لاينبغي للطالب أن يغدو إلى شيخه خالي الذهن، صفرًا من أي معلومة، بل يجب عليه أن يقرأ بعض الشروح حتى إذا جلس للتلقي قابل ما يقوله شيخه بما قرأه.
سمعت هذا الكلام أو نحوه من الشيخ وصي الله عبّاس. وقد حكى الشيخ أن معلمًا له في الهند كان يلزمهم بقراءة شروح نزهة النظر قبل الورود عليه، وأنه كان يطرد التلاميذ الذين لم يقرأوا الشروح. وذكر الشيخ أيضًا أن شيخه محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله كان يفرح كثيرًا لمّا يسمع منه أسئلة متميزة تدل على أن صاحبها قد حضر درسه قبل أن يلتقي به.
وذكر الشيخ أنه لم يفد هذه القاعدة من أي كتاب وإنما هو شيء أملته التجربة وأدى إليه النظر.
وسمعته يقول إن من إجلال الشيخ أن لاتجلس إليه صفر اليدين لاقلم ولا كاغد.