الحمدُ للهِ ربِ العالمين, خاطرةٌ مرت ببالي أحببت أن أعلق عليها وهي كم نغفل أو نتغافل عن أمر مهم وهو علاقتنا بمن أحسن الينا وعلمنا مما علمه اللهُ من شتى صنوف العلوم الدنيوية والدينية, فكثير منا ينسى أو يتناسى أنه ولد ولم يكن يعلم شيئا كما قال الله تعالى (واللهُ أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون), ثم من الله علينا فعلمنا وربانا وأحسن الينا, وممن كان سببا في هذا التعليم أناس كثيرون عشنا معهم والتقينا بهم, فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, وفي مدرسة الحياة هذه كثير من القَصص التي تبين هذه المعاني ونأخذ منها قصة قصيرة لن أطيل بها لأن الموضوع خاطرة, قصة موسى كليمُ اللهِ عليه السلام مع الخضر نبيُ اللهِ عليه السلام, قطع موسى عليه السلام المسافات للقاءه وهو يقول (لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا), ثم نرى شيئا عجبا, مع فضيلة موسى عليه السلام وتقدمه على الخضر فهو من أولي العزم كيف يتواضع مع معلمه فيقول (هل أتبعك على أن تعلمنِ مما علمت رشدا), أدبٌ رفيع عال من موسى عليه السلام مع معلمه الخضر عليه السلام, كم نحن بحاجة لأن نتواضع مع من علمنا ولا يخلوا أحد منا أن تعلم من أخ له أو أخت في هذا المجلس الموقر ومن غيره في هذه الحياة, نعم حقيق علينا أن لاننسى الفضل بيننا فالحقوق بين الناس اما حق واجب يقابله حق واجب أو فضل وإحسان وهو إعطاء ماليس بواجب والتسامح بالحقوق والغض مما في النفس, وأنا كوني كاتب الخاطرة أسأل الله أن يحسن لمن علمنا وأدبنا وإلى من قدم لنا من علم ولو كان يسيرا ولو أن يكون فك خط الآلة الكاتبة التي تعلمتها من أحد الاخوة الكرام بارك فيه وفي الأخوة, قال الله تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله كان بما تعملون بصيرا) والله أعلم.