< موضوع إلقاء النوى بين الأصبعين > ما هو الراجح في قول الإمام النووي رحمه الله ؟
قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه :
حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى أَبِى - قَالَ - فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْبَةً فَأَكَلَ مِنْهَا ثُمَّ أُتِىَ بِتَمْرٍ فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِى النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى - قَالَ شُعْبَةُ هُوَ ظَنِّى وَهُوَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلْقَاءُ النَّوَى بَيْنَ الإِصْبَعَيْنِ - ثُمَّ أُتِىَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَهُ ثُمَّ نَاوَلَهُ الَّذِى عَنْ يَمِينِهِ - قَالَ - فَقَالَ أَبِى وَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ ادْعُ اللَّهَ لَنَا فَقَالَ « اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِى مَا رَزَقْتَهُمْ وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ ».
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عَدِىٍّ ح وَحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ كِلاَهُمَا عَنْ شُعْبَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَلَمْ يَشُكَّا فِى إِلْقَاءِ النَّوَى بَيْنَ الإِصْبَعَيْنِ .
وقال الإمام النووي رحمه الله في المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج :
وَقَوْله : ( وَيُلْقِي النَّوَى بَيْن أُصْبُعَيْهِ ) أَيْ يَجْعَلهَا بَيْنهمَا لِقِلَّتِهِ ، وَلَمْ يُلْقِهِ فِي إِنَاء التَّمْر لِئَلَّا يَخْتَلِط بِالتَّمْرِ ، وَقِيلَ : كَانَ يَجْمَعهُ عَلَى ظَهْر الْأُصْبُعَيْنِ ثُمَّ يَرْمِي بِهِ .
ما هو الراجح في الموضوع : يجعلها بينهما أو على ظهر الأصبعين ؟
والإمام ابن المنذر رحمه الله في كتابه الإقناع قال بالقول الثاني :
ويستحب إذا ألقى المرء النوى أن يضع النوى على ظهر أصبعيه السبابة والوسطى فيرمي به لحديث عبد الله بن بسر
رد: < موضوع إلقاء النوى بين الأصبعين > ما هو الراجح في قول الإمام النووي رحمه الله
وقبل قليل وقفت على رواية في المسند تؤيد ما ذهب إليه الإمام ابن المنذر رحمه الله في كتابه الإقناع .
قال الإمام أحمد رحمه الله في مسنده :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ فَذَكَرُوا وَطْبَةً ، وَطَعَامًا، وَشَرَابًا، فَكَانَ يَأْكُلُ التَّمْرَ، وَيَضَعُ النَّوَى عَلَى ظَهْرِ إِصْبِعَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي بِهِ، ثُمَّ قَامَ فَرَكِبَ بَغْلَةً لَهُ بَيْضَاءَ، فَأَخَذْتُ بِلِجَامِهَا ، فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ لَنَا فَقَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ، وَارْحَمْهُمْ "
قال محقق المسند الشيخ شعيب الأرنؤوط :
صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن عبد الله بن بسر، فقد جهله الذهبي وابن حجر، وذكر المزي في ترجمة عبد الله بن بسر من الرواة عنه ابنه يحيى، ولم نجد له ترجمة أيضاً. يزيد بن خمير: هو الرحبي الحمصي.
وأخرجه مسلم (2042) عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن حماد، عن شعبة، عن ابن خمير، عن عبد الله بن بسر. لم يذكر ابن عبد الله.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (291) عن حميد بن زنجويه، عن يحيى بن حماد، عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن عبد الله بن بسر، عن أبيه، فصار من مسند بسر.
وسيأتي كذلك برقم (17696) عن روح، عن شعبة، عن ابن خمير، عن عبد الله بن بسر، عن أبيه.
وسيأتي من طريق ابن خمير عن عبد الله بالأرقام (17683) و (17684) و (17695) ، وهو المحفوظ.
وانظر ما سلف برقم (17673) .
قوله: "وطبة" بالواو وإسكان الطاء: حَيْسٌ من تمر وأقِط وسمن.
رد: < موضوع إلقاء النوى بين الأصبعين > ما هو الراجح في قول الإمام النووي رحمه الله
عندما طرحت السؤال كنت متوقفا في المسألة ، ثم بعد ذلك وقفت على رواية المسند ، والأولى تفسير الحديث بالحديث كما نفسر القرآن بالقرآن ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
رواية أخرى :
قال الإمام ابن حبان رحمه الله في صحيحه :
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي فَنَزَلَ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ بِطَعَامٍ وَحَيْسٍ وَسَوِيقٍ وَتَمْرٍ، ثُمَّ أَتَاهُ بِشَرَابٍ فَنَاوَلَ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: وَكَانَ يَأْكُلُ التَّمْرَ وَيَضَعُ النَّوَى عَلَى ظَهْرِ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى، ثُمَّ يَرْمِي بِهِ، ثُمَّ دَعَا لَهُمْ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ»
[تعليق الألباني]
صحيح - «آداب الزفاف» (ص 166)، «صحيح الترغيب» (911): م.
[تعليق شعيب الأرنؤوط]
إسناده صحيح على شرط مسلم