السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
واقعاً؛ عندما يسبح الخيال ويبحر في رحاب الأفكار والهواجس = تبدأ حكايات ألف ليلة وليلة تتدفق!!
روي عن الشاعر الأديب أبي عبد الرحمن محمد بن عبيد الله القرشي الأموي الملقب بالعتبي؛ قوله:
(الزرافة _ بفتح الزاي وضمها _ الحيوان المعروف، وهي متولدة بين[1] ثلاث حيوانات: الناقة الوحشية، والبقرة الوحشية، والضبعان؛ وهو الذكر[1] من الضباع، فيقع الضبعان على الناقة، فتأتي بولد بين[1] الناقة والضبع، فإذا كان الولد ذكرا؛ وقع على البقرة فتأتي بالزرافة، وذلك في بلاد الحبشة، ولذلك قيل لها: الزرافة، والزرافة في الأصل: الجماعة، فلما تولدت[1] من جماعة قيل لها: الزرافة.
والعجم تسميها[1]: أشتروا كاو بلنك[1] لان الأشتر: الجمل، والكاو: البقرة، والبلنك[1]: الضبع).
نقل ذلك عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان (4/ 400)، وعنه العليمي الحنبلي في التاريخ المعتبر (3 / 183)[1]، والدميري في حياة الحيوان الكبرى (2/ 8).
زاد الدميري؛ فقال:
(وقال قوم: إنها متولدة من حيوانات مختلفة، وسبب ذلك اجتماع الدواب والوحوش في القيظ، عند المياه، فتتسافد فيلقح منها ما يلقح، ويمتنع منها ما يمتنع، وربما سفد الأنثى من الحيوان ذكور كثيرة، فتختلط مياهها فيأتي منها خلق مختلف الصور والألوان والأشكال.
والجاحظ لا يرضى هذا القول، ويقول: إنه جهل شديد، لا يصدر إلا ممن لا تحصيل لديه، لأن الله تعالى يخلق ما يشاء، وهو نوع من الحيوان قائم بنفسه، كقيام الخيل والحمير، ومما يحقق ذلك أنه يلد مثله وقد شوهد ذلك وتحقق).
فانظر كيف عرف الجاحظ الحقيقة وسبح غيره في الخيال!!!
[1] عند العليمي: من.
[1] عند العليمي: الذكور.
[1] عند العليمي: من.
[1] عند العليمي: ولدت
[1] عند العليمي: يسمونها.
[1] عند العليمي: بكتك.
[1] عند العليمي: والبكتك.
[1] بالمناسبة؛ فإن تاريخه هذا عبارة عن اختصارٍ لكتاب ابن خلكان "وفيات الأعيان". فتأمل