تخريج أثر خالد بن الوليد رضي الله عنه في القرآن :" ...شغلنا عنك الجهاد ".

الحمد لله حق حمده ؛ والصلاة والسلام على رسوله وعبده ؛ وعلى آله وصحبه ؛
وبعد :
كنت منذ زمن أريد أن أتحقق من صحة هذا الأثر ؛ إذ رأيت كثيرا من الدعاة والخطباء والأصدقاء يستدلون ويذكرون هذا الأثر عند كلامه في هجر القرآن ؛ والان سنحت الفرصة فأقول :
أخرجه ابن أبي شيبة في ( المصنف ) ( 10 / 552 ) :
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، أَنَّهُ أَمَّ النَّاسَ بِالْحِيرَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، ثُمَّ قَرَأَ مِنْ سُوَرٍ شَتَّى ، ثُمَّ الْتَفَتَ إلَيْنَا حِينَ انْصَرَفَ فَقَالَ : شَغَلَنَا الْجِهَادُ ، عَن تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ.
قلت : هذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي لم يسمَّ .
ولم أجده عند غير ابن أبي شيبة ؛ حسب بحثي وعلمي - القاصر - .
منقول من طاهر نجم الدين المحسي

ثم وجدته عند ابن عساكر في ( التاريخ ) ( 16 / 250 ) :
( .... أنا الفضل بن دكين نا الوليد بن عبد الله بن جميع حدثني رجل أثق به أن خالد بن الوليد أم الناس بالحيرة فقرأ من سور شتى ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال شغلني عن تعليم القرآن الجهاد ) .
وهذا يفيد أن الذي لم يسمَّ ثقة عند الوليد ؛ ولكن هذا لا يجعل الأثر صحيحاً ؛قد يكون ثقة عنده ضعيفاً عند غيره ؛ من أجل هذا رُدّ حديث المجهول والمبهم وإن قال الراوي ( حدثني الثقة أو من أثق به ) أو غير ذلك من عبارات التعديل ...
ولكن بفضل الله وجدت ما يشد من أزر هذا الأثر عدة طرق بغير هذا اللفظ ، ذكرها الحافظ ابن عساكر في كتابه القيم ( تاريخ دمشق ) ( 16 / 250 ) :
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا عبد الرحمن بن الحسين بن محمد أنا محمد بن علي بن محمد السلمي أنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر أنا أحمد بن محمد بن أبي الموت نا أبو الحسن علي بن عبد العزيز البغوي نا أبو عبيد القاسم بن سلام نا ابن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : قال خالد بن الوليد : ( لقد شغلني الجهاد في سبيل الله عن كثير من قراءة القرآن ) .
قلت : هذا إسناد صحيح .
أخبرنا بها عالية أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر الصوفي قالا أنا أبو سعد الأديب أنا أبو عمرو الفقيه وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور قالا أنا أحمد بن علي بن المثنى نا شريح نا يحيى نا إسماعيل عن قيس قال : قال خالد بن الوليد : ( لقد منعني كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل الله ) .
منقول من طاهر نجم الدين المحسي

ومنذ الصغر وأنا اسمع هذا الأثر من المشايخ والخطباء والوعاظ وطلبة العلم .

منقول من طاهر نجم الدين المحسي
زادك الله علما وتوفيقا يا شيخ خالد الشافعي ...
ثم وجدت الأثر الذي أخرجه ابن عساكر قد أخرجه ابن أبي شيبة في ( المصنف ) ( 5 / 217 ) :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ خَالِدَ بْنِ الْوَلِيدِ يَقُولُ : قَدْ مَنَعَنِي كَثِيرًا مِنَ الْقِرَاءَةِ , الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ.
إسناده في غاية الصحة .
وأبو يعلى في ( مسنده ) ( 13 / 143 ) :
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: «لَقَدْ مَنَعَنِي كَثِيرًا مِنَ الْقِرَاءَةِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .
ولقد صح الأثر ، والحمد لله أولاً وآخراً له فضل والمنة سبحانه ...
وقد صحح هذا الأثر الحافظ الهيثمي في ( المجمع ) ( 9 / 350 ) ؛ والحافظ ابن حجر في ( المطالب العالية ) ( 16 / 314 ) .

جزاك الله خيرًا يا أخ خالد ، ويمكن تنظيم الكلام للفائدة فنقول: للأثر إسنادان:
الأول: الوليد بن جميع عن رجل أن خالد بن الوليد أم الناس ... الأثر.
أخرجه ابن أبي شيبة ، وابن عساكر في تاريخ دمشق وفيه عند ابن عساكر : « رجل أثق به ».
وقد رواه من هذه الطريق أيضًا : أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن، مثل رواية ابن عساكر، وإسناده ضعيف كما تفضلت ببيانه.
الثاني: يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن خالد بن الوليد به نحوه.
أخرجه ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن عساكر .
وقد رواه من هذا الطريق أيضًا : الإمام أحمد في فضائل الصحابة ، وأبو عبيد في فضائل القرآن، وإسناده صحيح كما تفضلت به.
ولعلك لو أتعبت نفسك في البحث تقف على مصادر أخرى ، نفع الله بك.

أحسنت أحسن الله إليك .

جزاكم الله خيراً.

أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/151/30263) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/250) من طريق الفضل بن دكين ، قال : حدثني الوليد بن جميع ، قال : حدثني رجل ( وعند ابن عساكر : "أثق به" ) : أنه أم الناس بالحيرة خالد بن الوليد ، ثم قرأ من سور شتى ، ثم التفت إلينا حين انصرف ، فقال : " شغلنا الجهاد عن تعليم القرآن " .

قلت : هذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل .

ـــــــــــــ

قلت : والصحيح الثابت عن خالد بن الوليد الآتي :

أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/250) من طريق محمد بن سعد أنا عبد الله بن نمير نا إسماعيل عن قيس قال سمعت خالد بن الوليد يقول :
(( لقد منعني كثيراً من القراءة الجهاد في سبيل الله )) .

قلت : وهذا إسناد صحيح .

ـــــــــ

وأقول لك أخي الفاضل : هذا الأثر حجة على صاحبك ، وليس حجة له ؛ وذلك لأمرين :

[ الأول ] : قول خالد (( منعني كثيراً من القراءة )) ، ولم يقل (( منعني من القراءة )) .

وذلك معناه أنه كان يقرأ ولكن القليل .

[ الثاني ] : أن الذي منع خالد هو الجهاد في سبيل الله – وهو قائد جيوش المسلمين - ، أما نحن فما الذي شغلنا عن تعلم العلم ، فليسأل كل منا نفسه هذا السؤال !!
منقول منأحمد بن سالم المصري

منقول من سعد الغامدي

خالد بن الوليد إذا أمسك المصحف يبكي ويقول : شغلنا عنك الجهاد ، ما أجمله من عذر ، أما اليوم نقول : شغلنا عنك الجهاز ، الفرق حرف فقط .

https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170662