منذ نكبة الحادي عشر من سبتمبر والتي طُعنت بها أمة الإسلام في خاصرتها، وبنو ليبرال يمارسون مهنة نشر الغسيل بكل اقتدار وجدارة، فلا يكاد يقع لدينا حدثا صغيرا كان أو كبيرا، إلا استغلوه بكل خسة ودناءة وجبن، كي يحرجوا الدولة وأجهزتها، ويحرضوا الدول الديكتاتورية
ضد بلادهم، لتفرض عليها مزيدا من الوصاية، متدثرين بعباءة الإصلاح الفضفاضة،
فيقوموا ومن خلال مواقعهم على الشبكة العنكبوتية، ومقالاتهم الصحفية واتصالاتهم بوكالات الأنباء الأجنبية بنشر الأخبار، وتهويل الأحداث، وتضخيم الوقائع، حتى يَخال لمن هو خارج هذه البلاد أننا نعيش تحت قهر الحديد والنار!!
فمن أم القضايا لديهم "المرأة"، إلى عداء الهيئة التي أُصبغت قلوبهم المريضة به ، ثم سجين نجران الإسماعيلي المتطاول على رسول الله بالسب والشتم، ناهيك عن الإفتاء وهيئته الموقرة –حفظهم الله- والقضاء والقضاة!
فكان آخر ما شنعوا به وأذاعوه في أصقاع الأرض قضية فتاة القطيف ومحاميها اللاحم، حتى بلغوا بها أطناب الدنيا، فلا يكاد منتدى لهم يخلو من عدة مواضيع كلها دموع وتباكي على القطيفية؛ والفارس الهمام عبد الرحمن اللاحم!!
هولوا الحدث كعادتهم، حتى يُظن بقضاتنا أنهم ظلمة معتدون منحازون، بعيدون كل البعد عن العدالة والرحمة!!
فقد رأينا أدعياء الوطنية وهم يتباشرون بتداول الإعلام الخارجي للقضية، بل منهم من أخذ يحث أبناء هذا البلد الطيب على الدخول لمواقع أجنبية كي يصوتوا ضد القضاء! فإصلاحهم ووطنيتهم المزعومة تحتم عليهم أن يركبوا صعب كل خيانة وغدر، وذلولها!
ولكن أي إصلاح يريدن وهم يحثون الخطى في سبيل تنحية الدين وعلماءه، وأي فلاح يرومون وهم من يطعن الأمة في ثوابتها واصولها، فهذه منتدياتهم النتنة قد امتلأت كفرا وإلحادا تحت سمع وبصر رموز الليبرالية من كتاب ومثقفين، والعجيب الغريب أن منهم من كان يوما من أرباب التفجير والتكفير، فمن غلو إلى غلو!!
وهم في نشر اذاعة الأخبار ليسوا بدعا بل قد أخبرنا الله تعالى عن أجدادهم المنافقين في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عز من قائل حكيم :
(وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ)
قال الطبري: وإذا جاء هذه الطائفة المبيتة غير الذي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمر من الأمن أو الخوف، بثوه وافشوه وشنعوا به.