" رَأَيْتُ أَبَا نَضْرَةَ قَبَّلَ خَدَّ الْحَسَنِ " ، من هو الحسن ؟

في بعض نسخ أبي داود المطبوعة :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ دَغْفَلٍ، قَالَ: « رَأَيْتُ أَبَا نَضْرَةَ قَبَّلَ خَدَّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَام»
وفي بعضها الآخر : " قبل خد الحسن رضي الله عنه " .
ولذلك قال صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود :
هكذا في أكثر النسخ ، وكذا في أطراف المزي الحسن غير منسوب ، وفي بعض النسخ الحسن بن علي عليهما السلام اهـ .


وهذا يوهم بأنه الحسن بن علي رضي الله عنهما ، وهو خطأ من النساخ بلا شك ، وإلا فالمقصود به الحسن البصري وبه قال الإمام المنذري رحمهما الله تعالى .

وفي السنن الكبرى للبيهقي : وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ إِيَاسِ بْنِ دَغْفَلٍ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا نَضْرَةَ قَبَّلَ خَدَّ الْحَسَنِ يَعْنِى الْبَصْرِىَّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى .

وقد توفي الحسن بن علي رضي الله عنه سنة 49 هـ ، وتوفي أبو نضرة رحمه الله سنة 108 هـ ، وأبو نضرة من تلاميذ الحسن البصري ، وأوصى أن يصلى عليه الحسن البصري عند موته فصلى عليه .
أرجو من الإخوة المتخصصين أن ينظروا في كلامي هل أصبت أم أخطأت ؟ .

وقال الإمام السهارنفوري رحمه الله في بذل المجهود في حل أبي داود :
وقد صرح المنذري بأنه الحسن ابن أبي الحسن ، ولفظ رضي الله عنه يوهم أنه الحسن بن علي رضي الله عنه ، وأما باعتبار الزمان فيحتمل أن يكون هو
الحسن بن علي ، ويمكن أن يكون الحسن بن أبي الحسن ، وليس عندي وجه لترجيح أحدهما على الآخر إلا أن المنذري رتبته في الحديث يرجح قوله ، وأما لفظ رضي الله عنه فيمكن أن يكون من النساخ .

الراجح أنه = الحسن بن ابي الحسن البصري الإمام

وأصل هذا الخبر ما رواه الحسين المروزي في زياداته على كتاب [الزُّهد] لابن المبارك (ص416 ح:1181) قال:
أخبرنا المعتمر بن سليمان قال أنبأنا اياس بن فلان -سماه المعتمر- قال:
((انْطَلَقَ الْحَسَنُ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ إِلَى أَبِي نَضْرَةَ نَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو نَضْرَةَ: "ادْنُ مِنِّي يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَدَنَا مِنْهُ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عُنُقِهِ، وَقَبَّلَ خَدَّهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: يَا أَبَا نَضْرَةَ إِنَّكَ وَاللهِ لَوْلَا هَوْلُ الْمَطْلَعِ لَسَرَّ رِجَالًا مِنْ إِخْوَانِكَ أَنْ يَكُونُوا فَارَقُوا مَا هَاهُنَا، فَقَالُوا: يَا أَبَا سَعِيدٍ: اقْرَأْ سُورَةً وَادْعُ بِدَعَوَاتٍ، فَقَرَأَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَالْمُعَوِّذَت َيْنِ وَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ مَسَّ أَخَانَا الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، قَالَ: فَبَكَى وَبَكَى الْحَسَنُ فَبَكَى أَهْلُ الْبَيْتِ رَحْمَةً لِأَخِيهِمْ، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ الْحَسَنَ بَكَى بُكَاءً أَشَدَّ مِنْهُ، وَقَالَ أَبُو نَضْرَةَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ كُنْ أَنْتَ الَّذِي تُصَلِّي عَلَيَّ))

ومن طريق الحسين رواه أبو نعيم في الحلية (98/3)

ورواه مختصراً:
عبد الله بن الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت إياس بن دغفل قال:
((ذهبنا مع الحسن نعود أبا نضرة فقال أبو نضرة يا أبا سعيد كن أنت تصلي علي، قال: فشهدته صلى عليه وسط المقابر))

والله أعلم

منقول من كاوا محمد ابو عبد البر

بارك الله فيك على هذه الالتفاتة الجيدة:
عندي ملاحظتان خفيفتان :
1- يجب استبعاد أن زيادة "رضي الله عنه " من النساخ لأنها وردت من طريق آخر.
2- أن أبا نضرة أدرك من الصحابة من هو أقدم موتا من الحسن رضي الله عنه.

هذا والله أعلم

منقول من أبي القاسم البيضاوي

لعل الراجح أنه الحسن بن ابي الحسن البصري الإمام ، وذلك بعد بحث في مرويات كلٍّ من أبي نضرة وإياس بن دغفل -رحمهما الله- فأبو نضرة جائز له وغير بعيد أن يلقى الحسن بن علي -رضي الله عنهما- لكن هذا بعيد عن إياس بن دغفل فإنه من السَّابعة فكيف يرى أبا نضرة يقبل خدالحسن بن علي ؟

ولعل أصل هذا الخبر هو ما رواه عبد الله بن الإمام أحمد حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت إياس بن دغفل قال: ((ذهبنا مع الحسن نعود أبا نضرة فقال أبو نضرة يا أبا سعيد كن أنت تصلي علي، قال: فشهدته صلى عليه وسط المقابر))
فيكون الحسن في ذاك الأثر = الحسن بن ابي الحسن البصري

والله أعلم

منقول من أبي القاسم البيضاوي

ثُمَّ وقفت بفضل لله على أصل الرواية ، فروى الحسين المروزي في زياداته على كتاب [الزُّهد] لابن المبارك (ص416 ح:1181) قال:
أخبرنا المعتمر بن سليمان قال أنبأنا اياس بن فلان -سماه المعتمر- قال:
((انْطَلَقَ الْحَسَنُ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ إِلَى أَبِي نَضْرَةَ نَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو نَضْرَةَ: "ادْنُ مِنِّي يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَدَنَا مِنْهُ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عُنُقِهِ، وَقَبَّلَ خَدَّهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: يَا أَبَا نَضْرَةَ إِنَّكَ وَاللهِ لَوْلَا هَوْلُ الْمَطْلَعِ لَسَرَّ رِجَالًا مِنْ إِخْوَانِكَ أَنْ يَكُونُوا فَارَقُوا مَا هَاهُنَا، فَقَالُوا: يَا أَبَا سَعِيدٍ: اقْرَأْ سُورَةً وَادْعُ بِدَعَوَاتٍ، فَقَرَأَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَالْمُعَوِّذَت َيْنِ وَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ مَسَّ أَخَانَا الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، قَالَ: فَبَكَى وَبَكَى الْحَسَنُ فَبَكَى أَهْلُ الْبَيْتِ رَحْمَةً لِأَخِيهِمْ، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ الْحَسَنَ بَكَى بُكَاءً أَشَدَّ مِنْهُ، وَقَالَ أَبُو نَضْرَةَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ كُنْ أَنْتَ الَّذِي تُصَلِّي عَلَيَّ))

ومن طريق الحسين رواه أبو نعيم في الحلية (98/3)

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

قال الإمام المنذري رحمه الله :

إِيَاسُ بْنُ دَغْفَلٍ الْحَرَّانِيُّ بَصْرِيٌّ تَابِعِيٌّ ، وَأَبُو نَضْرَةَ الْمُنْذِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قطعة العوقي البصري تابعي ، والحسن هو بن أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ ، وَدَغْفَلٌ هُوَ بِفَتْحِ الدَّالِ وَسُكُونِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَبَعْدَهَا فَاءٌ مَفْتُوحَةٌ وَلَامٌ ، وَنَضْرَةُ بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَبَعْدَهَا رَاءٌ مُهْمَلَةٌ مَفْتُوحَةٌ وَتَاءُ تَأْنِيثٍ ، وَالْعَوَقَةُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَبَعْدَهَا وَاوٌ مَفْتُوحَةٌ وَقَافٌ مَفْتُوحَةٌ وَتَاءُ تَأْنِيثٍ بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ .