تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    124

    افتراضي هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟

    الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .


    حينما قرأتُ السؤال ، تبادرت إلى ذهني بعض الإجابات ، حتى كان الفيصل قول الله سبحانه و تعالى عن حال النبي يعقوب عليه السلام : "وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ " .

    و شتان بين حزن الكبار : " إنّما أشكو بثي و حزني إلى الله " ، و حزن الناس في زماننا _ " و ما أُبرئ نفسي " _ إلا من رحم ربي ..!


    سُئل فضيلة الشيخ : ابن عثيمين _ رحمه الله رحمة واسعة _ السؤال التالي :

    * هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟ وما هو علاجه في الشرع ؟ علماً بأن الطب الحديث يعالج هذه الأمراض بالأدوية العصرية فقط .


    فأجاب فضيلته :

    لا شك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية : بالهم للمستقبل والحزن على الماضي ، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الحسية البدنية ، ودواء هذه الأمراض بالأمور الشرعية - أي : الرقية – أنجح من علاجها بالأدوية الحسية كما هو معروف .

    ومن أدويتها : الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه : " أنه ما من مؤمن يصيبه همٌّ أو غمٌّ أو حزن فيقول : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمي : إلا فرَّج الله عنه " ، فهذا من الأدوية الشرعية .

    وكذلك أيضاً أن يقول الإنسان " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .

    ومن أراد مزيداً من ذلك : فليرجع إلى ما كتبه العلماء في باب الأذكار كـ " الوابل الصيِّب " لابن القيم ، و " الكلِم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و " الأذكار " للنووي ، و " زاد المعاد " لابن القيم .

    لكن لمَّا ضعف الإيمان : ضعف قبول النفس للأدوية الشرعية ، وصار الناس الآن يعتمدون على الأدوية الحسية أكثر من اعتمادهم على الأدوية الشرعية ، أو لما كان الإيمان قويّاً : كانت الأدوية الشرعية مؤثرة تماماً ، بل إن تأثيرها أسرع من الأدوية الحسية ، ولا تخفى علينا جميعاً قصة الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سريَّة فنـزل على قوم من العرب ، ولكن هؤلاء القوم الذين نزلوا بهم لم يضيفوهم ، فشاء الله – عز وجل – أن لُدغ سيدهم لدغة حية ، فقال بعضهم لبعض : اذهبوا إلى هؤلاء القوم الذين نزلوا لعلكم تجدون عندهم راقياً ، فقال الصحابة لهم : لا نرقي على سيدكم إلا إذا أعطيتمونا كذا وكذا من الغنم ، فقالوا : لا بأس ، فذهب أحد الصحابة يقرأ على هذا الذي لُدغ ، فقرأ سورة الفاتحة فقط ، فقام هذا اللديغ كأنما نشط عن عقال .

    وهكذا أثَّرت قراءة الفاتحة على هذا الرجل لأنها صدرت من قلب امتلأ إيماناً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رجعوا إليه : " وما يدريك أنها رقية ؟ " .

    لكن في زماننا هذا ضعف الدين والإيمان ، وصار الناس يعتمدون على الأمور الحسية الظاهرة ، وابتلوا فيها في الواقع .

    ولكن في مقابل هؤلاء القوم أهل شعوذة ولعب بعقول الناس ومقدراتهم وأقوالهم يزعمون أنهم قُرّاء بررة ، ولكنهم أكلة مال بالباطل ، والناس بين طرفي نقيض : منهم من تطرف ولم ير للقراءة أثراً إطلاقاً ، ومنهم من تطرف ولعب بعقول الناس بالقراءات الكاذبة الخادعة ، ومنهم الوسط .

    " فتاوى إسلامية " ( 4 / 465 ، 466 ) .



    اللهم فرّج همّ المهمومين ، و نفّس كرب المكروبين ، و اقضِ الدين عن المدينين ، و اشفِ مرضانا و مرضى المسلمين ..
    " فاطر السموات و الأرض أنت وليّ في الدنيا و الآخرة توفني مسلما و ألحقني بالصالحين "

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟

    اللهم آمين
    الله يعطيك العافية
    كلمات تُرسم وتُمحى...ومعانٍ تُحفر كأوسمة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    208

    افتراضي رد: هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مشاركة طيبة وبارك الله فيكم الموضوع شيق وممتع وأظن أن الاجابة على مثل هذا السؤال قد تحتاج الى الكثير من التفصيل والتوضيح. مثل تعريف المرض النفسبي وعلاجه وأنواعه كما ان ذكر كلمة المؤمن في السؤال لها عمق اظنه اكثر من مجرد كون الانسان مسلما, على القول في الخصوص والعموم بينهما الا بقرينة على استخدامهما للمعنى نفسه.
    اود باحتصار اضافة لفتة من حديث مسلم الذي جزؤه "أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" كلمة احاذر هنا لها معنى رائع وهو الوهم الذي يتبادر لذهن الانسان من وقوع مرض عضوي او نفسي به وهذا الوهم بحد ذاته مرض نفسي وفي الحديث ارشاد الى الاستعاذة بالله منه. الأمر الاخر ان الطب النفسي هو علم بحد ذاته وينجح في علاج كثير من الحالات كما هو شان الطب العادي فيه نجاح وفشل,واسباب المرض النفسي يشترك فيها المسلم وغيره سواء كانت راجعة الى ظروف الحياة او الصدمات او الى خلل عضوي او عصبي في الجسم او كانت من آثار الاصابة بمرض عضوي آخر.
    فالانسان من مسلم او غيره يلجا لهؤلاء الاطباء اهل الاختصاص في ذلك وبناء على التشخيص يتلقى العلاج وهذا اولى من الوقوع في يد المشعوذين وغيرهم ممن يزيدون المريض مرضا, وقبل الاسباب والعلاج واللجوء الى الطب يكون اللجوء الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء مباشرة وقراءة القرآن والأدعية التي تفتح على الانسان ابواب الرحمة والعلاج وسبل التوفيق ان شاء الله. ولا باس ان يقرأ الانسان القرآن على نفسه او يطلب ممن يثق به ان يقرأ عليه, ثم تكون مراجعة الاطباء من اهل الاختصاص متزامنة مع ذلك, والله الشافي المعافي.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    749

    افتراضي رد: هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟

    جزاك الله خيرا
    طرح متميز ما أحوج المسلمين لمثله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟

    الذي أميل إليه..أن المؤمن الحق لا يمرض نفسيا..فإذا مرض دل على خفة إيمانه بقدر ذلك
    أما الحزن..فليس مرضا..بل هو أمر طبعي إذا كان عن سبب وجيه..
    لأن الموصول بربه وكتاب ربه..من أين يأتيه المرض؟!
    قال تعالى"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين"

    والله أعلم

  6. #6

    افتراضي رد: هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟

    جزاكم الله خيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟

    اخي أبو القاسم وفقك الله
    تقول أما الحزن..فليس مرضا..بل هو أمر طبعي إذا كان عن سبب وجيه..
    لأن الموصول بربه وكتاب ربه..من أين يأتيه المرض؟!
    قلت هذا ليس بصحيح
    اليك كلام دكتور امراض نفسية في مقال له عنوانه ولاهم يحزنون
    قال في مقاله
    الحزن هو أحد مظاهر الكآبة النفسية وانعكاس عضلي لها يرتسم على عضلات الوجه أو العيون ولو بدون بكاء وتشنج ولربما ينعكس على العاطفة أيضاً فيزيدها تأججاً لتفشي وتفضح كوامنها المكبوتة. وكثيراً ما يقترن ضيق النفس بالحزن والكآبة ويترادفا معاً فحيثما وجد الضيق وجدت الكآبة والحزن معاً وبالعكس ولقد عبر الله تعالى في كتابه المجيد وفي مواقع متعددة عن الكآبة والاكتئاب بلغة الحزن وفراغ الفؤاد وضيق النفس والصدر والسأم أو الملل والخوف إذ قال في سورة القصص الآية 10 ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لو لا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين)
    قلت .لأن الموصول بربه وكتاب ربه..من أين يأتيه المرض؟
    اقول ياتيه بقدرالله فقد مرض الانبياءعليهم السلام والصالحون
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •