سؤال مهم حول أول حديث "في الأربعين النووية" و "كتاب التوحيد"

السلام عليكم و رحمة الله
أنا يهمني عندما أريد أن أحفظ حديثا أن يكون اللفظ أو المتن الذي أحفظه مطابقة تماما مع ما ورد في الكتب السبعةو لكن أرى مشكلة أمامي و هي عدم رعاية هذه المسألة في كتابين اللذين أريد أن أحفظهما إن شاء الله، - وفي كثير من الكتب الأخرى-، وإلی? مثالین من هذين الكتابين :

-قال الإمام النووي في تخريج حديث "الأعمال بالنيات" : رواه إماما المحدثين.
مع أنه لا يوجد في الصحيحين و لا حتى في سنن أبي داود و الترمذي هذا الحديث بهذا المتن الذي ذكره صاحب الأربعين

- قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد:" قال ابن مسعود من أراد أن ينظر إلى وصية محمد (ص) التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى ففف قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم قققالآية.
یقال في تخريج هذا الحديث: أخرجه الترمذي، مع أن الترمذي ما اخرج الحديث بهذا اللفظ

و سؤالي:
لماذا هؤلاء الأئمة -رحمهم الله وانتفعنا بعلمهم و فقههم- لايذكرون الأحاديث التي يوردونها في مصنفاتهم- في كثير من الأحيان- مطابقة مع المصادر الأصلية(الكتب السبعة غالبا) التي يعزون إليها الأحاديث أو يُعزى إليها من قبل محققي هذه الكتب ولماذا أكثر محققي هذه الكتب لا يعتنون بذكر المصدر الذي يطابق تماما مع ما أورده المصنفون إن وجد، و إن لم يوجد فيتنبهون على هذا حتي لا يحفظ طالب العلم أحاديثا بمتون لا يوجد في المصادر الأصلية أو الطراز الأول بل يحفظها بالمتون الذي جاء في الكتب التسعة الأول فالأول.

أرجوا مشاركاتكم واقتراحاتكم حتى يكون عونا لي و لكل من يواجه مثل هذا.

جزاكم الله خيرا

سبحان الله...

الاخ ناصر صلاح
قمت بمراجعة حديث "انما الاعمال بالنيات" في صحيح البخاري ووجدته مذكور في سبعة مواضع وفي كل موضع يختلف لفظ الحديث عن سابقه في كلمة او اكثر.
وبخصوص اختلاف روايات الاحاديث في المتون العلمية عنها في الاصول فقد تحدث عن هذا الشيخ نظر محمد الفاريابي باسهاب في تحقيقه لكتاب (عمدة الاحكام) للامام الحافظ عبد الغني المقدسي وهذا المتن ياتي بعد (الاربعون النووي)مكانة وشهره وفيه نفس الملاحظة التي تذكرتها.
وعلل ذلك الشيخ نظر الفاريابي بان المؤلف اعتمد على كتاب (الجمع بين الصحيحين) للحافظ الحميدي وان االاختلاف في الرواية كان بسبب انتقاء او تصرف الحميدي في نصوص الاحاديث ومن ثما الحكم عليها بانها رواها البخاري ومسلم وفي الحقيقة هناك اختلاف بين الرويتين او في تصرف الحميدي نفسه.
وايضاً يحدث ان يكون الحديث رواه البخاري ومسلم والترمذي فيقوم المؤلف بنقل نص رواية الترمذي ويقول انها متفق عليها وفي الحقيقة هناك اختلاف -ربما لم يفطن له- في اللفظ وهذا ايضاً حدث في (عمدة الاحكام).

الأخ ماجد
شكرا على مشاركتك
ألا ترى أن الأفضل هو أن نحفظ الأحاديث كما جاء في مصادرها الأصلية-المشار إليها من قبل المصنف- بدلا عن أن نحفظ الأحاديث بمتون و ألفاظ لا ندري من أين جاءوا بها المصنفون؟

حياك الله اخي ناصر صلاح وما ذكرته انت هو الافضل بالتأكيد
وهي من الامور التي ينبغي على محققي الكتب الالتفات لها والتنبيه عليها

وفقك الله أخي صلاح لحفظ السنة وقد كفانا أخونا ماجد الإجابة فبارك الله فيكما

فائدة وقعت عليها اليوم مصادفة وانا اطالع صحيح البخاري طبعة دار الرسالة العالمية ذكرها المحقق
على هامش الكتاب وهي ان حديث "انما الاعمال بالنيات" ورد ناقصاً في فتح الباري وفي الطبعة اليونينة
و ورد كاملاً كما في (الاربعون النووي) في نسخة البقاعي والعجيب يا اخوان اني البارحة قمت بتحميل
اول 50 صفحة من مخطوطة نسخة البقاعي لصحيح البخاري من موقع دار النوادر من باب الفضول
فرجعت لها ووجدته كما ذكر وهذا رابط لمن شاء ان يتحقق:
http://www.daralnawader.com/books/bo...13e7e3&lang=ar

كما أشار المحقق ايضاً إلى كلام لابن حجر على اختصار هذا الحديث في فتح الباري

أسأل الله لك السداد في الحفظ أخي الكريم ، وكما قال الشيخ الفاضل عدلان - وفقه الله - قد كفانا الأخ ماجد إجابة السؤال المطروح - سدده الله وبارك فيه - أعاننا الله وإياكم على ذلك .

جزاك الله خيرا الأخ ماجد العتيبي و حفظك الله و إيانا من كل سوء
و جزى الله خيرا الأخ عدلان الجزائري و الأخ أبا زرعة و حفظهما الله و إيانا من كل سوء

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد مسفر العتيبي

فائدة وقعت عليها اليوم مصادفة وانا اطالع صحيح البخاري طبعة دار الرسالة العالمية ذكرها المحقق
على هامش الكتاب وهي ان حديث "انما الاعمال بالنيات" ورد ناقصاً في فتح الباري وفي الطبعة اليونينة
و ورد كاملاً كما في (الاربعون النووي) في نسخة البقاعي والعجيب يا اخوان اني البارحة قمت بتحميل
اول 50 صفحة من مخطوطة نسخة البقاعي لصحيح البخاري من موقع دار النوادر من باب الفضول
فرجعت لها ووجدته كما ذكر وهذا رابط لمن شاء ان يتحقق:
http://www.daralnawader.com/books/bo...13e7e3&lang=ar

كما أشار المحقق ايضاً إلى كلام لابن حجر على اختصار هذا الحديث في فتح الباري

---

سبحان الله ... ما هذه الاتفاقات أخي ماجد (ابتسامة )
لعل الله أراد بك خيراً في خدمة الصحيح
وفقكم الله جميعاً وجزاكم خيرا

قال الأخ أبو مالك العوضي حفظه الله في جواب طلب مساعدتي عبر "رسالة خاصة" :

"... ويمكنك إن أردت أن تحفظ الأحاديث من مصادرها حتى إن كنت تريد حفظ الأربعين أو كتاب التوحيد؛ لأن هذه المتون لا تقصد لذاتها "

و أظن أنها فائدة مهمة, و لكن يبقى مشكل و هو أن مراجعة أمهات الكتب و استخراج الأحاديث المقصودة منها مع لحاظ أشمل و أكمل المتون الموجودة و أصحها يثقل على طالب العلم المبتدئ و يخاف عليه الخمول و الكسل بالكلية , و لا حول و لا قوة إلا بالله.