قال النسائي : كان يعقوب لا يحدث بهذا الحديث إلا بدينار .

قال الإمام النسائي رحمه الله في سننه الصغرى :
بَابُ الْمَاءِ الدَّائِمِ

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ» قَالَ: عَوْفٌ: وَقَالَ: خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلهُ .

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ»
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ < أي النسائي > : كَانَ يَعْقُوبُ لَا يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا بِدِينَارٍ اهـ .
قلت : الدينار عن أربعة غرامات وربع من الذهب كما قال بعض العلماء ، والحديث صحيح .

لم كان يفعل ذلك؟

الشيخ الحبيب إسلام منصور - بارك الله فيك - .
سألتم سؤالنا فكم أود أن أعرف لما كان يفعل أبي عبد الرحمن هذا - رحمه الله - بارك الله في علم الشيخ خالد .

بعض حفاظ الحديث الثقات ألجأتهم الخصاصة لأخذ الأجرة حيث كانوا محط رحال الطلاب مع التفرغ لهذا الشأن وكثرة العيال ، فاغتفر لهم النقاد ذلك ، مثل أبي نعيم الفضل بن دكين وعبد العزيز المكي وهما من شيوخ البخاري ، قال أبو نعيم : " يلومونني على الأجر وفي بيتي ثلاثة عشر وما في بيتي رغيف "
.............................. .............................. ........
ينظر الجرح والتعديل عند المحدثين لرضا أحمد صمدي

بارك الله فيك يا شيخ خالد

ظهر لي عند قراءة مشاركتك أن السبب الذي دفع يعقوب الدورقي رحمه الله إلى اشتراط الأجر في هذا الحديث هو نفاسة سنده من طريقه. ثم بحثت فكان كما توقعت ولله الحمد والمنة.
ولم أجد في ترجمة الدورقي أنه كان يأخذ الأجرة على التحديث بإطلاق كحال أبي نعيم وعفان رحمهما الله، وسياق الكلام الآتي ذكره يومئ إلى أن الدورقي كان يأخذ المال على هذا الحديث فقط.
وهذا ما وجدت في أحد التخريجات للحديث:( تخريج الشيخ الحويني حفظه الله)
قال: ووقع عند الخطيب :
«قال أبوبكر بن أبى داود :غرمتُ على هذا الحديث ثلاثة دنانير حتى سمعته منه –يعنى من يعقوب » !
ورواه الخطيب من طريق أبى بكر بن أبى داود ، ومحمد بن محمد بن سليمان بن الحارث ، ومحمد بن هارون بن حميد المجدر ، وأحمد بن عبد الله بن سابور ، ويحيى بن صاعد ، وصالح بن أبى مقاتل قالوا ثنا يعقوب بن إبراهيم.
قال أبو عمرو الدراج :
«كل واحدٍ من هؤلاء الشيوخ ذكر أنه سمع هذا الحديث من يعقوب بثلاثة دنانير » !!
وأخرجه ابنُ عدى فى «الكامل » (5/1858) من طريق علىّ بن عبدة المكتب ، ثنا ابنُ علية به وقال :
« وهذا لم يُحدث به عن ابن عُليَّة من الثقات غير يعقوب الدورقى ... ... وكان يعقوب يأخذُ على هذا الحديث ديناراً سرقه منه علىُّ ابن عبدة هذا» .
وقال البزار:
«لا نعلم رواه إلاَّ ابنُ عُليَّة ، عن يحيى » .
وقال الطبرانىُّ :
«لم يرو هذا الحديث مرفوعاً عن ابن علية إلاَّ السرى بن عاصم ويعقوب الدورقىُّ » .
والله تعالى أعلم.

شكرا لك ، وبارك الله فيك ، ومنكم نستفيد ، لكن إذا قرأت في بعض كتب مصطلح الحديث ستجد ما قصدت أنا تحديدا ، قال الإمام الزركشي رحمه الله في النكت على مقدمة ابن الصلاح :
( قوله ) " ورخص فيه أبو نعيم وعلي بن عبد العزيز المكي وآخرون "
قلت قال علي بن جعفر كنا نختلف إلى أبي نعيم الفضل بن دكين نكتب عنه الحديث فكان يأخذ منا الدراهم الصحاح فإذا كان معنا دراهم مكسرة أخذ عليها صرفا "
والمراد بعلي بن عبد العزيز هو أبو الحسن البغوي شيخ الحرم ومصنف المسند أنثى عليه الناس وكان النسائي يمقته لأجل أخذه الأجرة على التحديث
وممن كان يفعل ذلك أيضا أبو شعيب الحراني الإمام وقد بلغنا " أن عكرمة مولى ابن عباس قدم على طاوس فحمله على نجيب ثمنه ستون دينارا وقال ألا أشتري علم هذا العبد بستين دينارا وكان مجاهد إذا أتاه الذي يتعلم منه قال " اذهب اعمل لي كذا ثم تعال أحدثك "
وقال النسائي " أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ثنا إسماعيل عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه "
قال النسائي " كان يعقوب لا يحدث بهذا الحديث إلا بدينار "
ويشهد لهؤلاء ما في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله " ...... إلخ اهـ .
وبغض النظر هل أخذ الدينار لنفاسة السند ، أو لشيء آخر كحاجته مثلا ، فقد ذكر اسمه فيمن أخذ أجرة على الحديث كما في
الكفاية في علم الرواية .

الشيخ الكريم خالد - نفع الله به - .
بارك الله تعالى فيكم على ما تفضلتُم بهِ أنتم والأخ الكريم أبو بكر .

هذا من كتم العلم لانه حديث محتاج اليه كثيرا ، على طريق المحدثين اما على طريق الفقهاء فالامر هين