هذا الحديث حيرني ( إذا مضمض أحدكم فاه حط ما أصاب بفيه ... )

إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102] .
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1] .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:

هناك حديث نبوي عزاه عدة علماء لمعجم الطبراني الأوسط لكنه غير موجود فيه وبالعكس هو موجود في معجم الطبراني الكبير مع أنه لم يعزه له أحد !!!!

الحديث هو :
حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا علي بن يزيد ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مضمض أحدكم فاه حط ما أصاب بفيه وإذا غسل وجهه حط ما أصاب وجهه وإذا غسل يديه حط ما أصاب بيده وإذا غسل رجليه حط ما أصاب برجليه فقال رجل عند ذلك أنظر ما تحدث يا أبا أمامة صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما سمعناه يقول ما تقول فقال أبو أمامة لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين لم أحدث به.
المعجم الكبير للطبراني :ج8/ص251 ح7983

مع أن من ذكروا هذا الحديث عزوه للأوسط وليس للكبير !!!

قال الهيثمي:
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «إِذَا تَمَضْمَضَ أَحَدُكُمْ حُطَّ مَا أَصَابَ بِفِيهِ، وَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ حُطَّ مَا أَصَابَ بِوَجْهِهِ، وَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ حُطَّ مَا أَصَابَ بِيَدَيْهِ، وَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ، وَإِذَا غَسَلَ قَدَمَيْهِ حُطَّ مَا أَصَابَ بِرِجْلَيْهِ» ".
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
مجمع الزوائد ج1 ص221-222

قال بدر الدين العيني :
"في حديث أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا تَمَضْمَضَ أَحَدُكُمْ حُطَّ مَا أَصَابَ بِفِيهِ، وَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ حُطَّ مَا أَصَابَ بِوَجْهِهِ، وَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ حُطَّ مَا أَصَابَ بِيَدَيْهِ، وَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ، وَإِذَا غَسَلَ قَدَمَيْهِ حُطَّ مَا أَصَابَ بِرِجْلَيْهِ
رواه الطبراني في الأوسط برجال الصحيح."
نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار للعيني ج 1 ص 333

قال السيوطي :
واخرج الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن أبي امامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تمضمض أحدكم ما أصاب بفيه وغسل وجهه حط ما أصاب بوجهه وإذا غسل يديه حط ما أصاب بيديه وإذ امسح رأسه تناثرت خطاياه من أصول الشعر وإذا غسل قدميه حط ما أصاب برجليه.
الدر المنثور ج 2 ص 264

قال المتقي الهندي:
26045- إذا تمضمض أحدكم حط عنه ما أصاب بيديه، وإذا غسل وجهه حط ما أصاب بوجهه، وإذ غسل يديه حط ما أصاب بيديه، وإذا مسح برأسه، تناثرت خطاياه من أصول الشعر، وإذا غسل قدميه حط ما أصاب برجليه.
(طس عن أبي أمامة).
كنز العمال:ج9/ص288 ح26045

فمن يزيل عني هذه الحيرة لا حيره الله؟

وفَّقكم الله

هذا الحديث مما فُقِد من أحاديث المعجم الأوسط
وقد ذكره الهيثمي في [مجمع البحرين في زوائد المعجمين (الأوسط والصغير) 317/1 ح:386] قال (الطبراني) :
حَدَّثَنا أحمد بن إسحاق الخشاب الرقي حَدَّثَنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن أبي أمامة الباهلي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا تمضمض أحدكم ، حط ما أصاب بفيه ، وإذا غسل وجهه حط ما أصاب وجهه ، وإذا غسل يديه حط ما أصاب بيديه , وإذا مسح برأسه تناثرت خطاياه من أصول الشعر , وإذا غسل حط ما أصاب برجليه"

وفي الأوسط بنحوه من طريق آخر [ح:1505] قال:
حدثنا أحمد قال حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان قال حدثني جدي عن أبيه عن الحكم بن عتيبة عن عاصم بن أبي النجود عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة الباهلي قال:
((لو لم أسمعه من النبي إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ستا لم أحدث به ، ثم قال: سمعت رسول الله يقول: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ذَهَبَ الْإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَيَدَيْهِ، وَرِجْلَيْه" ... )) وقد رواه كذلك في الكبير من طريق بن حوشب أيضا بنحوه

والله أعلم

بارك الله فيك أخي أبو القاسم على هذه الفائدة وجزاك كل خير .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُرعة الرازي

بارك الله فيك أخي أبو القاسم على هذه الفائدة وجزاك كل خير .

---

آمين/ وإياكم

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم البيضاوي

وفَّقكم الله


وفي الأوسط بنحوه من طريق آخر [ح:1505] قال:
حدثنا أحمد قال حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان قال حدثني جدي عن أبيه عن الحكم بن عتيبة عن عاصم بن أبي النجود عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة الباهلي قال:
((لو لم أسمعه من النبي إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ستا لم أحدث به ، ثم قال: سمعت رسول الله يقول: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ذَهَبَ الْإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَيَدَيْهِ، وَرِجْلَيْه" ... )) وقد رواه كذلك في الكبير من طريق بن حوشب أيضا بنحوه

والله أعلم

---

وفقك الله أخي
ما كان عليك أن تذكر هذا لأنه لا علاقة له بالرواية المذكورة فهي من طريق سالم بن أبي الجعد ليس الا ـأما طريق شهر بن حوشب فليس موضوع النقاش

أما ما ذكره الهيثمي فهو نفس طريق المعجم الكبير ،تغير فقط شيخ الطبراني وشيخ شيخه .

اقتباس:

---

حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا علي بن يزيد ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد

---

اقتباس:

---

حَدَّثَنا أحمد بن إسحاق الخشاب الرقي حَدَّثَنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد

---

ويبقى التساؤل مطروحا :
لماذا لم ينسبه أحد للطبراني في الكبير مع أنه موجود فيه ،وفي العادة هو المقدم.
ألا يمكن أن يكون السند الصحيح هو الذي في الكبير وتحرف في الأوسط الذي عزاه له الهيثمي ؟ يعني شيخ الطبراني وشيخ شيخه .
والذي دفعني لهذا الرأي أن الهيثمي ذكر أنه اعتمد على نسخة سقيمة ونسخة أخرى ناقصة والله أعلم

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاوا محمد أبو عبد البر

وفقك الله أخي

---

آمين / وإياكم

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاوا محمد أبو عبد البر

ما كان عليك أن تذكر هذا لأنه لا علاقة له بالرواية المذكورة فهي من طريق سالم بن أبي الجعد ليس الا ـأما طريق شهر بن حوشب فليس موضوع النقاش

---

أعلم ذلك
لكني ذكرت ذلك للفائدة (وزيادة الخير = خيرين ...) !

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاوا محمد أبو عبد البر

أما ما ذكره الهيثمي فهو نفس طريق المعجم الكبير ،تغير فقط شيخ الطبراني وشيخ شيخه .

---

لا يمنع ذلك من أن يرويه من طريق آخر في كتاب آخر وستأتي بعض الامثلة على ذلك

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاوا محمد أبو عبد البر

ويبقى التساؤل مطروحا :
لماذا لم ينسبه أحد للطبراني في الكبير مع أنه موجود فيه ،وفي العادة هو المقدم

---

هذا هو سبب حَيْرَتِك: فإذا كان الحديث في الكبير والاوسط فنِسبة الحديث للكبير أولى من نسبته للأوسط
وهذا كلام لا بأس به لكنه ليس بلازم

ولدي عدة أمثلة لأحاديث نسبها السيوطي أو غيره للأوسط وهي في الكبير أيضا ، فمنها:
1- قال السيوطي [الدر المنثور 16/1] : ((وأخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني في الأفراد ، وَابن عساكر بسند ضعيف عن السائب بن يزيد قال : عوذني رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب تفلا))
قلتُ: قال الطَّبراني في [الاوسط ح:6761] : ((حدثنا محمد بن أبي زرعة ثنا هشام بن عمار نا عبد الله بن يزيد البكري ثنا داود بن قيس المدني قال سمعت السائب بن يزيد يقول "عوذني رسول الله صلى الله عليه و سلم بفاتحة الكتاب تفلا"
لم يرو هذا الحديث عن داود بن قيس إلا عبد الله بن يزيد البكري تفرد به هشام بن عمار))
وقال في الكبير [ح:6692] : ((حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، وعبدان بن أحمد، قالا: ثنا هشام بن عمار ... -فذكره- ))
فيُلاحظ:
(1) أن السيوطي مع سعة اطلاعه نسبه إلى الاوسط مع وجوده في الكبير
(2) أن الطبراني يُنوع في الرواية ، فقد رواه في الاوسط عن بن ابي زرعة ورواه في الكبير من طريق ابن اسحاق وعبدان

2- وقال [الدر المنثور 97/6] : ((وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن ... -الحديث- ))
والحديث في الكبير [ح:12671] من طريق مطرف عن عطية عن ابن عباس

3- وقال [الدر المنثور 720/6] : ((وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط ، وَابن مردويه عن أبي وائل عن ابن مسعود أنه قال في القراءة خلف الإمام : أنصت للقرآن كما أمرت فإن في الصلاة شغلا وسيكفيك ذاك الإمام))
والحديث في الكبير [ح:9311]

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاوا محمد أبو عبد البر

ألا يمكن أن يكون السند الصحيح هو الذي في الكبير وتحرف في الأوسط الذي عزاه له الهيثمي ؟ يعني شيخ الطبراني وشيخ شيخه .
والذي دفعني لهذا الرأي أن الهيثمي ذكر أنه اعتمد على نسخة سقيمة ونسخة أخرى ناقصة والله أعلم

---

هذا بعيد ..
وأضيف: أنه قد سقط من نسخ الاوسط عدة أحاديث في عدة مواضع، وقد ذُكر منها بداية حديث شيخه أحمد الخشاب
وكذلك حديثنا هذا، فإنه من حديثه عنه

والله أعلم

شيخ شيخ الطبراني في "الأوسط" = علي بن جعفر بن غيلان الرقي، من رجال الصحيح
بخلاف نظيره في "الكبير"= علي بن يزيد، فليس هو من رجاله
فمن هذه الحيثية غلّبوا عزوه إلى الأوسط، وأغفلوا الكبير ..
ألا تراهم يزيدون في عزوه إلى الأوسط بأن سنده رجاله رجال الصحيح

بارك الله فيكم

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي

بخلاف نظيره في "الكبير"= علي بن يزيد، فليس هو من رجاله

---

علي بن يزيد مُصحَّفٌ ؛ صوابُه: علي بن معبد
وقد جاء في مواضع أخرى من "المعجم الكبير" على الصواب
انظر مثلاً: 10/ 117 رقم(10148)، و 11/ 52 رقم(11020)، و 12/ 102 رقم(12600)
وهو: عليّ بن معبد بن شدّاد العبدي أبو الحسن، ويقال أبو محمد الرّقي نزيل مصر.
يروي عن عبيد الله بن عمرو الرقي، ويروي عنه أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي المصري
أخرج له الترمذي والنسائي.
ولم أتبيّنه في تعليقي الأول لتصحيفه، فكتبتُه كما وقع في المطبوع
وإنما حكمتُ -مع ذلك- أنه ليس من رجال الصحيح؛ لأني بحثتُ فلم أجد الشيخيْن، أو أحدهما أخرجا لراوٍ بهذا الاسم.
والله أعلم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

بارك الله في أخينا وشيخنا الفاضل: مصطفى المسعودي

وفيك بارك الله شيخنا وصاحبنا: حمزة بن إدريس المغربي
وسلامي إلى جميع أهل الحديث في عدوة المغرب