السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
حياكم الله جميعاً...بمناسبة نتيجة الثانوية العامة مبارك لكل الناجحين ...ولي كلمة أوجهها لكل من لم يرضَ بمجموعه...بمناسب إن رجلا أحسبه على خير لما عرف نتيجة ابنته الليلة وعلم أنها حصلت على 82% مات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!


المهم.....

أحكيلكم قصة أخت أعرفها جيداً....سترون فيها العجب العجاب....


والله إني لأعلم أختاً كانت مشهود لها بالتفوق وكان أملها طب أو صيدلة والكل كان متوقع لها ذلك...ولما لم يقدر الله لها المجموع المؤهل للطب أو الصيدلة، كانت تبكي طبعا بشدة وحرقة ولكنها كانت في غاية الرضا...كانت تقول : اللهم إني أشهدك أني راضية عنك كل الرضا...وسبحان ربي ابتليت بعدها بابتلاء آخر بعد التنسيق ودخلت كلية علوم وكانت أبغض الكليات على ظهر الأرض إلى قلبها ...فصبرت واحتسبت...ثم لما دخلتها ابتليت بابتلاء آخر...التشعيب داخل الكلية كان وفقا للمجموع أيضا فلم تتمكن من دخول قسم بيولوجي أو كيمياء...واضطرت لدخول طبيعة ورياضة ..وكان أيضا أبغض الأقسام إلى قلبها ...لكنها رضيت بقضاء الله وصبرت واحتسبت...

ثم إذ بها تُفاجأ بعد مرور ما يقرب من شهر ونصف من الدراسة...تفاجأ عن افتتاح فرع جديد لإحدى الكليات التي كانت تحلم بها أيضا (غير الطب والصيدلة) ولم يكن مجموعها يبلغ هذه الكلية أيام التنسيق

فجرت وراء الخبر لتقدم أوراقها ولكن الفرع الجديد كان في الصعيد وقالوا لها لا نقبل إلا محافظات الصعيد فقط ولا نقبل محافظتك ولا حتى انتساب !!

فصبرت ثم بعد فترة تفجأ بصديقة لها تخبرها عن افتتاح فرع لنفس هذه الكلية قريب منها، فجرت تبحث عن الخبر...فوجدته آخر يوم للتقديم وهي لم تكن تعلم من قبل...فلحقت التقديم على آخر لحظة بفضل الله...
(وكان الفرع الجديد الذي تم افتتاحه يقبل بمجموع أقل بحوالي 25% عن مجموعها !!!!!!!!!) فكانت تدعو ليل نهار أن يتم قبولها نظرا لكثرة عدد المتقدمين...وظلت في كلية العلوم تدرس إلى أن تتيقن من قبولها بالكلية الأخرى من عدمه...وكانت فترة من أصعب فترات حياتها ...شتات رهيب بين كابوس الواقع في كلية العلوم قسم طبيعة ورياضة (محاضرات وسكاشن تحضرها ولا ترغب فيها ولا تفهم منها شيئا ولا تجد أي رغبة في المذاكرة وترم أوشك على الانتهاء !! ) وبين حلم القبول في الكلية الأخرى الذي تنتظره ليل نهار....

وذات مرة وهي في المعمل داخل كلية العلوم ...كانت قد أنهت التجربة مع الجروب التابعة له وجلست تنتظر موعد الخروج من المعمل...فحدث موقف بينها وبين أمينة المعمل والمعيدة وانتهى بمشادات أدت إلى إلغاء درجة التجربة كاملة واستبدالها بـ (صفـــــــر) وإلغاء حضورها هذه المرة واحتسابها غياب عقابا لها !!!!!!

فخرجت من الكلية وهي في حالة لا يعلمها إلا الله وكانت تبكي بكاء شديداااا...وتردد دعاء: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس....

ثم اتجهت إلى شئون الطالبات بالكلية الأخرى التي قدمت فيها أوراقها (وكانت اعتادت أن تذهب كل يوم لتسأل عن نتيجة القبول فيقولون لها ليس بعد) ... وإذا بها تجد أن النتيجة قد ظهرت وأنه قد تم قبولــــــهــــ ــــــا !!!!!!!!!!

كانت أول مرة في حياتها تبكي من الفرحة .....

فمنَّ الله عليها بهذه الكلية والتحقت بها وكانت من أعظم نعم الله عليها ..نفعتها أشد النفع في دنياها وأخراها...وصارت من أوائل الدفعة كل عام حتى أصبحت معيدة بالجامعة ما شاء الله اللهم بارك..حتى صارت تقول : والله لو عاد بي الزمان وعُرض عليّ طب أو صيدلة أو أي كلية على ظهر الأرض لا أرضى بغير هذه الكلية التي أنا فيها (من شدة حبها للمجال) ...فسبحان ربي ...سبحان من يجازي على الرضا ... وسبحان الحكيم اللطيـــــــــف الذي لا يقدّر لعباده إلا خيراً.....

آآآآآآآآه لو رضينا ....