عرض للطباعة
يقول تعالى في سورة آل عمران " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)
من هذه الآية
يستدل بعض الناس على أن موت الرجل الكبير الهرم عزأ له .
فهل يصح هذا الإستدلال؟
هل من إجابة بارك الله فيكم ؟
لا يبدو أن في هذه الآية دليل على ما ذُكِرَ بشأن الرجل الهرم. فمن قال هذا القول يجب عليه أن يأتي بدليل على ذلك. فإن كان له دليل، يُنظَرُ في هذا الدليل- هل هو دليلٌ وجيهٌ أم لا.
ومن قال ذلك القول قد يكون قاله لسبب أن الله قد ذكر عبارة "وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ" مباشرةً بعد ذكره عبارة "وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ". فكأن الشخص قد فسر معنى نزع الملك على أنه الموت، وأن العز الذي ذُكِرَ بعد ذلك أنه تابع له وجاء بسببه.
فأرى أن هذا لا يصح، لأن الله قد ذكر عبارة "وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ" مباشرةً بعد عبارة "وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ". فهل يجوز أن يقال أن المعنى هو أن الله يُذِل الإنسان لأنه أَعَزه؟ لا، فهذا المعنى ليس صحيحاً. أضِف إلى ذلك أن نزع الملك لا يعني الموت بالضرورة، بل يمكن أن يكون نزعاً لما للإنسان من ملك وسلطان. وأيضاً لا أفهم مسألة تخصيص الرجل الهرم بذلك القول في نزع الملك.
فلا يبدو أنه يصح الاستدلال بهذه الآية على كَوْنِ موت الرجل الكبير الهرم عزاً له. ومن قال ذلك، فعليه بالدليل.
عبد الله الجابر
أنار الله دربك وعلمك ما لم تكن تعلم وأدخل على قلبك الحبور والسرور آمين .
جزاك الله خيراً، أخي أحمد.
السلام عليكم
أخى العزيز / عبد الله الجابر
نعم أؤيدك فيما وصلت إليه وأضف أنه يجب السؤال أولا ماحال هذا الرجل الهرم ؟ أهو مقيم على الطاعات أم لا فإذا كان مقيم عليها فطول العمر خير له كما قال الرسول الكريم (ص) وفى هذه الحالة يكون طول العمر عزا لهذا الرجل الهرم ، أما إذا كان والعياذ بالله غير ذلك فلا ينفعه لا طول العمر ولا الموت إلا إذا تاب وقبل الله منه ، وعلى هذا فلا يوجد وجه من أوجه الاستدلال فى الأية المذكورة على موضوع السؤال . والله تعالى أعلى وأعلم .
أخي الكريم، خالد الدرملي. وعليكم السلام ورحمة الله.
صدقت في قولك أن عز الرجل الهرم يعتمد على كونه مطيعاً لله. وجزاك الله خيراً على هذا التنبيه.
ربما يقصد أن الرجل الهرم يعيش ذليلا في الغالب الأعم ومن ثم فموته عز له إن ختم له بالحسنى
جزاكم الله خيرا جميعاً .