حقيقة في السعودية وليس عندها مطبعة ، بل تطبعها في الخارج ، مع أن معلومات الكتاب أنه طبع في الداخل .
ملاحظة نوع الورق والتجليد وحجمه ، له تكلفة أخرى . علما أن المطابع الآن تستلم الكتاب على شكل ملف وورد وهذا يسهل عليها الكثير من المتابع ، ويقلل الجهد والوقت ، وما عليها سوى "صَفّ" الكتاب ، ومن ثم طبعه .
ثم تأتي عملية التوزيع ، هل سيقوم المؤلف بتوزيع الكتاب على نفقته الخاصة ونشره ، أم يعطي موزع يقوم عنه بذلك ، إذ أن أغلب المكتبات تتعامل مع الموزعين .
كما أن المكتبات تشتري كمية قليلة جدا أي من 5 - 10 نسخ ، وهناك نوع يعرف "تحت التصريح" وهي أن تستلم المكتبة كمية من الكتاب فإذا بيع منها تأخذ حصتها من البيع وتعطي المؤلف حصته ، وتتعرض هذه العملية إذا ضياع الكتاب أو اهماله أو متابعة المكتبة في تنقلها من موقع إلى آخر ، أو اغلاقها .
المسألة حقًا طويلة ، والحديث عنها طويل ومتشعب ، فإذا كانت هناك جهة تشتري كميات كبيرة من المؤلف يمكن من خلالها تعويضه ، مثل جهة حكومية . أوقد يكون الكتاب أمرت بتأليفه جهة حكومية تشرف عليه وتموله ، فهذا كذلك يقلل من الخسائر .
وقليل من المؤلفين ، ربح من عملية التأليف ، وكسب الأموال ، وهذا شاذ ، والشاذ لا يعتد به ( دون ذكر أسماء ) .
وفي النهاية إذا كانت هناك دار نشر أو مطبعة تشتري الكتاب من المؤلف أو تطبعه على حسابها ، فهي فرصة للنشر ، خاصة المؤلفين الجدد .
والعادة أن اسم المؤلف وعدد كتبه له تأثير على سهولة النشر ، كما تشترط دور النشر أن يكون الكتاب مقرر دراسي ، أو له علاقة بمتطلبات السوق .
ولكن ، لنتذكر البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه ، وياقوت الحموي في معجم البلدان ، الزبيدي صاحب كتاب تاج العروس ، ابن منظور صاحب كتاب لسان العرب ، الطبري صاحب كتاب تاريخ الرسل والمملوك ( تاريخ الطبري ) ، وتفسير الطبري ، ابن خلدون في كتابه الضخم العبر ( تاريخ ابن خلدون ) . أسماء بقيت - والله سبحانه الأول والآخر - وكتب لم تزل تنشر وتطبع ، والأجر في النهاية لمن ، هل لدار النشر أم المؤلف ؟ فالأمر يعتمد على النوايا ، فإذا كان لنشر العلم ويستحق كل ذلك العناء والتنازلات أو للبرح أم معًا .....
من معوقات النشر ايضاً الدعاية للكتب, فبعض الكتب تطبع وتوزع ولم يسمع بها احد
وليت المكتبات تعلن عن اصداراتها في المجلات الاسلامية او تعلق اعلانات للكتب الجديدة
وهذه النقطة تهم المؤلفين ايضاً
الإخوة الكرام:
آل عبدالكريم
زايد بن زايد
ماجد مسفر العتيبي
جزاكم الله خيرا على هذه المداخلات القيمة فعلا.
كما ذكر الأخ الفاضل زايد بن زايد فعلا تشتري المكتبات في الغالب الأعم نسخ محدودة من أي كتاب جديد وخصوصا من المؤلفين الجدد.
وعليه شخصيا لا أفهم صراحة لما يندفع الإخوة الزملاء إلى طباعة 1000 نسخة وأكثر من كتبهم الجديدة مع علمهم مسبقا بصعوبة توزيع كتبهم نظرا لعدة اعتبارات ذكرها الإخوة المشاركون جزاهم الله خيرا، هذا إلى جانب تكاليف الطباعة الباهظة التي قد يتحملها المؤلف في حالة الطبع على حسابه الخاص.
لماذا لا يتم التفكير مثلا في طباعة 50 نسخة فقط من كتاب جديد معين كمرحلة أولى ويقوم المؤلف بنفسه بتوزيعها على مكتبات عامة أو تجارية معينة، وأيضا الدعاية للكتاب الجديد عبر الإنترنت وغيرها من الوسائل وبهذا تُحل مشكلة الدعاية التي أشار إليها الأخ الفاضل ماجد مسفر العتيبي
فما رأيكم في هذا الحل بارك الله فيكم؟
أولا أشكر الأخ زايد على رده الضافي
ثانيا أخي العزيز المطابع لا تطبع أقل من 500نسخة لاعتبارات فنية بحته.
أما 50نسخة فيعني طباعة الكتاب عن طريق التصوير في خدمات الطالب والتجليد. وهذا يقفز بكلفة النسخة إلى أكثر من 100ريال.
كما أن 50نسخة غير مجدية لتجربة مدى الإقبال على الكتاب إلا إذا أردتها إهداءات لعلماء ووجهاء معينين لاستطلاع آرائهم.
أخي الكريم آل عبدالكريم،
أشكرك على جوابك. أبشرك وجميع الإخوة المهتمين بأنه يمكن طباعة 50 نسخة أو حتى نسخة واحدة من أي كتاب طباعة جيدة واحترافية مثل الطباعة التقليدية وذالك عن طريق مطابع رقمية تقدم تقنية جديدة تعرف بـ: الطباعة تحت الطلب وليس عن طريق التصوير، أما تكلفة الطباعة فهي مناسبة وتصل إلى 20 ـ 30 ريال سعودي لكل 100 صفحة أي أقل من ثلث التكلفة التي ذكرتها أخي الكريم.
العبد الضعيف مدرس اللغة العربية في ألمانيا لأبناء الجاليات العربية وأصدرت شخصيا من قبل كتاب تلوين الحروف الهجائية عن طريق هذه التقنية وكانت النتيجة ممتازة جدا.
وهذه بشرى للأخوة المهتمبين الذين عندهم كتب مخطوطة من مختلف المجالات ويريدون إصدارها على شكل كتيبات أو كتب بكميات محدودة وتوزريعها بالتدريج على الأصدقاء والزملاء و المكتبات العامة والتجارية، وأنا مستعد لمساعدتهم كلما سمحت به ظروفي المهنية في التعامل مع هذه التقنية.
ألمانيا غير أخي الحبيب!