تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الشيخ الدكتور إبراهيم سلقيني رحمه الله

  1. #1

    افتراضي الشيخ الدكتور إبراهيم سلقيني رحمه الله

    (الشيخ الدكتور إبراهيم سلقيني_رحمه الله_ فقيد العلم)
    فُجعتْ حلب بوفاة العلَّامة الفقيه الأصولي إبراهيم محمد سلقيني، مفتي الديار الحلبية، وعالمها الجليل، وسليل الأسرة العلمية المعروفة، وقد آتاه الله _عز وجل_علماً، وتواضعاً، وحسن خلق، ويعتبر الشيخ _تغمده الله برحمته_ مِنْ صُدُورِ عُلَمَاءِ حلب وَأَعْيَانِهمْ، يُرْجَعُ إِلَيْهِ فِي المُشْكِلاتِ، وَيُسْتَصْبَحُ بِمِشْكَاتِهِ فِي المُعْضِلاتِ، تَضَلَّعَ مِنْ العِلْمِ، وَتَبَحَّرَ فِيهِ على يدي والده وجده وسواهما.
    إلى الله أشكو أن كل قبيلةٍ ... من الناس قد أفنى الحِمَام خيارها
    ***
    فما للمنايا أغْفَلَتْ كُلَّ نَاقِصٍ. . . وَنقّبْنَ في الآفاق عن كل فاضل
    وكان_برَّد الله مضجعه_ مع مكانته العلمية السامقة يتحلى بتواضع جَمٍّ، طُبع عليه طبعاً دون تصنعٍ أو تكلف، والتواضع هو سُلَّم الشرف، ورأس الخير، ومورث محبة الخلق
    دنوتَ تواضعاً وعلوتَ مجداً ............. فشأناكَ انحدارٌ وارتفاعُ
    كذاك الشمسُ يبعدُ أن تُسَامَى ... ويَدْنُو الضوءُ منها والشّعاعُ

    وكان للشيخ الفقيد _أسعده الله بجواره_ مواقف لا تُنْسى في نصرة الحق، ولجم الباطل، انْفَرَدَ فيها عَنْ مَوَاقِف الأَشْبَاه، فهو الذي تصدّى في السبعينيات _عندما كان نائباً_ لمحاولات تغيير مدونة الأسرة المستمدة من الشريعة الإسلامية، وكان لسعيه الحثيث الدور الأكبر في إنشاء كلية الشريعة بجامعة حلب، وكل الذين عرفوه عن كثب يشهدون له بِنُبْلِ النَّفْسِ، وحُرّ الْخِلال، ومَحْمُود الشَّمَائِل، وأَرْيَحِيّة الطِّبَاع، وكَرمِ الْمَخْبَر، وجَزْل المُرُوءة، وشَرفِ الْمَسَاعِي، فكان بحق بَقِيَّة الْكِرَامِ، وَتَلِيَّة الأَحْرَار.
    ومع تسلمه _رحمه الله_ مناصب قيادية علمية رفيعة كعمادة كلية الشريعة بجامعة دمشق، وعمادة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، ودائرة الإفتاء بحلب، وهذه الأعمال تحتاج أحياناً إلى شيء من الحزم، لكنه كان يَأْخُذ الأُمُورَ بِالْمُلايَنَةِ ، وَالْمُيَاسَرَة ِ، وَالْمُسَامَحَة ِ، دون تهاون أو تفريط، ويقوم على خدمة الطلبة بنفسه، فكم شوهد وهو يحمل أوراق بعض الطلبة لإنجاز معاملاتهم المتعسرة في دوائر الجامعة، وكان يقف في الانتظار بزيِّهِ المعهود، ويأبى أن يتقدم على أحد، وإن سمح له الناس، وفي بيته يقوم بخدمة ضيوفه بيديه، وإن كانوا من صغار طلبته، أو من عامة الناس.
    مُتَبَذِّلٌ في القوم وهو مبجلٌ . . . مُتَوَاضِعٌ في الحي وهو مُعَظّمُ
    ولا أزال أذكر كلماته يوم وفاة والده الشيخ محمد سلقيني _رحمهما الله_، حينها تحدث فبكى وأبكى، وقال: كنت أستفيد في مجلس والدي من الفوائد ما لا أحصله من قراءة مئة كتاب، وكنت أسمع منه أشياء لا أجدها في الكتب.
    حقاً إن خسارة الأمة بفقد العلماء لا تعوض، وصدق من قال:
    لا أعُدّ الإقتار عُدْماً ولكن ... فَقْدُ مَنْ قد رُزئْتُه الإعدام
    فرحم الله فقيدنا رحمته للأبرار، وَأَكْرَم مَثْوَاهُ، وَأَمْطَرَ عَلَيه سَحَائِب الرِّضْوَان، وَكَتَبَه مِنْ أَهْلِ السَّعَادَة، وبوأه أعلى المنازل التي يرفع إليها عباده المخلصين


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,377

    افتراضي رد: الشيخ الدكتور إبراهيم سلقيني رحمه الله

    إنا لله وإنا إليه راجعون
    رحمه الله رحمة واسعة وعفا عنه وبوّأه الفردوس الأعلى مع النبيئين والشهداء والصالحين.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •