قال أبو محمد جعفر بن محمد القاري بسنده إلى ابن دريد قال حدثّنا أبوحاتم حدثنا أبو عبيدة قال: خطب رجل من بكر بن وائل إلى رجل من مراد ابنته، فهمّ أن يزوّجه، فبينا الجارية يوماً تلعب مع الجواري إذ جاء الخاطب، فقلن لها: هذا خاطبك ؟ فقالت: مارجل هو أحبّ إليّ أن أكون قد رأيته منه، فلما رأته رأت رجلاً كبير السنّ قبيح الوجه، فقالت: أَوَ قد رضي أبي به؟، قلن : نعم!، فدخلت البيت فاشتملت على السيف وشدّت عليه، فسبقها عدواً، ونالته بضربة، فقال همام السلولي وهو يشبب بامرأة:

أخاف بأن تجزى المحب كما جزت *** فتاة مراد شيخ بكر بن وائل

فلولم يرغ روغ الحيارى تفتحت *** ذوائبه منها بأبيض فاصل.

ولا ذنب للحسناء لما بدا لها *** ضعيف كخيط الصوف رخو المفاصل.

من كتاب: مسارع العشاق لأبي محمد جعفر بن محمد القاري. 1/132