بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على آله وصحبه ومن إتبع هداه..:فلقد حبى الله النبي الخاتم الأمين خصائص لم يهبها لأحد قبله وهذا من فضل الله العظيم عليه كما قال تعالى((وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)) النساء(113) ...إن من تدبر كلامه عليه الصلاة والسلام وأدعيته علم علم اليقين مصداق قوله عليه السلام ((بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ))... جزء من حديث رواه البخاري ومسلم...ومن جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وبديع بلاغته دعائه الذي روي في الصحيحين عن ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: " اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»...سبحان الله إن من تدبر هذا الكلام وجد حقا جوامع الكلم فيه..فلقد صور في هذا الحديث أهم معاني العبادة و الخضوع لله تعالى...فهيا بنا نقرأه بتدبر ونستحضر عظمه الله تعالى عند قوله فوالله لنخرجن منه ببرد عظيم على القلب و راحه كبرى إذ فيه أسمى معاني العبادة و الشكر لله الواحد القهار..وحسبك أخي و أختي دعاء النبي الأمين عليه من الله الصلاة والسلام به في جوف الأسحار حين يختلي العبد بمعبوده الذي وحده ودان له وحده بالربوبيه و الكمال المطلق سبحانه وتعالى عما يصفون....اللهم اهدنا و اهد بنا واجعلنا من المهتدين...كتبه أخوكم المحب لكم و الراجي من الله العفو والسلامه.."أبو عبد الملك محمود بن سالم بن سليمان الحفيشي"