هذه قصيدة بعد اندلاع انتفاضة الأقصى أي منذ سنوات عديدة..
ولعلها تحرك فينا العزائم..والخطاب في البيت الأول لجنس اليهود
----------------
فِلَسْطينَ لا تبْرحْ فموعدُنا غـدا إذا جنَّ ليلٌ خلفه الموتُ قد غـَدَا
و إيّاكَ شرقَ النهرِ ، فالموتُ ها هنا بجيشٍ هو الإيمانُ في صورة الرَّدى
وجـوهٌ تـراها يومئذْ مكـفَهرِّةٌ وأخرى جَنَتْ من ضوئِها الشمسُ موردا
فلا أسهمٌ تخطئُ الصَّوبَ يومَها ولا غابةُ الزيتونِ تخطئُ غرقَدا
َ لعمرُكَ ما في الأمسِ و اليومِ فرْحةٌ و لولا الغدُ المأمولُ متُّ مكمّدا
فقردٌ يعافُ الطهرَ في القدسِ راغِدٌ و ليثٌ تربى في العرينِ مقيّـدا
تعَدَّوا عليها وهي في الخدر مُحصَنٌ فهبَّت لعفتها "الضحايا" لتُنْجِدا!
بلادي فِلَسْطينٌ و إسمي مجاهـدٌ وعُمريِ تعدَّى القرْنَ و الرسمُ بُدَّدا
وفي الأرض آياتٌ من الطّهرِ فاحترس إذا جاء خنزيرٌ ليبكي مَعبَدا
تمرّسَ قتْلاً بَعْدَ أن غـلَّ أرضَنا و سَاقَ كنيساً بعدمَا هدَّ مسْجِدا
هجرْنَا دياراً لاحَ في الأفْقِ حُزْنُها و لاحَ غرابَ البينِ فيها مُعَربِـِدا
و في غابر الأزمانِ كنّا ترابَهَا فَسَلْ عنكَ حصْواتٍ سَكَنَّ عُطارِدا
و زوراً بـ(إسرائيلَ) سُمَّيت دولةً و زوراً تسمَّيك الشياطين" ديفِدا
تجرّعَ فيها الرجسَ كلُّ ترابِـِها و ذاق عذاباً كلُّ بيتٍ و شرَّدا
هَرِمنا و في أعماقِنا جذرُ نكبةٍ و ما نكبةُ الماضي من اليومِ أنكدا
فلسطينُ يا قدّيسة الأرض و السما كَحَلْتِ عيوناً عِنْدَ رؤيا لكِ إثِمدا
أأنسى كثيبَ التَّبْر و الموجُ خلفَه تغنّى و طيرٌ عانق الشمسَ غرّدا؟
سماؤكِ مرآةٌ و بحرك فضّةٌ و رملك أضحى فوق طُهركِ عسْجَدا
مقدَّسةٌ ، أنى اتجهتَ بأرضِها تَجِدْ جذرَ زيتونٍ تخضّبَ بالفِدى
تبارك فيها السهل و البحر و الربى و طوّفَ في أكنافها الرسْلُ بالهدى
تغنّت بإبراهيمَ مُذْ جاء داعياً و كانَ ختامُ المِسك فيها محمَّدا
فلا يسكننْ "إليا" يهودٌ و أهلُها عليهم أمان ، لا يمُسّ على المَدى
توطّنَ تاريخُ المآتمِ في دمي و سَطّرَ في وجهي كِتاباً مٌجعَّدا
إذا أََفْلتَ القرآن من قَلبِ أمّةٍ ترَقّبْ لها لَيْلاً من الذلِّ موصَدا
فإن نحن سَطّرنا عن الله دِينَه ترَهَّبَ مِنّا الكفرُ و الفِسْقُ و العَدَا
و قد يغفلُ القاسي فينسى بلادهُ و لكِنْ خِتَامُ القلْبِ أن يُغْفَلَ النِّدا
وهيهَاتَ يُرجَى بالسَّلام مَعادنا و هيهاتَ للمقلاع أن يتهَوَّدا
و أين صلاحُ الدينِ بل أين دينه؟ ليبرز جيلٌ كلُّه قد تمجَّدا
فعرَّج عليها كي تحلَ وثاقها و شمِّر لجنّاتِ النعِيم السواعِدا
بخ يا أميرَ الصبرِ في أهلنا بخٍ لغت الذُّرى و المجدُ سمَّاك أحمدا
قعيدٌ و لكن عند رجليكَ مُقعَدٌ كِيانٌ جَثَا قدَّامَهُ عالَمُ العِدى
ومن رام في الأقصى مع الكُفْرِ صفقةً تبوَّأ يوم الدَّين في النارِ مقعدا
و ما عادتِ الأوطانُ إن جزَّ بعضُها وإنْ جُزَّ بعض الصبحِ أصبَحَ أسْوَدا
بغزّةَ أقصانا تباهى ، و ضفةٍ فهنَّ كدرعٍ زيّنَ الصدرَ و افتدى
و من بئر سبعٍ للجليل نحيبُهُ تعالى مع التكبير صوتاً موَحدَّا
تمنّيه ِ بالوعد المحتّمِ مكّةٌ و في خدَّها دربٌ من الدمعِ خُدَّدا
و طيبةُ تهديهِ السلام تحيّةً مباركَةً و الحُزْن من فوقِها رِدا
و ما أشرفَ التكبير في ساحة البِلى لرامٍ إذا يرمي الحجارةَ أَرْعَدَا
أَجَلْ نرتجي عوداً حميداً بربنا بجلمودِ صخرٍ في يدِ الطفلِ أوقِدا
فلا تحسبنّ الله مخلفَ وعدِه و لو ماجَ رِجْسٌ في البلادِ و أزبدا
و جنته في الأرضِ شامٌ و قلبُها فلسطينُ يا من يسمعُ النبضَ مُجْهَدا
فإمّا سلامٌ يُرجِعُ الأرضَ كلَّها و إمَّا جهادٌ يجعل العِزَّ سَرْمَدا