أريد مساعدتكم ياأهل الحديث

لدي ثلاثة أسئلة :
السؤال الأول : من المعروف أن حجاج بن محمد المصيصي قد اختلط في أواخر عمره , فهل سمع منه إبراهيم بن الحسن بن الهيثم الخثعمي قبل الإختلاط أم بعده؟
السؤال الثاني :ورد في الموطأ : وحدثني عن مالك أنه بلغه :"أن المؤذن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائما فقال الصلاة خير من النوم فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح"وقد وصل ابن عبد البر هذا البلاغ في الاستذكار فقال :حدثنا عبدة بن سليمان , عن هشام بن عروة , عن رجل يُقَالله إسماعيل , قال : جاء رجلٌ يُؤذِن عمر(فذكره).
سؤالي : من هو إسماعيل المذكور في السند ؟
والسؤال الثالث : عنمالك أنه بلغه أن عطاء بن يسار:^"كان إذا مر عليه بعض من يبيع في المسجدبشيءٍ دعاه , فسأله , ما معك ؟ و ما تريد؟ فإن أخبره أنه يريد بيعه , قال : عليك بسوق الدنيا ,و إنما هذا سوق الآخرة" . أريد وصل هذا الإسناد , جزاكم الله خيرا , وأجزل لكم الأجر والمثوبة .

الأخت الكريمة ( شموش وأقمار ) ؛ يبدو أنك تنشئين بحثاً ، وتأتي بالأسئلة التي لم تقفي لها على جوابٍ ، فسؤالك الأخير على الأخص ، قد سألتيه قبل ذلك ، وهو يُعد من بلاغات الإمام مالك _رحمه الله تعالى_ ، ولم أقف عليه موصولاً في الكتب المسندة .

أما سؤالك عن شيخ هشام بن عروة في إسناد ابن عبد البر في " الاستذكار " ، فلقد قال نفسه عقبه : " فَلَا أَعْلَمُ أَنَّهُ رُوِيَ هَذَا عَنْ عُمَرَ مِنْ وَجْهٍ يُحْتَجُّ بِهِ ، وَتُعْلَمُ صِحَّتُهُ . وَإِنَّمَا فِيهِ حَدِيثُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ، لَا أَعْرِفُهُ ".

ثم قال : " وذكر ابن أبي شيبة فقال حدثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يُؤْذِنُ عُمَرَ بِصَلَاةِ الصُّبْحِ ،فَقَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ ، فَأُعْجِبَ بِهِ عُمَرُ ، وَقَالَ لِلْمُؤَذِّنِ: أَقِرَّهَا فِي أَذَانِكَ " .
فهذه الأسانيد، تًعد من الأسانيد الضعيفة في كتاب " الموطأ " للإمام مالك _رحمه الله _ .

أما عن سؤالك الأول وهو : أن حجاج بن محمد الأعور المصيصي ، قد اختلط في آخر عمره ، وإن من تلاميذه إبراهيم بن الحسن بن الهيثم المصيصي ، فهل هو سمع منه قبل الإختلاط أم بعده ؟ .

قال ابن حجر في "التقريب" ، أنه اختلط قبل موته ، لما قدم بغداد ، وهذا يساعدنا في ترجيح أنه سمع منه قبل الإختلاط لماذا ؟ . لأن نسبة كليهما إلى " المصيصة " ، وهي بلدٌ لا تقع في " العراق " ، بل كما قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان " (4/ 119) : " هي مدينة على شاطىء جيحان من ثغور الشام ، بين أنطاكية وبلاد الروم ، تقارب طرسوس ".

وعلى ما تقدم ، يتبيَّن لنا ، أنهما من بلدٍ واحدٍ ، لذا يترجح أنه سمع منه قبل الإختلاط وليس بعده ، ذلك ؛ لأن الإختلاط لم يطرأ عليه في بلده _المصيصة_ بل طرأ عليه قبل موته في بغداد _ والله أعلم _ .

جزاك الله خيرا وزادك علما ورفعة