المبالغة في الإطراء على الأخرين

المبالغة في الإطراء على الأخرين


معنى المبالغة : يقال بالغ في الكلام أي تجاوز الحد فيه وبالغ في الأكل أي أفرط فيه وبالغ في الحقيقة أي تزيّد فيها ( غالى وتجاوز حد الحقيقة ) وأفرط في وصفها على عكس حقيقتها والأمر بدون مبالغة يعني على الحقيقة كما هو دون مزايدة .

معنى الإطراء : هو المبالغة في الثناء والمدح .

والمبالغة في إطراء الأخرين : يعني تجاوز الحد في المبالغة على غير الحقيقة والإفراط في مدح الأخرين بزيادة على عكس ما هو عليه في الحقيقة .


وهذه المبالغة التي أتحدث عنها ينتج عنها إعطاء صورة خيالية للأخرين وتعطي صفة القداسة للأخرين والتعصب لهم حتى ولو كان التعصب على الباطل أو الخطأ أو ما كان خلاف الأولى .



فهؤلاء المبالغون في إطراء الأخرين يعتمدون على إظهار المحاسن ولا غيرها بشتى وسائل الدعاية والإعلان ، ويكثرون من ذكر المناقب ولا يعرفون أنه يوجد له مثالب .

صور من هذه المبالغة :

1- كثرة ذكر مناقبهم .
2- الوصول بهم لدرجة التقديس .
3- كثرة مدحهم في كل محفل ومناسبة .

ولهذه المبالغة في إطراء الأخرين أسباب أذكر أهمها :

1 – التعصب الأعمى .
2 – الحب الزائد .
3 – الجهل بعامة والجهل بالأخرين خاصة .
4 - إعطاء الأخرين صفة أرفع من صفتهم البشرية ووضعهم في مراتب عليا .
5 - غموض وخفايا أحوال الأخرين .
6 - عدم القدرة على نقد الأخرين .
7 - في حالات الدفاع عن الأخرين قد تصل لدرجة المبالغة في الإطراء .
8 - الدعاية من قبل الأخرين والهالة المرسومة للبعض هي سبب للإطراء الزائد .
9 - الخلط بين المنهج أو الدعوة أو الأفكار مع الأشخاص ينتج عنه المبالغة في الإطراء على الأخرين .
10 - عندما تضيق بالناس السبل وتقل الحلول مما يؤدي بهم إلى المبالغة بالإطراء على بعض الأشخاص ، كأن الحلول عنده فقط ولا توجد عند غيره ، جهلا منهم بأن الحلول قد حصرت في الشخص المبالغ به وكانها حكرا عليه وحده .
11 - ربما يحقق البعض نجاحات كثيرة مما يؤدي بالبعض إلى المبالغة بالإطراء عليهم ، إستنادا على ما رأوه من نجاحات أمام أعنهم .

خطورة هذه الأفة :

تكمن الخطورة بإختصار : في أنه إذا فقد هذا الشخص الذي بالغنا في الإطراء عليه أو ألغي من حياتنا لسبب من الأسباب لظهور أمر على عكس ما كنا نؤمل أو على عكس ما كنا نتوقع ونتمنى ، فإنها ستكون الكارثة ، وستكون المشاريع أو الأعمال كأنها لم تكن وهذا مما لا يحمد عقباه .

في الختام اقول :

أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما
وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما


وكما يقال بالراحة يعني


محمد فقهاء