نسمع ونجد أناسا يدعون أنهم من السلفية ، وشغلهم الشاغل هو الطعن في العلماء ......

س : نسمع ونجد أناسا يدعون أنهم من السلفية ، وشغلهم الشاغل هو الطعن في العلماء واتهامهم بالابتداع ، وكأن ألسنتهم ما خلقت إلا لهذا ، ويقولون : نحن سلفية . والسؤال يحفظكم الله :
ما هو مفهوم السلفية الصحيح ، وما موقفها من الطوائف الإسلامية المعاصرة ؟

وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء إنه سميع الدعاء .

ج : إذا كان الحال كما ذكر فإن الطعن في العلماء ورميهم بالابتداع واتهامهم مسلك مرد ليس من طريقة سلف هذه الأمة وخيارها ، وإن جادة السلف الصالح هي الدعوة إلى الكتاب والسنة ، وإلى ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، مع جهاد النفس على العمل بما يدعو إليه العبد ، والالتزام بما علم بالضرورة من دين الإسلام من الدعوة إلى الاجتماع والتعاون على الخير ، وجمع كلمة المسلمين على الحق ، والبعد عن الفرقة وأسبابها من التشاحن والتباغض والتحاسد ، والكف عن الوقوع في أعراض المسلمين ، ورميهم بالظنون الكاذبة ، ونحو هذا من الأسباب الجالبة لافتراق المسلمين وجعلهم شيعا وأحزابا يلعن بعضهم بعضا ، ويضرب بعضهم رقاب بعض ، قال تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } ( آل عمران : 18 ) { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ( سورة آل عمران الآية 104 ) . { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ( سورة آل عمران الآية 105 ) .
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض » (1) ، والآيات والأحاديث في ذم التفرق وأسبابه كثيرة ؛ ولهذا فإن حماية أعراض المسلمين وصيانتها من الضروريات التي علمت من دين الإسلام ، فيحرم هتكها والوقوع فيها ، وتشتد الحرمة حينما يكون الوقوع في العلماء ، ومن عظم نفعه للمسلمين منهم ؛ لما ورد من نصوص الوحيين الشريفين بعظيم منزلتهم ، ومنها : أن الله سبحانه وتعالى ذكرهم شهداء على توحيده ، فقال تعالى : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة ُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } والوقوع في العلماء بغير حق تبديعا وتفسيقا وتنقصا وتزهيدا فيهم- كل ذلك من أعظم الظلم والإثم ، وهو من أسباب الفتن ، وصد المسلمين عن تلقي علمهم النافع وما يحملونه من الخير والهدى ، وهذا يعود بالضرر العظيم على انتشار الشرع المطهر ؛ لأنه إذا جرح حملته أثر على المحمول ، وهذا فيه شبه من طريقة من يقع في الصحابة من أهل الأهواء ، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم شهود نبي هذه الأمة على ما بلغه من شريعة الله ، فإذا جرح الشاهد جرح المشهود به .
فالواجب على المسلم التزام أدب الإسلام وهديه وشرائعه ، وأن يكف لسانه عن البذاء والوقوع في أعراض العلماء ، والتوبة إلى الله تعالى من ذلك ، والتخلص من مظالم العباد ، ولكن إذا حصل خطأ من العالم فلا يقضي خطؤه على ما عنده من العلم ، والواجب في معرفة الخطأ الرجوع إلى من يشار إليهم من أهل العلم في العلم والدين وصحة الاعتقاد ، وأن لا يسلم المرء نفسه لكل من هب ودب ، فيقوده إلى المهالك من حيث لا يشعر .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

فتاوى اللجنة الدائمة الفتوى رقم ( 16873 )

_________________
(1) أحمد 4 \ 358 ، 363 ، 366 ، والبخاري 1 \ 38 ، 5 \ 126 ، 8 \ 36 ، 91 ، ومسلم 1 \ 82 برقم (65) ، والنسائي 7 \ 127 - 128 برقم (4131) ، وابن ماجه 2 \ 1300 برقم (3942) ، والدارمي 2 \ 69 .

جزاك الله خير يا أبا العبدين مشاركة أكثر من رائعة , وبعد هذه الفتوى نستطيع القول فماذا بعد الحق إلا الضلال المبين .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز عبدالرحمن

جزاك الله خير يا أبا العبدين مشاركة أكثر من رائعة , وبعد هذه الفتوى نستطيع القول فماذا بعد الحق إلا الضلال المبين .

---

وجزاك أخي الفاضل وبارك فيك .

الرد على المخطيء واجب شرعي بضوابطه والرد على أهل اﻷهواء المردية فريضة شرعية يحكمها الشرع المطهر لا رغبات العوام وصغار الطلاب

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النابغة الجعدي

الرد على المخطيء واجب شرعي بضوابطه والرد على أهل اﻷهواء المردية فريضة شرعية يحكمها الشرع المطهر لا رغبات العوام وصغار الطلاب

---

....................

جزاك الله كل خير اخي ابو العبدين البصري
ونسأل الله ان يهدي من انجرف إلى منهج التبديع والتفسيق وان يقينا شر هذه الفتنة

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد مسفر العتيبي

جزاك الله كل خير اخي ابو العبدين البصري
ونسأل الله ان يهدي من انجرف إلى منهج التبديع والتفسيق وان يقينا شر هذه الفتنة

---

وجزاك مثله أخي الفاضل .

أنا معك لكن لماذا لاتأتي بالفتاوي التي تخص الفريق الثاني والثالث حتى يكتمل العقد
ووالله إن مما يضحك أن نبحث عن عيوب الناس بقصدالنصيحه وحب العلماء والحرص على وحدة الصف

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نومس القصيمي

أنا معك لكن لماذا لاتأتي بالفتاوي التي تخص الفريق الثاني والثالث حتى يكتمل العقد
ووالله إن مما يضحك أن نبحث عن عيوب الناس بقصدالنصيحه وحب العلماء والحرص على وحدة الصف

---

بارك الله فيك أكمله أنت .
أين البحث عن عيوب الناس في مثل هذا النقل ؟!
هذا الكلام موجه للجميع والناقل أول الداخلين فيه وليس لفئة تتصورها أنت أو غيرك وإن كان يخص الواقعين فيه أكثر من غيرهم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي بارك الله فيك، أرجو منك إجابة وافية على هذه الأسئلة:
1- من هم العلماء؟
2- ما معنى الطعن في العلماء؟
3- هل الرد على المخالف وبيان خطأه -بحلم وعلم وبالضوابط الشرعية- يعد من الطعن في العلماء؟
وأرجو منك أن تنعم النظر في الفتوى، وتتدبر تقيدات أهل العلم -حفظ الله أحياءهم ورحم أمواتهم-حين قالوا (( بالظنون الكاذبة، بغير حق)).
وتأمل-هداك الله- قولهم في آخر الفتوى:(( والواجب في معرفة الخطأ الرجوع إلى من يشار إليهم من أهل العلم في العلم والدين وصحة الاعتقاد ، وأن لا يسلم المرء نفسه لكل من هب ودب ، فيقوده إلى المهالك من حيث لا يشعر )).
فكلامهم -رحمهم الله- ليس في نفس أصل الرد على المخالف وإنما في بيان طريقة الرد،ومن له أهلية الرد.
فهذا الحق ليس به خفاء....فدعني من بنيات الطريق

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
1_ أما سؤالك الأول فالعلماء هم الذين شهد لهم أهل العلم بالعلم أو عرفوا بنصرتهم للكتاب والسنة من خلال دعوتهم وعلى رأسهم في هذا العصر ( الشيخ ابن باز والألباني وابن عثيمين والعباد والفوزان ........) وطلابهم ومن شهدوا له بالعلم والفضل .
2_ توضيح الواضحات من المشكلات !
3_ لا أدري من أين فهمت أنت وغيرك بأنه لا يرد على المخالف ؟! من نقل هذه الفتوى كلامي واضح بأن الرد يكون لأهله وبعلم وعدل وإنصاف ورحمة .
ومن قال أن كلامهم في أصل الرد ؟!
تخترعون فهما ثم تردون عليه من عندكم !
ثم اوردت هاتين البيتين !
فأي حق ذكرته وأي بنيات طريق توهمتها ؟!
الله المستعان .