كيفية معرفة مذهب السلف في مسألة ما ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر صاحب كتاب (البرهان في براءة السلفية من سفه الغلاة وبفريط السفهاء. ص39 الطعبة الأولى لعام 1427 مكتبة الرشد): أن الشيخ يوسف الغفيص ذكر في شرح العقيدة الطحاوية شريط رقم (9) كيفية معرفة مذهب السلف في مسألة مّا، نقلا عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأن لذلك طريقين صحيحين، وآخر ليس محمودا.
الأول: يعرف مذهب السلف بالنقل المتواتر المستفيض الذي ليس معه مخالف لمن هم في طبقتهم.
الثاني: أن يذكر العلماء المعتبرون المحققون أن هذا القول أو العقيدة مذهب السلف إذا لم يعرف مخالف منهم في الباب.
الثالث:طريق يستعمله كثير من المنتسبين إلى السنة والجماعة من أصحاب الكلام وبعض الفقهاء وهي اعتبار دلالة الكتاب والسنة فإذا استقام الدليل والاستدلال على قول أو رأي جعلوه مذهبا للسلف لكون السلف لا يخرجون عما لزم من دلالة الكتاب والسنة.
وآفته أنه تقرير للمذهب بالفهم والاستدلال لا بالنقل، وهو من أخص موجبات غلطهم على السلف.
الإخوة الكرام بحثت جهدي عن المصدر الأصل فلم اهتد إليه فهل من أخ كريم يرشدنا إلى موضع كلام ابن تيمية من كتبه فإن حاجتي إليه ماسة جدا.
وفي ذهني أني رأيته في كتاب الاستقامة من زمن غير قليل لكن لما رجعت إليه لم اهتد إليه.
رد: كيفية معرفة مذهب السلف في مسألة ما ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الطريق الأول والثاني ذكرهما شيخ الإسلام في (بيان تلبيس الجهمية) 8/ 537- 539
اقتباس:
الوجه الثاني أن مذهب السلف يعرف بنقل أقوالهم أو نقل من هو خبير بأقوالهم وما ذكره من العبارة لم ينقل عن أحد من السلف ولا نقله من يحكي إجماع السلف ونحن ذكرنا قطعة من أقوال السلف في هذا الباب وأقوال من يحكي مذاهبهم من جميع الطوائف في جواب الفتيا الحموية في الرد على الجهمية وغير ذلك ولكن ما ذكره هذا من مذهب السلف والتفويض إنما يعرض في كلام أبي حامد ونحوه ممن ليس لهم خبرة بكلام السلف رحمهم الله بل ولا بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يميزون بين صحيح هذا وبين ضعيفه ولكن ينقلون مذهب السلف بحسب اعتقادهم لا بأقوال السلف وما بينوه وقالوه في هذا الباب وأقوال السلف كثيرة مشهورة في كتب أهل الحديث والآثار الذين يرونها عنهم بالأسانيد المعروفة وكذلك في كتب التفسير وقد صنفوا في هذا الباب مصنفات كثيرة منها من يسمي مصنفه كتاب السنة ومنهم من يسميه الرد على الجهمية ومنهم من يسميه الشريعة ومنهم من يسميه الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية وفيها من الآثار الثابتة عن السلف التي بها تعرف مذاهبهم ما لا يحصى فمن لم تكن له معرفة بذلك مثل كثير من أهل الكلام هذا وأمثاله إذا نقلوا مذهب السلف مذهباً لا يعرفونه وعن قوم لا يعرفون ما قالوا ويضيفون إلى السلف ما هم بريئون منه ويكذب عليهم فيما ينقل عنهم كما يكذب على الرسول بتقويله ما لم يقله أو القول بلا علم وعلى القرآن بتحريف الكلم عن مواضعه وهذه حقيقة قول الملحدة وهو الافتراء على الله وعلى رسوله وعلى المؤمنين وقد قال تعالى قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33) [الأعراف 33] وقال تعالى إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) [الأعراف 152]
رد: كيفية معرفة مذهب السلف في مسألة ما ؟
بشرك الله بالخير وأجزل لك المثوبة وسلّمك من سواء الدارين.
وهذا النقل فيه بلاغ وكفاية حاجة ومع ذلك يظهر أن الشيخ يوسف الغفيص ينقل من موضع آخر أبسط من هذا مع بيان خطل الطريق الثالثة وما تشمل عليه من أخطاء، فحبّذا لو تصدقت أخي أبو حاتم ابن عاشور عليّ بعض الجهد من أجل العثور على الأصل الذي ينقل عنه الشيخ يوسف فإنه أعياني.
نعم وقفت على موضع آخر بعد جواب الأخ ابن عاشور قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:[ومن المعلوم أن مذهب السلف إن كان يعرف بالنقل عنهم، فليرجع في ذلك إلى الآثار المنقولة عنهم، وإن كان إنما يعرف بالاستدلال المحض بأن يكون كل من رأى قولاً عنده هو الصواب قال : هذا قول السلف؛ لأن السلف لا يقولون إلا الصواب، وهذا هو الصواب، فهذا هو الذي يجرئ المبتدعة على أن يزعم كل منهم أنه على مذهب السلف، فقائل هذا القول قد عاب نفسه بنفسه حيث انتحل مذهب السلف بلا نقل عنهم، بل بدعواه : أن قوله هو الحق .وأما أهل الحديث، فإنما يذكرون مذهب السلف بالنقول المتواترة، يذكرون من نقل مذهبهم من علماء الإسلام، وتارة يروون نفس قولهم في هذا الباب، كما سلكناه في جواب الاستفتاء .
فإنا لما أردنا أن نبين مذهب السلف ذكرنا طريقين :
أحدهما : أنا ذكرنا ما تيسر من ذكر ألفاظهم، ومن روى ذلك من أهل العلم بالأسانيد المعتبرة .
والثاني : أنا ذكرنا من نقل مذهب السلف من جميع طوائف المسلمين من طوائف الفقهاء الأربعة، ومن أهل الحديث والتصوف، وأهل الكلام، كالأشعري وغيره .
فصار مذهب السلف منقولاً بإجماع الطوائف وبالتواتر، لم نثبته بمجرد دعوى الإصابة لنا والخطأ لمخالفنا، كما يفعل أهل البدع].مجموع الفتاوى (4/ 151 -152)