الموضوع: هل يعقل هذعن عمربن عبدالعزيز؟

عندماقالت فاطمة مااغتسل عمر من جنابة ولااحتلام منذولي حتى توفي؟
هل يعقل هذعن عمربن عبدالعزيز؟

قال ابن عبدالبر في التمهيد :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ اللَّخْمِيِّ ، قَالَ : بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي سَلامٍ فَحُمِلَ عَلَى الْبَرِيدِ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ ، قَالَ أَبُو سَلامٍ : لَقَدْ شَقَّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَرِيدُ ، وَلَقَدْ أَشْفَقْتُ عَلَى رَحْلِي ، قَالَ : مَا أَرَدْنَا الْمَشَقَّةَ عَلَيْكَ يَا أَبَا سَلامٍ ، وَلَكِنْ بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثُ ثَوْبَانَ ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَوْضِ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَكَ بِهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ ثَوْبَانَ ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ حَوْضِي مَا بَيْنَ عَدَنٍ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، وَأَكَاوِيبُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا ، أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ : فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هُمُ الشُّعْثُ رُءُوسًا الدُّنْسُ ثِيَابًا الَّذِينَ لا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَا تِ وَلا يُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السُّدَدِ " ،
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : وَاللَّهِ لَقَدْ نَكَحْتُ الْمُتَنَعِّمَا تِ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَفُتِحَتْ لِي أَبْوَابُ السُّدَدِ ، إِلا أَنْ يَرْحَمَنِي اللَّهُ لا جَرَمَ لا أَدْهُنُ رَأْسِيَ حَتَّى تَشْعَثَ ، وَلا أَغْسِلُ ثَوْبِي الَّذِي يَلِي جِلْدِي حَتَّى يَتَّسِخَ .

عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قال عنه الذهبي المحدث الثقة، العالم الزاهد، أبو القاسم القرطبي، الملقب بالحبيب
.وقال عن قاسم بن اصبغ
الامام الحافظ العلامة محدث الاندلس أبو محمد القرطبي، مولى بني أمية.
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍقال عنه جعفر بن محمد بن شاكر * الامام، المحدث، شيخ الاسلام
وبقية الرجال هل صح سندهم لم يسعفني الوقت لابحث؟

أما من ناحية العقل فلا يوجد ما يمنع ، فإنما كانت خلافته سنتان ونصف تقريبًا ، ومع كثرة مشاغله وصيامه وقيامه وانهماكه في أمر آخرته وانصرافه عن أمر دنياه ، لا يكون ذلك ممتنعًا في العقل ، والمعول في هذا على صحة القصة ، وقد رواها الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/584 - تحقيق أكرم العمري) ، قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ الْقُرَشِيِّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الملك وقال لَهَا: أَلَا تُخْبِرِينِي عَنْ عُمَرَ؟ فَقَالَتْ: مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ وَلَا مِنَ احتلام منذ استخلفه الله حتى قبضه.
ابن عثمان ، هو : عبد الله، وشيخه : عبد الله بن المبارك ، وإبراهيم بن نشيط ثقة
وأما سليم بن حميد المزني فلم أقف على ترجمته فيحتاج إلى من يبحث عن حاله .
فالقصة تحتاج إلى تخريجها والحكم عليها بما يليق بحالها.

وأيضًا ليكن في الاعتبار أن هذا ما علمته فاطمة - على فرض صحة الرواية - فإنها قد تعلم عن أمر الجنابة بالجماع ، لكن ربما خفي عليها أمر الاحتلام ، خصوصًا وأنه قد نقل عنه أنه كان يخدم نفسه بنفسه بعد تولي الخلافة ، ولقائل أن يقول: لا يكون الاحتلام إلا مع الرغبة والتفكير ولو وجد هذا من نفسه لأتى زوجته ، فكأنها حكمت بما تعرف وتعاين من حاله . والله أعلم