نظـم (ضبط الأحكام المتعلقة بزكاة بهيمة الأنعام)
كتبتُه راجياً أن ينتفع به طلبة العلم، وأن يفيدوا بملاحظاتهم مشكورين.
الحمد لله الذي قد كتبـا *** فرْضَ زكاةِ النَّعَمِ وأوجبـا
وأفضلُ الصلاةِ والسـلام ِ*** على النـبيِّ سيِّدِ الأنــامِ
أعظمِ مَن أقلَّتِ الغبراءُ *** وخيرِ من أظلت السماءُ
وبعدُ فاعلم أن مما بُيِّنــا *** في سنة المختار خيرِ الأُمَنـا
أنصِبةُ الزكاةِ في الأنعـامِ *** إنْ حالَ حَولُها على التمامِ
إلا إذا توالَدَت في الحَـولِ *** فضُمَّهـا لأصلِها في قَـولِ
واتُّخِذت للدَّرِّ أو للنَّسْـلِ *** ولم تكن للحرثِ أو للشغــلِ
وإن يكُن قصْدُ التجارةِ غَلَبْ*** فضَمُّها إلى العُروضِ قد وَجَبْ
فإن تكن مالِكَ إبْلٍ أو غنمْ *** أو بَقَـرٍ مما يُسَمَّينَ النَّعَـمْ
فواجبٌ إن حال حولُ السائمهْ *** أن تُخرِجَ الزكاةَ منها سالمهْ
إن بلغت نصابهـا المُقَـدَّرا *** كما أتى في شـرعنا مقـررا
فإِبِلٌ في خمسةٍ منهـا زكاهْ *** وجاء فرضُها بأن تُخرِج شاهْ
فإن تكن عشراً فشاتانِ وإنْ *** خمساً وعشراً فثلاثٌ يا فَطِنْ
وأربـعٌ إن بلغت عشرينـا *** وبعدَها فاعتمـدِ السنينـا
فإن تزِد خمساً على العشرينِ *** بنتُ مخاضٍ فرْضُها في الحينِ
وهي التي في سنها قد بلغت *** واحدةً كاملـةً ودخلَـتْ
في السنةِ الثانيـةِ اتفاقــا *** نَقَلَهُ جَمْـعٌ كذا إطـلاقـا
وفي الثلاثيـنَ وستٍّ شَرَطوا *** بنت لبونٍ فرْضها وضَبَطوا
ثم زكـاةُ ستـةٍ وأربعيـنْ *** مَن بلغت ثلاثةً من السنيـنْ
وهِيَ حِقةٌ كما في النقـلِ *** أعني بها طَروقةً للفحـلِ
فإن تكن إحدى وستينَ فلا *** أقـلَّ مِن جَذَعَةٍ عند المـلا
بنتـا لبونٍ ستةٌ وسبعون *** وحِِقَّتان واحدٌ وتسعـون
ما بعدَ مائةٍ وعشرينَ يكـونْ***واجبُهـ ثلاثـةٌ بنتُ لبـونْ
وبعدَ ذا يُحكَمُ باستقرارهـا***خل فَ مَن مالوا إلى استئنافها
بنتُ لَبـونٍ كلَّ أربعينــا***وحِق َـةٌ تكونُ في خمسينــا
وإنْ عَدِمتَ السنَةَ المكتوبهْ***فاجب رْ بضِعفِ عشرة مضروبهْ
دراهمٍ أو أخرِجَنْ شاتينِ معْ***إخـراجِ أدنى قبلَهـا فليُتَّبَـع
وخُصَّ جُبرانـاً بأسنانِ الإبِلْ***إذ جَبرُ غيرِها إلينـا ما نُقِـل
وإن تَرُمْ عِلمَ زكـاةِ البقـرِ***فخُـذه مثلما أتى في الخَبَـرِ
مستثنياً وحشِيَّها على الأصح***والخُلْف لابنِ حنبلٍ فيها وَضَحْ
ففي الثلاثيـنَ منَ الأبقــارِ***تَب يـعٌ او تبيعـةٌ يا قـاري
وإن تصِلْ في عَـدَدٍ للأربعيـنْ***مُس نّةٌ إلى قُبَيـل سـتيـنْ
وبعد ذا يُحكَمُ باستقـرارِ***فري ةِ الزكـاةِ في الأبقـارِ
وأربعـونَ غَنَـمٍ فيهـا ورد***إخراج شاةٍ حقُّها فليُعتمَـدْ
ما بعدَ مائةٍ وعشرينَ أتـى***زكاتُها شاتانِ ثم يا فتى
تُخرِجُ بعد المائتينِ منهـا***ثلاثةً من الشيـاهِ عنهـا
فإن تصِلْ للمائةِ الثالثـةِ***فيست رُّ فرضُها في المائةِ
شاةٌ تكونُ من ثنيِّ المعزِ***أو جذَعِ الضأنِ على ما يُجزِي
ويأخذُ الجُباةُ من أوساطِها***وجاء عفوُ الشرعِ عن أوقاصها
والخُلطةُ تُصيِّرُ المالَيـنِ إنْ***تكامَلا حولاً كواحدٍ زُكِـنْ
والجمعُ والتفريقُ لا يؤثِّـرُ***في غير الَانْعَامِ حكاهُ الأكثـرُ
وليس مفروضاً على الخيولِ***صدَقَة في ظاهر المنقولِ
والخُلفُ فيها لأبي حنيفَـهْ***فاقتن ِ الشواردَ اللطيفَـه
وتم ذا النظمُ بحمدِ ذي الجـلالْ***معْ أنني لا أدعي فيه الكمـالْ
مِن كَتْبِ عبــدٍ مذنبٍ فقيـرِ***معترفٍ بشِــدةِ التقصيــرِ
محـذراً منعَ زكـاةِ المـالِ***فإنـه من أبشـع الخصالِ
(وما أتى من بَطحِ ربِّ الإبِـلِ***وغيرِ ِ بالقاعِ زاجــرٌ جـــلي) *
وقاتلَ الصِّدّيــقُ مَن قد فرَّقـا***بينهما وجيشُــه قد شَرَّقـا
نظمتها خمسين بيتـــاً عـددا***والحمــد لله دواماً سرمدا
ثم صلاةُ الله والسلامُ***على النبيْ ما غــرَّد الحمــامُ
-----
* أضافه أحد الإخوة طلبة العلم الشناقطة بعد اطلاعه عليها.