بسم الله ... الحمد لله ... أما بعد ،




فكان ولا بد لنا ألا ننسى تونس التي أشعلت شموع الموت للأنظمة .. تونس التي صاغت بتضحياتها مقدمة كتاب الثورات العربية ... تونس القطرة الأولى التي انهدر من بعدها السيل العارم ... نعم ، إنها تونس ,,,,





لنبدأ بجولتنا التحليلية في تونس لعلنا نفهم بعضا مما جهل علينا ,,,






... بغض النظر عن تسارع الاحداث في تونس ووصولها كما يقول البعض إلى المحطة الأخيرة من رحلة قطار التغيير فيها .. علينا إعادة النظر في بعض ما جرى من أحداث خلال ايام الثورة الأولى ... لأن الفطن هو من يراجع ....






.. نبدأ من تصريحات الكثير ممن لهم وزن في الساحة الشرعية .. تصف المشهد التونسي الثوري في بدايته بأنه بداية عهد جديد من الإحتلال الأجنبي للدول العربية .. وأنه وكل من يقف خلف أحداث تونس هم فقط عملاء للغرب !!!!





.. يستدل أحدهم و يحتج شامتا بالسيد بو عزيزي الذي أحرق نفسه في مشهد اقشعرت له أبدان كل المراقبين ... ويصف هذا الفعل بالغبي الساذج ويقذفه في نار جهنم مسلطا الضوء بل كل الاضواء على هذا الحدث ... غاضا طرفه عن جرائم بن علي ضد الإسلام ومحاربته العلنية للمسجد والحجاب ....






.. يصف آخرون هذه التحركات في تونس في بدايتها أنها هي أمل الشعوب المقهورة الذي انتظرته من زمن بعيد وأنه بداية التحرر من الظلم و الطغيان .. مستبشرين بمستقبل الوحدة للشعوب القريب .. على حد تعبيرهم ....








.. ينتقل بنا المشهد سريعا جدا ومفاجئا .. إلى هرب بن علي و احتضان "جزيرة العرب" له بعد أن لفظه وتفله حلفاؤه من الغرب والذي كان كالخادم المطيع لهم ... فيتعجب كثير من المراقبين حينها من تصرف السعودية الذي رفضته الشعوب العربية !!!





.. ثم إذ بنا نقف أمام صناديق الإقتراع "الديمقراطية" التي أنشأتها وجذرتها الإنتدابات الصليبية على بلاد الإسلام .. كما يصفها البعض !!!





.. نتغلغل سريعا في داخل الساحة التونسية الحالية وفوز حزب النهضة بأغلبية المقاعد في ما يسمى بالمجلس التأسيسي المكون من 217 عضو منتخب من قبل الشعب مهمتهم صياغة دستور للبلاد !!!





.. بعيدا عن الجدل الواسع في جواز الدخول بمثل هذه المجالس التي تطرح فيها أحكام الله على الطاولة لتُناقش .. نأتي لنسلط الضوء على أهم مكونات الساحة السياسية في تونس .. ثمة تجمعات ديمقراطية وعلمانية واضحة المسار تنادي بإبعاد الإسلام وأحكامه عن الحياة العامة ووصفهم له بأنه سيشكل عائقا أمام تطلعات الوحدة التونسية و السير إلى منعطف الحرية والكرامة ,, على حد تعبيرهم !!!





.. يصرخ بعضهم مطمئنا المتعطشين للحكم بالشريعة .. بإلقائهم آمال الأمة الإسلامية في تحكيم الشريعة على حزب النهضة "الإسلامي" .. مكبرا ومهللا بانتصارهم في إنتخابات المجلس التأسيسي ...




.. ينتقد أحدهم حزب النهضة قائلا بلسان حاله : " أنهكتمونا بتصريحاتكم المعبرة عن طمأنة الغرب والشرق في أنكم ستطبقون الديمقراطية بحذافيرها وستتشاركون و العلمانيين في حكم البلاد جنبا إلى جنب بعيد عن الإستقلالية الأيديولوجية كما يحلوا للبعض تسميتها "







تابع بإذن الله .....