تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: خاطرة:الشبه بين علم المقاصد وعلم العلل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي خاطرة:الشبه بين علم المقاصد وعلم العلل

    كل منهما غاية عظيمة ومرتبة منشودة وما عداهما وسيلة إليهما

    فالفقيه يدرس:
    علم اللغة
    وعلم الفقه
    وعلم أصول الفقه

    لكي يصل إلى فهم مقاصد الشارع من وضع الشريعة
    فإذا وصل إلى هذه المرتبة من العلم جاز له الفتوى في النوازل وما دونها

    فلو قال قائل : علم الفقه بالنسبة إلى علوم الآلة المعروفة من لغة وأصول فقه
    هو غاية مطلوب لذاته
    أما بالنسبة لعلم مقاصد الشريعة فهو وسيلة إليه ليس مطلوبا لذاته لما أبعد

    والمقصود:
    التنويه على قدر علم المقاصد وأن المطلوب من الفقيه الاجتهاد في الاطلاع على جزئيات الشريعة غاية جهده ليصل إلى مرتبة الفاهمين لمقاصد الشارع من إنزال الشريعة وتحكيمها على العباد

    وأما ما دون هذه المرتبة _وهي رتبة الفقيه العادي_ فإنها مسعفة في بعض المواطن إلا أن فقيها قليل الحظ والنصيب من فهم مقاصد الشارع نفعه قليل وخطؤه كثير وإن كان له فيه أجر واحد ولا يصلح للفتوى في النوازل
    وعصرنا عصر النوازل كما لا يخالف في ذلك أهل الفقه والفتوى


    ويشبه علم المقاصد من هذه الجهة علم العلل
    فالمحدث يدرس:
    علم المصطلح
    علم الأسانيد
    علم الجرح والتعديل
    علم التخريج

    يدرس كل هذا ليصل إلى مرتبة العالم بعلل الأحاديث ليحفظ سنة نبيه من أن يدخل فيها ما ليس منها أو أن يخرج منها ما هو منها

    فكل علوم الحديث إنما هي وسيلة للوصول إلى علم العلل كما أوضحت ذلك في موضوع لي سابق على منتدى الدراسات الحديثية في هذا الملتقى المبارك

    فإذا وصل المحدث الحافظ إلى فهم علل الأحاديث والأسانيد كفهم علماء العلل من أمثال شعبة والقطان وابن مهدي وابن نمير وأحمد ويحيى و علي وإسحاق والرازيين والذهلي والبخاري ومسلم والنسائي وابن عدي والدارقطني = فهو الغاية التي ما بعدها غاية

    كالفقيه الذي وصل إلى فهم مقاصد الشريعة كفهم أئمة المقاصد من أمثال عمر وابن عباس وعلي وغيرهم من الصحابة وابن المسيب وعطاء والنخعي وغيرهم التابعين وكالأئمة الأربعة وغيرهم من أتباعهم وكالجويني والغزالي والسرخسي والعز ابن عبد السلام والقرافي وابن دقيق العيد وابن تيمية وابن القيم والشاطبي

    فهذه غاية الفقيه التي ما بعدها غاية


    فإذا وصل الفقيه إلى تلك الغاية المنشودة جاز له أن يفتي بالحق في بعض المواطن من غير قدرة على إبراز الدليل القاطع الذي يشعر به في صدره الذي حوى هذا العلم
    ويجب التسليم له عندئذ

    كالمحدث الذي وصل إلى تلك الغاية المنشودة فكان تعليله للحديث كالكهانة يعرف حال الحديث صحة ونكارة ووهما من أول شمة وأول سماع

    ولذلك لم يتكلم في هذين العلمين الجليلين إلا قلة من أهل وقد سمينا أغلبهم آنفا وما ذاك إلا لمعرفة أهل العلم قبلنا قدر أنفسهم بخلاف حال أكثر أهل زماننا ولجلالة هذين العلمين ووعورة الطريق الموصلة إليهما
    فطريق علم المقاصد : استقراء جزئيات الشريعة من أحكام
    وطريق علم العلل: استقراء المرويات
    وكلا الطريقين وعرة صعبة وشاقة وطويلة

    أسأل الله الكريم أن يتفضل علينا ويكرمنا جميعا
    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  2. #2

    افتراضي رد: خاطرة:الشبه بين علم المقاصد وعلم العلل

    بارك الله فيك ونفع بك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    217

    افتراضي رد: خاطرة:الشبه بين علم المقاصد وعلم العلل

    بارك الله فيك مشرفنا الكريم, وأرجو ان أجد عندكم إجابة لأسئلة كانت تدور في ذهني من أيام بسبب بحث كنت أفكر فيه
    هل المقاصد هي المصلحة الشرعية المنصوص عليها في كتب أصول الفقه؟؟
    وهل المصلحة تسبق العلة أم العكس؟؟
    فمثلا لو أردت النظر في عمل مثل جمع القراءات القرآنية وتصنيفها إلى متواترة وغير متواترة , هذا العمل الدافع له مصلحة كذا وكذا درءا لمفسدة كذا وكذا, فأين مكان العلة هنا؟؟ قبل العمل فتكون مرادفة للمصلحة, أم بعد العمل فتكون علة لوجوده؟؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •