تواجه الأمة الإسلامية تحديات كبيرة تمنعها من النهوض والرفعة بسبب ما وقعت فيه من الذنوب والمعاصي.. ذل وهوان لم يسبق له مثيل في تاريخها أن حصل لها مثلما نرى فكل يوم عدو متسلط من حولها ومن هم من أبناء جلدتها سلب للثروات وغسل للأدمغة والعقول ..خمول وكسل عن طلب العلم الشرعي الذي به قوام عقيدتها وعبادتها ومعاملاتها وأخلاقها.. إعراض عن الدين جملة أو تفصيلا ناهيك عن الدعوة إليه لضعف قيمته في النفوس بل وصل الأمر إلى بعض المسلمين الاستحياء من أن يظهر إسلامه صلاته وعقيدته هذا دكتور يحضر البورد الألماني أخبرني أنه صلى جالس في غرفة تبديل الملابس فدخل عليه دكتور ألماني وهو يصلى كأنه جالس يبدل ملابسه خوفا من أن يتهم بأنه إرهابي ! فقلت له لا تصح الصلاة ، هذه وسوسة شيطان الصلاة مع قدرة القيام ركن!!
نعم لقد وقع هذا لكثير من المسلمين الذين ارتموا في أحضان الشرق والغرب أو تعلقت قلوبهم بحب الدنيا والشهرة .. وضعف اعتزازهم بدينهم وعتبي على بعض الدعاة – الذين كان يشار إليهم بالبنان - انبهروا بموجة الأفكار الدخيلة التى لا تنفك كل يوم أن تتمسح بفرقعة الاكتشافات العلمية حتى وصلت بهم إلى الاستخفاف والضحك على عقول الكثيرين ، ولقد خرج أحدهم من المعروفين في برنامج تلفزيوني ليقول " لقد تخليت عن 80 % من الأفكار التي كنت أتبنها من قبل" عن أي شيء عن المركز الإسلامي الذي كنت تدعو غير المسلمين إليه لتحببهم في الإسلام وعظمته والدعوة للسنة والتمسك بها ولطالما كنت أسمعه يقول قال ابن تيمية وقال ابن القيم ثم أصبح بوقا دوليا لأفكار هدامة جاءت من الشرق والغرب يقول قالت الإكتشافات العلمية وقال جون وقال رتشارد .. ووصل هذا التميع والضياع من البعض الآخر ليقول للساقطات من أهل الفن إياكم والرجوع فداكم نفسي ! لا تسمعوا لمن قال أنكم على الباطل إنها وهابية مقيتة أو حنبلية متشددة.. الفن حياة والحياة فن !! واعجبا لهم " اؤلئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه"
ولما يصل الأمر لبعض المصلين في بلد خليجي ليسأل عن مسألة فقهية في بلد معروف بتدينه وكاتب هذه السطور وشاب ورجل كبير في السن جاء بعد صلاة العصر يهرول- وأنا خارج المسجد - ليسألني عن التيمم قلت جائز إذا عدم الماء أو كان بعيدا وخشي فوات وقت الصلاة.. قال لا ..لا أسألك عن هذا أسألك عن فلان الشايب " كبير السن " من المصلين يسألني هل يجوز أن أتيمم لأنني عاجز لا أستطيع الوضوء قلت فلان سبحان الله يأتي الصلوات الخمس من بيته ماشيا ولم يشتك مرضا أنا رأيته يتوضأ ! فما الذي يعجزه أن يتوضأ اليوم قال لي مستغربا لقد شككت في الأمر وهاهو ذا قد خرج من المسجد بعد أن أدى الصلاة مقتنعا بتيممه يقول الدين يسر مو عسر قلت تسألني عن حكم صلاته ؟ !
يعيش المسلم من الكبير والصغير والذكر والأنثى إلا من رحم الله حالة إعراض عن الدين وتساهل وتسلط هوى النفوس على الأبدان فثقلت عن السبيل والسنة.. ثقلت أن توجد الإخلاص والمتابعة واقع لقلوب مقلوبة أو بين الحياة والموت لا تعرف معروفا ولا تنكر منكر ا إلا ما أشرب من هواها..واقع بعض من لا ينتسب الى العلم يقحم نفسه مع العلماء ويحلل ويحرم عبر الفضائيات .ماشاء كيف ما شاء. واقع لبعض علماء سوء يدعون الى الحزبية والولاء لغير الله ورسوله.. موجة حارة تقول الحق معي وغيري على الباطل.. لم توطن النفوس والقلوب على الصدق والمحبة الفعلية والمتابعة والانقياد التي هي أحد مفاتيح كلمة التوحيد( لا إله إلا الله) وقفت فقط عند اللسان ولو صدقت لوصلت! تأمل في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله فابتدرته وقالت: في السماء قال : من أنا قالت: أنت رسول الله قال : اعتقها فإنها مؤمنة .. فأدنى طبقات المجتمع النبوي تعلقوا بدينهم بداهة روحا وجسدا كان الجواب فطري سريع ولو سألت بعض أولئك لتلكأ أو حار في الإجابة ..
لما يصل الأمر بتطبيق السنن الصغيرة دون خجل أو ازدراء الى عمل يعتز به بعلم وبصيرة ينقطع عن أذنيك سماع بعض القنوات المنتسبة للدين وما يدار في بعض الدواوين " نحن لا نتشدد" " نحن بعيدين عن التعصب " نحن ونحن ومبررات كثيرة تظهر أزمة أمة مع دينها و مشكلة حياة لا تعرف حسن تطبيقه لأنها لم يكن عندها هدف دين في حياة يقام في النفوس والأرواح قبل الأبدان والأجساد عهدك بالجيل الأول –مناي أن أتنفس هواء الصحب الكمل .. وأزمة دين جهلنا عنه وشهوات أخذت بنا ذات اليمين وذات الشمال فالله المستعان .. أزمة لأبسط قصة كنت قريبا منها .. تلك الأم مع ابنتها قالت لابنتها: والله لقد جاء علاج جديد وقوي يريح الناس بدقائق يشفي من جميع أو أغلب الأمراض وأمرت ابنتها فقالت قبل ذلك" كنت محصنة نفسي بسورة البقرة فقلنا نجرب " !! سألنا وتحرينا إذ هي فتاة رافضية تعالج بالطاقة " السحر" ! والحامل لواءه صلاح الراشد ونجيب الرافعي واغتربهم من اغتر، وكذبوا بالحق لما جاءهم ظاهرهم الإلتزام يحمل في ثناياه السم الزعاف كيف وقد قال أنه باستطاعته تحريك الأشياء ورفعها في السماء عن بعد، أي علمل وفن تعج به الآن دول الخليج فيه باسم البحث عن السعادة والشفاء الذاتي 00لخ دعاة للباطل يرفعون بعضا من الآيات والأحاديث يفسرونها على حسب أهواءهم تجدهم يرفعون شعار "الحكمة ضالة المؤمن" ليسوغ لنفسه الولوغ في أفكار شابت منها أمتنا وضيعت أبنائنا وزهدتهم في العلماء و طلب العلم الشرعي ومحبة دينهم والاعتزاز به .. إي والله لولا الجهل ! الجهل المركب لما وجدت لهؤلاء سوقا رائجة.. بعضهم يقول تريدنا علماء لا بل تميز الحق عن الباطل والإيمان عن الكفر البعض يلوح بكلمات ردة محمومة تشكك بخيرية وعصمة هذا الدين وإلى وارتكاب المحرم بأقلها شبهة.. نريد أن تتعلموا لتدحضوا بعلم قليل مبارك لهذا السيل العرمرم لو وجد له همة من الرجال والنساء والكبار والصغار.. وللعلم فإن هذا الأثر الذي ينادي به أدعياء البرمجة والطاقة " الحكمة ضالة المؤمن ..لخ ضعيف،، والغريب أنه جاء في باب التمسك بالسنة والفقه بالدين في سنن الترمذي!
كذلكم أحبتي تعيش أمتنا هذا الضياع والإانهزام طالت الصغير والكبير نسأل الله السلامة والعافية وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا