الحقيقة التى نأتم بها ونجهل كيفية اتباعها

****************************** ********************

من الأخطاء التى لا زالت تعصف بالأمة إلى اليوم ربوض فكر بعض الفئات الضالة والمضلة

التى تذهب إلى أنه : لا يضر مع الإيمان ذنب ولا تنفع مع الكفر طاعة..

استناداً لقوله عليه الصلاة والسلام: ( من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة ) .

والقول بأن الجهاد فى هذا الزمان يعد تكليفاً لما لايطاق فلا يفتح بابه ولا ترفع رايته .

والإفتاء بمحاربة كل مجاهد فى سبيل الله وتقديم حربه على حرب أعداء الله .

*****

هذا الفكر الضال ما هو إلا تدليساً وتلبيساً وكذباً وتزويراً وخداعاً للنفوس

المؤمنة بالأمانى الكاذبة طمعاً فى استقرارها على الباطل لكى يتطلعوا إلى

مغفرة الله تعالى لهم إذا ما تركوا ما أمرهم الله به وما نهاهم الله عنه

فيتنكبون عن الجهاد فى سبيل الله وينشغلون بالأهل والمال والولد ..

***

والحقيقة جلية لا مراء ولا جدال فيها .. فالإيمان بأن لاإله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله

دون عمل لن تكون كافيةً لدخول الجنة ..

لأن الشهادة بوحدانية الله وبأن سيدنا محمد رسول من الله إلى جانب

كونها عقيدة واعتقاد وإقرار ويقين بالقلب واللسان

لابد أن يصاحبها عمل وطاعة فيماكلفنا الله به من أوامر وما نهانا الله عنه من زواجر .

**
فليس هناك إيمان بلا طاعة .. لأن الإيمان إن لم يكن منجياً فهو غير مجدياً ..

ولكى ينجينا إيماننا من عذاب الله يجب أن نطيعه ولانعصاه ..

فإبليس اللعين قد آمن بالله رباً .. وآمن بالله خالقاً ..

وآمن بالله عزيزاً وقاهراً .. وآمن بيوم البعث واليوم الآخر .. فقال :

{ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }

وقال :{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ }

وقال :{ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }

ولكنه لم يطع الله عز وجل فيما أمره الله به فأخرجه الله من الجنة ..

يقول سيدنا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى فقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ من يَأْبَى قَالَ:

مَنْ أَطَاعَنِى دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ أَبَى)


فإن استجبنا وأطعنا لما ورد فى كتاب الله وما جاءت به سنة نبى الله صلى الله عليه وسلم

فقد عصمنا الله من عذابه وعقابه أما إن عصيناه فنحن الذين قد أبينا دخول الجنة..

هذا هو نبى الله ومصطفاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى كتاب الله :

{قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }

فما بالك بنا وبأمة اتبعت أهواءها وألقت كتاب ربها وراء ظهرها

توالى أعداء الله ولاتحكم بشرع الله تعالى

أتحسب نفسها بمؤمنة وهى تكتفى بأن تصدق بقلوبهاوتقر بألسنتها .. !!

تعصى الإله وأنت تظهر حبه ذاك لعمرى فى المقال شنيع

لـو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب يطيـع

***

فإن سطى معتدٍ من الحمقى والمارقين وذهب إلى ما قال به هؤلاء الضالين

فقد افترى وتعدى مراسم الشرع ولا يُؤمَن له أن يكون قد انسلّ من ربقة الدين

انسلال الشعرة عن العجين .


وإن اتخذنا من عقولهم وعقول البشر شرعاً وجعلنا منه ردعاً ومنعاً فلنعلم قطعاً :

أننا حِدنا عن أحكام دين الله وبؤنا بسخط من الله لأن شريعة الله

لا تُقتضى من رأى الحكماء ولا تتلقى من استصلاح العقلاء

وإلا نكون قد تركنا كتاب الله وما ابْتعِث به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

***

فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان طائعاً لله متبعاً لما يوحى إليه من ربه ..

{ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

ولقد أُمِرنا نحن أن نطيع الله ونطيع نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم ..

﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾

وأمرنا أن نطيع أولى الأمر الذين يتولّوْنا فيما يأمروننا به من طاعة الله ورسوله

صلى الله عليه وسلم فإن عصواْ الله ورسوله فلا طاعة لمخلوقٍ فى معصية الخالق .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ }

******

واعلم أن كل من فسدت عقيدته يتوهم دائماً أنه على صواب وما سواه فهو مخطئ..

وأنه لن يتأتى أن يكون المرء مؤمناً بالله دون أن يجبه أو يطعه ..

ماذا بعد الحق إلا الضلال ..

إنه طريق واحد ليس فيه خيارات ماعداه وادٍ سحيق يودى بنا إلى جهنم وبئس المصير .

يقول الله عز وجل :

﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى

وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾


ويقول تبارك وتعالى :

﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ

وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً﴾


فمن صحت عقيدته صح عمله ومن فسدت عقيدته فسد عمله ..

وسيظل هناك : إيمان وكفر . وحق وباطل .وخير وشر . وطاعة ومعصية . وبر و فاجر .

ومحسنٌ و مسىءٌ . وصادقٌ وكاذب . ومخلصٌ وخائن . سيظل هناك من يخاف الله ومن يخاف

ممن سواه . من يسعى للدنيا و من يسعى للآخرة .. ولكنّ :

الظلمات ليست كالنور والظل ليس كالحرور والأعمى ليس كالبصير

ومن اجترح السيئات ليس كمن آمن وعمل الصالحات ..

يقول سبحانه وتعالى :

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ

أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾


صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم قد آمنوا بالله

وشهدوا بأن لاإله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله فحملوا الأمانة وقاموا بها

وتركوا راحتهم ومتاعهم واشترواْ دنياهم بآخرتهم ورصدوا أنفسهم للقيام

بتبليغ دين الله بالقرآن لمن قَبِل وبحكم الله ورسوله لمن أعرض ..

فكانوا أركاناً لشريعة الله حريصين على حفظ الدين ورد شبهات الزائغين

فأقيمت بِهم دعوة الحق وأُثبتت الملة حتى ارتدّت مناظم الكفر منكوسة

وانبسطت هيبة الإسلام على الأصقاع القصّية وأطلت على قمم الماردين رايته العلية ..

وجاء من بعدهم التابعون والأئمة الخيار وفقهاء الأمصار فاتبعوا سبيلهم

ونهجوا نهجهم ودونوا الأخبار والآثار

وضبطوا أصول العبادات والمعاملات وميزوا المحللات من المحرمات

وأحكموا شرع الله فى الخراج والديات حتى أناروا لنا الظلمات وأضاءوا لنا الطرقات .

فإن حِدنا عن فهمهم الذى وَعُوه ومِلنا عن نهجهم الذى نهجوه واتبعنا غير سبيلهم

فقد أبينا دخول الجنة .. يقول تبارك وتعالى :

{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُم ْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ

وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }


****************************** ********************

سعيد شويل