هل أبو جعفر المنصور معدود في القراء ؟

قال أبو حيان في تفسير قوله تعالى: فففألم نشرح لك صدركققق: (وقرأ الجمهور : { نشرح } بجزم الحاء لدخول الجازم . وقرأ أبو جعفر : بفتحها ، وخرجه ابن عطية في كتابه على أنه ألم نشرحن ، فأبدل من النون ألفاً ، ثم حذفها تخفيفاً ، فيكون مثل ما أنشده أبو زيد في نوادره من قول الراجز :
من أي يومي من الموت أفر ... أيوم لم يقدر أم يوم قدر
وقال الشاعر :
أضرب عنك الهموم طارقها ... ضربك بالسيف قونس الفرس
وقال : قراءة مرذولة . وقال الزمخشري وقد ذكرها عن أبي جعفر المنصور ، وقالوا : لعله بين الحاء ، وأشبعها في مخرجها فظن السامع أنه فتحها ، انتهى ...)

لفتة طيبة يا أستاذ أبا بكر.
قراءة (ألم نشرح) بفتح الحاء لم تُنسبْ إلاَّ إلى أبي جعفر المنصور "العباسي" حقًّا.
ذكرها عنهُ صاحب "المحتسَب" والمهدوي في شرح الهداية.
وذكرتها كتُب التفسير، ونصَّ الشوكاني فقال: العباسي.
وهو متقدِّم، وُلِد سنة خمس وتِسعين.
فإما أن يكون ناقلها عنه لا يستبعدُها؛ لتقدُّم المنصور من جهةٍ، ولقُرَشيَّته.
وإما أن يكون نقلها مستغرِبًا لها، وهو الغالب، فقد حكموا بأنها مرذولة.
وعلى كُلٍّ، فليس أبو جعفر المنصور معدودًا في القرَّاء، ولا مترْجمًا في غاية النهاية ونحوها.
والله أعلم.

جزاك الله خيرًا أستاذنا الحبيب، وشكر الله لك.