سؤال عن كلا وكلتا

السلام عليكم:
قرأت في أحد الكتب ما يلي: (كلا وكلتا) قد تكون للتوكيد نحو: عاد المسافران كلاهما, وقد تكون لغير توكيد نحو: الولدان رجع كلاهما, فإن كانت للتوكيد وجب أن يكون الضمير المضاف إليهما مطابقة للموكَّد في التثنية والإعراب والتذكير والتأنيث..
السؤال: قوله: (فإن كانت للتوكيد وجب أن يكون الضمير المضاف إليهما مطابقة للموكَّد في التثنية والإعراب والتذكير والتأنيث) ظاهره كلامه أنه لا تجب المطابقة إن لم تكن للتوكيد, لكن كيف لا تجب المطابقة في مثل: الولدان رجع كلاهما, أليس الضمير في (كلاهما) مطابقة وجوبًا لمرجعه, وهو الولدان؟

للرفع

للرفع

للرفع يا إخوتي

سيدي العزيز ان (كلاهما) في الجملة توكيد ، اما إذا أردت أن لا تجعلها توكيد تكون الجملة ( رجع كلا الولدين)

تحية لك أخي عادل ال
لم تحصل المطابقة في قولك : ( جاء كلاهما ) ، و( رأيت كليهما ) ، و( سلمت على كليهما ) ، لأن ظاهر العامل يدل على المفرد ، وهو الفعل ( جاء ) ، في حين دلَّ المعمول على التثنية ، وهو ( كلاهما ) ، ومثله الجملتان الاخريان ، ولا اعتبار في المطابقة بين ( كلاهما ) وما يعود إليه الضمير ، لأن المطابقة لفظية للظاهر .

كلا وكلتا اسمان ملازمان للإضافة. ولفظهما مفرد ومعناهما مثنى لذلك يجوز الإخبار عنهما بما يحمل ضمير المفرد باعتبار لفظهما وضمير المثنى باعتبار معناهما فتقول:(الرجلان كلاهما عالم)باعتبار اللفظ،و (كلاهما عالمان)باعتبار المعنى ،واعتبار اللفظ أكثر ،هذا إن قدرت (كلاهما) مبتدأ وإن قدرت كلاهما توكيدا قيل (عالمان) لا غيرلأنه خبر عن (الرجلان) .فإذا قيل:(إن الرجلين)فإن قيل (كليهما) ،قيل (عالمان)وإن قيل(كلاهما) فالوجهان أي عالم أو عالمان.
أما قولك (الولدان رجع كلاهما) فيجب عليك أن تقول (كلاهما) تبعا للقاعدة المعروفة وهي أن كلا وكلتا يضافان أبدا لفظا ومعنى إلى اسم واحد معرفة، دال على اثنين:إما بلفظه و إما بمعناه.كما أن الضمير في جملة الخبر لا بد أن يطابق المبتدأ.
ويظهر لك الفرق إذا قدمت وأخرت في المثال التالي:(الولدان رأيت كليهما) فلا مطابقة في الإعراب بين (الولدان)و(كليهم� �) و(كليهما)هنا مفعول به وليست توكيدا.أما إذا قلت(رأيت الولدين كليهما) وجبت المطابقة في الإعراب لأن (كليهما) الآن توكيد.
هذا ما ظهر لي والله أعلم.