قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان):
68
(والذين لايدعون مع الله ألها آخر).
بل يعبدونه وحده, مخلصين له الدين, حنفاء مقبلين عليه معرضين عما سواه.
(ولايقتلون النفس التي حرم الله) وهو نفس المسلم والكافر المعاهد, (الا بالحق) كقتل النفس بالنفس وقتل الزاني المحصن والكافر الذي يحل قتله. (ولايزنون) بل يحفظون فروجهم (الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم).
(ومن يفعل ذلك) أي من الشرك بالله أو قتل النفس التي حرم الله بغير الحق,أو الزنا فسوف (يلق أثاما).
69
ثم فسر بقوله: (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه) أي: في العذاب (مهانا).
فالوعيد بالخلود لمن فعلها كلها ثابت لا شك فيه, وكذا لمن أشرك بالله. وكذلك الوعيد بالعذاب الشديد على كل واحد من هذه الثلاثة لكونها أما شرك وأما كبيرة من أكبر الكبائر.
وأما خلود القاتل والزاني في العذاب فأنه لايتناوله الخلود, لأنه قد دلت النصوص القرآنية والسنة النبوية أن جميع المؤمنين سيخرجون من النار ولايخلد فيها مؤمن ولو فعل من المعاصي ما فعل. ونص تعالى على الثلاثة لأنها أكبر الكبائر: فالشرك فيه فساد الأديان, والقتل فيه فساد الأبدان, والزنا فيه فساد الأعراض. اه