الكتب المطبوعة:

1- معرفة الناسخ والمنسوخ، للإمام محمد بن حزم (ليس هو ابن حزم الظاهري المعروف) إنما هو شخص آخر توفي قبله بمائة وست وثلاثين سنة وهو أنصاري أندلسي محدث، لكنه مع جلالة قدره لدى المحدثين فقد وجدناه في كتابه يسرف في القول بالنسخ من غير أن يستند إلى أي دليل نقلي أو عقلي، وقد بلغ عدد الآيات المنسوخة عنده، بآية السيف فقط مائة وأربع عشرة آية في ثمان وأربعين سورة وكتابه هذا مطبوع بمصر على هامش تفسير "تنوير المقباس" المنسوب إلى ابن عباس سنة (1380هـ) كما طبع أيضا بمصر على هامش "تفسير الجلالين"، ولم يؤرخ.
2- كتاب الناسخ والمنسوخ، للإمام أبي جعفر أحمد بن إسماعيل النحاس المرادي النحوي المتوفى سنة (338هـ) هذا الكتاب يعتبر من أفضل ما وصل إلينا من الكتب المتقدمة في علم النسخ. وقد أجاد مؤلفه، رحمه الله، في عرض الآيات الناسخة والمنسوخة حيث أثبت ما ادعى فيه النسخ وعكسه بذكر الأسانيد غالبا، ويقوم بترجيح دعوى النسخ أو الإحكام حينا، وهو كثير ويقف موقف المحايد حينا آخر. وذلك إذا وجد ما يرجح إحدى الطرفين أو يؤيد كليهما. ويورد ابن الجوزي في هذا الكتاب نقولا كثيرة من كلام النحاس يعضد بها رأيه ويؤكد بها إحكام الآية، طبع هذا الكتاب بمصر سنة 1323هـ.
3- الناسخ والمنسوخ، للإمام هبة الله بن سلامة الضرير المتوفى (410هـ) وهو مع شهرته لدى المفسرين ومكانته في أوساط العلماء، نراه يسلك مسلك ابن حزم في معالجة قضايا النسخ حيث أورد في كتابه مائة وأربع عشرة آية منسوخة بآية السيف، كما ذكر من الآيات التي ادعى فيها النسخ مائتين وأربعا وثلاثين آية في خمس وستين سورة ولم يورد الأدلة والآثار إلا نادرا، ولو أورد لا يذكر لها إسنادا ولكنه ذكر في آخر كتابه أهم مصادره، بأسانيدها ومعظم تلك الأسانيد لا يخلو من المطاعن، وهو كتاب مطبوع بمصر سنة (1387هـ).
4- الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه، للإمام أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي، رحمه الله، المتوفى سنة (437هـ) وكتابه المذكور جليل القدر لا ينقص في الفضل عن كتاب النحاس، إلا أنه مع قيامه بمعالجة وقائع النسخ معالجة جدية، لا يتعرض إلى ذكر الأسانيد بل يكتفي بعزو الآراء إلى القائلين بها، ويرجح حينا ما يرتضيه من الآراء مؤيدا وجهة نظره. وقد حقق هذا الكتاب فضيلة الدكتور أحمد حسن فرحات، وطبع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1396هـ.
5- الموجز في الناسخ والمنسوخ، للحافظ المظفر بن الحسين بن زيد بن علي بن خزيمة الفارسي، رحمه الله، هذا الكتاب مطبوع في آخر كتاب النحاس سنة 1323هـ بمصر.
ولا نرى فيه إلا سردا للآيات الناسخة وعدا للآيات المنسوخة بغض النظر عن الأدلة. فهو إذًا كنسخة أخرى لكتابي ابن حزم وابن سلامة لا يغني من جوع، مع أن مؤلفه مجهول لم أجد له ترجمة إلا في غلاف الكتاب، ويقول في آخر كتابه: "أنه استخرج هذا الكتاب من خمسة وسبعين كتابا من كتب الأئمة المقرئين، رحمة الله عليهم، المنقول عنهم بالأسانيد الصحيحة) .
6- الناسخ والمنسوخ، للإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله الإسفرائيني العامري الشفعوي، رحمه الله، طبع هذا الكتاب في الأستانة، سنة (1290هـ) وألحق مع لباب النقول للسيوطي، ومؤلفه لم أعثر على ترجمته بعد فيما راجعت من كتب التراجم ويوجد اسمه المذكور على غلاف الكتاب، وهو أيضا يورد أقوال النسخ عن العلماء بدون إسناد ربما يذكر آثارا ولم يسند .
هذه الكتب المتقدمة هي التي عثرت عليها مطبوعة حتى اليوم في علم النسخ في القرآن الكريم، وقد صدرت في الآونة الأخيرة عدة كتب في الموضوع، منها:
- النسخ في القرآن الكريم: للدكتور مصطفى زيد، رحمه الله، الأستاذ بقسم التفسير بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا، وهو كتاب جدير بالذكر والاهتمام، وقد تصدى فيه المؤلف لعرض الآيات المدعى عليها النسخ، وناقشها مناقشة جدية مفيدة مع ذكر الأدلة بالأسانيد، وقام برد وقائع النسخ التي لم تثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ولم تنقل عن الصحابة بسند صحيح، وأبدى أثر كل آية وجهة نطره في دعوى النسخ حتى وصل إلى نهاية المطاف فعين بابا خاصا في وقائع النسخ في القرآن الثابتة بالأدلة الصحيحة وحصرها في ست آيات فقط ومنها:
- كتاب فتح المنان في نسخ القرآن، للشيخ علي حسن العريض مفتش الوعظ في الأزهر، وهو وإن لم يعالج الموضوع بشكل واسع وشامل إلا أنه عرض موضوع النسخ عرضا تاريخيا نقديا ثم أورد في نهاية البحث بعض الآيات المدعى عليها النسخ فنقض معظمها بما يدعم رأيه مشيرا بذلك إلى أن معظم ما ادعى فيه النسخ في القرآن دعوى بلا دليل .
ومنها كتاب "نظرية النسخ في الشرائع السماوية" لفضيلة الدكتور شعبان محمد إسماعيل المدرس بجامعة الأزهر .
وقد عالج موضوع النسخ في كتابه كنظرية فقط، ولم يتعرض لمناقشة قضايا النسخ في آية أو حديث من حيث الوقوع أو عدمه بل اكتفى بعرض أقسام سور القرآن باعتبار وجود النسخ فيها ثم نقل عن الإمام السيوطي الآيات التي يراها منسوخة في الإتقان. وجاء في نهاية المطاف فعقد بابا تحت عنوان "الآيات التي نسختها آية السيف" فأورد فيه خمسين آية ادعى فيها النسخ ابن خزيمة الفارسي في كتابه الموجز في الناسخ والمنسوخ، السالف ذكره ولم يقم الدكتور شعبان بالمناقشة أو الاعتراض عليها بل تركها كقضية مسلمة لديه .
ومنها: كتاب النسخ بين الإثبات والنفي، للدكتور محمد محمود فرغلي، وهو يقع في مبحثين في مجلد واحد، يعالح فيه قضية النسخ من حيث الخلاف الحاصل بين المثبتين للنسخ والنافين له ذاكرا ما يثبت رأي كل مرجحا ما يرجحه الدليل، بيد أنه لا يناقش وقائع النسخ من حيث وقوعه في آية ما أو عدم وقوعه .
ومنها: "النسخ في الشريعة الإسلامية كما أفهمه" للشيخ عبد المتعال الجبري، وقد تصدى فيه مؤلفه -هداه الله- إلى إنكار جميع وقائع النسخ في الإسلام، وهو رسالة صغيرة الحجم، ومن أبرز عناوينه:
1- لا منسوخ في القرآن، ولا نسخ في السنة المنـزلة.
2- أبدع تشريع قيل أنه منسوخ.
يناقش فيه بعض وقائع النسخ فينقض، وينكر وقوعه في القرآن زاعما: أن فيه نسبة للجهل أو التجهيل لله سبحانه وتعالى وهو منـزه عن ذلك كأنه في ذلك أراد أن يتبع مسلك أبي مسلم الأصفهاني -إن صح عنه ذلك- حيث قيل: إنه كان يرى جواز النسخ عقلا وينكر وقوعه سمعا، وقد أورد جماعة خلاف أبي مسلم بأنه كان خلافا لفظيا فقط، فقال ابن دقيق العيد: نقل عن بعض المسلمين إنكار النسخ، لا بمعنى أن الحكم الثابت لا يرتفع، بل بمعنى أنه ينتهي بنص دل على انتهائه، فلا يكون نسخا .
وقد قام برد كل ما اقترحه الجبري في كتابه لإنكار النسخ، صاحب كتاب: "النسخ بين الإثبات والنفي" في خلال اثنتي عشرة صفحة وأجاد في ذلك فليرجع إليه من شاء .