بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ..
الحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصَّالحات، ولإعلاءِ كلمته تجاهدُ الأبدانُ وتُقدَّم النَّفسُ والدَّمُ قربات، الحمدُ لله الذِي تَذِلُّ لِعِزَّته رؤوس الخلائقِ وجَبابِرُ الطُّغاة، ويتلألأ أنوار مَلَكُوته بآياته العِظام البَازِغات، أحمدُه سُبحانه القويّ القاهر، الحافظ لعبادة الصَّالحين والنَّاصر، وأصلِّي وأسلِّم على النَّبي الطَّاهر، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم تُبلي القلوب والسّرائر، وبعدُ :
فإنَّ أفئدةَ المُسلمين عامّة واللِّيبيين خاصَّة اليومَ عانقها الفرحُ حتَّى اختلطَ بثناياها والوشائج، ولهجتْ الألسنةُ بحمدِ مالك المُلك، الأحد الصَّمد، يُؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممّن يشاء، وكيف لا تبلغُ في الفرحِ ذروتها؟، وفي الآفاقِ بهجتها وفرحتها، وقد أعزَّ الله جنده، ونصر حزبه، وأخزى الطَّغاة وحده، وأذلَّ ونزعَ عباءة جبروت طاغيةٍ مِنْ طغاةِ الأرض، ومُستبيحي حُرماتِ المسلمين والعِرض ..
.. (قُتل معمر القذافي!) ..
تنطق الألسنة بهذي الجُملة، ولا يكادُ الفِكر يُصدِّق الحَدَث!، لولا إيمانٌ صادقٌ، وعقيدةٌ جازمةٌ، ويقينٌ قاطعٌ، بظلمٍ استفحش لا بُدَّ مِنْ سقوطه، وجبابرة عتوا سنينَ لا ريب في زوالهم ودنوِّ أجلهم، أذلّةً خاسئين في الأرض بعد عِزّة، ناكسي الرؤوس والأنف بعد رفعة؛ فسبحانَ مَن بيده الملك والملكوت!، وله العزة جميعًا والجبروت!، وأيِّ نهايةٍ كانتْ لجبّار وأيِّ خاتمة ..!
يُساق ويُقاد، وقد كان (القائد)! .. ويفنى ويبيد، وقد كان (العقيد)! ..
جُرّد ـ لعمر الله ـ من الكرامة، وأُلبس خلِق الإهانة والمهانة، (ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه) ..
سبحانك ربِّ ما أعدلك وألطفك وأحلمك وأبرّك وأجودك !..
لقد كانت في النَّفس ذكرى تراجع أيامًا خلتْ وغبرتْ نطقُ اسم هذا الطَّاغية في زواياها كفيلٌ ببثِّ الرُّعب في قلب مَن أمامك، ويصيح مُحدِّثك : صه!
لكأنَّه يرانا هو وزبانيته مِنْ حيثُ لا نراهم!..
الله أكبر، ولله الحمد، حرَّروا آخر معقلٍ اليوم .. دخلوها فاتحين، مُهللين مُكبِّرين، رافعي لواء النَّصر والظَّفر، يلهجون بالحمد والشُّكر..
فيا مَن لازال بالكرسي المهترئ مُتشبّتًا، ألا تأخذنَّ مِنْ خِلّك في الطُّغيان العبرة؟!، فإن أبيتَ فما نراها إلا ساعتك قد حانت، ويوم سقوط عرشك قد أزف ..
مُباركٌ علينـا وعليكم يا مسلمون، مباركٌ لأهالينا، مباركٌ لجرحانا وشهدائنا، بل وحتى مباركٌ لبيوتنا وطرقاتنا!، لقد انزوى عنها الرّجس، وبدّدتْ من على جدرانا طبقات ظلمٍ جاثمٍ حالكة السواد..!
أُخيَّ الباسل أيُّها المُجاهد لإعلاء كلمة الله في أرضه، من جميع ربوع ليبيا وترابها، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، كلماتي تُهنّئك قبل غيرك، وتشدَّ على يديك قبل إخوانك، أما وقد ولَّتْ ـ بقتل الطَّاغوت ـ ساعاتُ الجهاد البدنية؛ فإنَّ جهاد القلم والكلم اليوم قد حان، والميدان المدنيُّ يريدك لتصدحَ بصوتك لأجلِ ذلك الغد المُراد ..
غدٌ فيه دينُ الله قد علا وسما، بموعود الصَّادق الذي لا ينطق عن الهوى ..
واللهَ أسألُ أن يجعل العاقبة والنَّصر والتَّمكين لدينه وحزبه، والعلى لكلمته في ليبيا خاصّة، وسائر بلاد المسلمين عامّة ..
والحمد لله ربِّ العالمين ..
أختكم/ ربوع الإسلام ..
الخميس ..
20- 10- 2011
11:30 pm