( حمل الكلام على ما فيه فائدة أشبه بالحكمة من حمله على ما ليس فيه فائدة)
هذه القاعدة ذكرها الدكتور تمام حسان في كتابه الأصول لكنه لم يذكر من أين جاء بها، فأين أجدها من مصادر العربية القديمة؟
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
( حمل الكلام على ما فيه فائدة أشبه بالحكمة من حمله على ما ليس فيه فائدة)
هذه القاعدة ذكرها الدكتور تمام حسان في كتابه الأصول لكنه لم يذكر من أين جاء بها، فأين أجدها من مصادر العربية القديمة؟
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
هذه قاعدة لغوية وشرعية معروفة، يعبر عنها العلماء بقولهم: (إعمال الكلام أولى من إهماله)، وهي القاعدة العاشرة من القواعد الأربعين التي ذكرها السيوطي في الأشباه والنظائر، ونظمها عثمان بن سند في قوله:
وعامل الكلام بالإعمال ......... فإنه أولى من الإهمال
وقد أفردها بالتصنيف الشيخ مصطفى هرموش في رسالته للماجستير ويمكن تحميلها من هنا:
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=002718.pdf
وهذه القاعدة مبنية على أمر عقلي فطري؛ وذلك أن العاقل إذا تكلم بكلام فالأصل أن يكون لكلامه هذا فائدة، وإلا كان هذا نقصا في عقله، وقد فرضناه عاقلا.
ولهذه القاعدة فروع ومسائل تندرج تحتها:
- منها أن الأصل في الكلام التأسيس لا التوكيد.
- ومنها أن الأصل في القيد الاحتراز لا التعليل، كما قال ابن عثيمين في منظومة القواعد:
والأصل في القيد احتراز ويقل ............ لغيره ككشف تعليل جهل
وهنا مسألة مهمة يغفل عنها كثير من طلبة العلم عند تطبيق هذه القاعدة:
فإنه يأتي مثلا إلى نص يحتمل معنيين أحدهما واضح لائح، والآخر خفي، فيحمل الكلام على المعنى الخفي اعتمادا على أن المعنى الواضح معروف من نصوص أخرى، أو يصير الكلام به لمجرد التوكيد.
وهذا وإن كان ممكنا إلا أنه ليس لازما؛ فإن كان مختلفا فيه لم يصح حمل الكلام عليه بمجرد هذه القاعدة مع كونه معنى خفيا؛ لأن الأصل حمل الكلام على أوضح محتملاته وأقربها، ولا يحمل على غيره إلا بدليل أقوى من ذلك.
لعمري لقد وفيت وكفيت
فبارك الله فيك وجزاك خيرا وغفر لك ولوالديك إنه سميع مجيب