الموضوع: تخريج حديث عطية السّعدي: "اليد العليا هي المنطية"

عطية السعدي: من بني سعد بن بكر بن هوزان وقيل من بني جشم بن سعد.
اختُلف في اسم أبيه فقيل: عروة؛ وقيل: عمرو، وقيل: سعد ، وقيل: قيس.
جزم ابنُ حبان بأنه عطية بن عروة بن سعد ، ووقع عند الطبراني والحاكم: عطية بن سعد.
وهو صحابيّ معروف، قليل الحديث ، نزل الشام، وكان ولده بالبلقاء
روى عنه: ابنُه محمّد بن عطيّة، وإسماعيل بن عُبيد الله بن أبي المهاجر، وعطية بن قيس، وربيعة بن يزيد .

وحديثُ عطيّة السّعديّ ررر، عن النبي : "اليد العليا هي المنطية" حديثٌ شاميُّ المخرج
انتقل إلى اليمن ،ومصر، ثم انتشر في الأمصار ..ويُروى عنه مطوّلاً، ومختصراً
رواهُ عنه نفسان -فيما وقفت عليه-
1- ابنُه: محمّد بن عطية السّعدي الشّامي البلقاوي ،
2- وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي القرشي الشّامي الدمشقيّ.

الطريق الأول: أمّا حديثُ محمّد بن عطية
فلم يروه عنه – فيما أعلم- إلاّ ابنه عروة بن محمد السعدي الجشمي أمير اليمن ،
وعن عروة رواه أهل الشّام، وأهل اليمن:
فمن أهل الشّام :
1/ عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي الداراني،
2/ وعَبْدُ اللَّهِ بن نُعيم بن همّام، القيني، الشّامي، الأردني،- ويقال الدمشقي-،
ومن أهل اليمن:
3/ سماك بن الفضل الخولاني اليماني الصّنعاني.

أمّا ابن جابر؛
فروى حديثه عنه جماعةٌ من أئمة الشّام وحفاظهم الثقات، منهم:
أبو العباس الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي (1) ،
وأبو العبّاس الوليد بن مزيد العُذْرِي البيروتي(2) ،
وأبو العبّاس صدقة بن خالد الأموي مولاهم الدّمشقي (3)،
وعمر بن عبد الواحد السّلمي الدّمشقي (4)،
وأبو عبد الله بشر بن بكر البجلي الدمشقي ثم التنيسي (5).

أمّا ابن نعيم؛
فروى حديثه عنه ابنُه عاصم بن عبد الله المصري،
وعن عاصم رواه عبد الله بن وهب المصري، وعنه رواه المصريون :
أحمد بن عيسى أبي موسى التستري العسكري المصري (6)،
ويونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري(7)،
وعبد العزيز بن عمران الخزاعي المصري (8) .

وأمّا سماك بن الفضل؛
فلم يروي حديثَه عنهُ إلاّ مَعْمَر بن راشد اليماني(9)،
وعن معمر رواه: عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني(10)،
وعنه انتشر ورواه الأئمة:
أحمد بن حنبل (11)،
وعبد بن حميد (12)،
ويعقوب بن حميد (13)،
وأحمد بن منصور الرمادي البغدادي(14)
،وإسحاق بن إبراهيم الدّبري(15) ،
وأحمد بن شبّويه الخزاعيّ (16).

يُتبع بالطريق الثاني:حديث ابن أبي المهاجر
إن شاء الله تعالى

الطريق الثاني: أمّا حديثُ إسماعيل بن أبي المهاجر؛
فاختلف عنه:
* فرواهُ أبو المقدام رجاء بن أبي سلمة:مهران الشامي الفلسطيني:
"عنه، عن عطية السّعدي عن النبي ".
قاله حمّاد بن سلمة، وعن حماد رواه جماعة، منهم:
- حجّاج بن المنهال(17)،
- وعبد الواحد بن غياث (18).

* وخالفه منصور بن رجاء فرواه:
"عنه عن عطيّة، عن أبيه" ، ويُقال: "عنه، عن ابْن عطيّة، عن أبيه" .
قالهُ سعيد بن عبد الجبار الزبيدي الشّامي الحِمصي، وعن سعيد رواه:
- أبو نُعيم ضرار بن صرد التيمي الكوفي (19)،
- وإبراهيم بن هانئ (20).
ولا يصح، وما قاله حمّاد هو الصّواب.

الهوامش:
(1) رواه ابن سعد في "الطّبقات" 7/204 ، وابن شبة في"تاريخ المدينة" 2/111-112 ،
والطّبراني في"الكبير" 17/(442)، وابن قانع في "معجم الصّحابة"2/307 ،
وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5556).
(2) رواهُ ابنُ مندة في "الصّحابة" -كما في "تاريخ ابن عساكر"40/462- ،
وقد عزاه السيوطي في "جمع الجوامع" لابن منده.
(3) رواه دعلج في "مسند المقلين-المنتقى منه"(2)، والطّبراني في "مسند الشّاميين"(603)
،والحاكم في"المستدرك"4/327، وأبو نعيم في "معرفة الصّحابة" (5556)،
وأبو ذر الهرويّ في "جزئه"(10)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"40/288

قال الحاكم: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ، ولم يُخرّجَاهُ" اهـ.
(4) رواهُ ابنُ عساكر في "تاريخه"40/462

(5) رواهُ الطّبريُّ في "تهذيب الآثار"(50)، والبيهقيّ في "الكبرى" 4/198،
ـ وعنه ابن عساكر في "تاريخه"40/288-289 ـ ،
وابن عبد البر في "الاستيعاب"(1983)

يُتبع إن شاء الله

أمّا ابن جابر؛

فروى حديثه عنه جماعةٌ من أئمة الشّام وحفاظهم الثقات، منهم:
أبو العباس الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي (1) ،
وأبو العبّاس الوليد بن مزيد العُذْرِي البيروتي(2) ،
وأبو العبّاس صدقة بن خالد الأموي مولاهم الدّمشقي (3)،
وعمر بن عبد الواحد السّلمي الدّمشقي (4)،
وأبو عبد الله بشر بن بكر البجلي الدمشقي ثم التنيسي (5).

وأيّوب بن سُويد الرملي الفلسطيني (5-مكرر)
لكنه لا يدخل في التحلية التي حليتُ بها هؤلاء.
________
(5-مكرر) رواه ابن شاهين في "الصحابة"-كما في "الإصابة" للحافظ 6/261 ط.العلمية-

(3) رواه دعلج في "مسند المقلين-المنتقى منه"(2)، والطّبراني في "مسند الشّاميين"(603)
،والحاكم في"المستدرك"4/327، وأبو نعيم في "معرفة الصّحابة" (5556)،
وأبو ذر الهرويّ في "جزئه"(10)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"40/288

وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1268)

(4) رواهُ ابنُ عساكر في "تاريخه"40/462

ابنُ عساكر رواه بسنده إلى البغوي، مصنف "معجم الصّحابة"
وهو في الجزء الذي لم يصلنا منه.

(6) رواه ابنُ شبة في "تاريخ المدينة" 2/111، والبغويُّ في "الصحابة" (الجزء المفقود)
- وعنه ابنُ عساكر في "تاريخه" 25/253 -
(7) رواه الطّبريُّ في "تهذيب الآثار- مسند عمر" (51)، وابنُ مندة في "الصّحابة"(الج� �ء المفقود)
-وعنه ابن عساكر في"تاريخه" 40/462-
(8) رواه الطّبرانيُّ في "الكبير" 17/(447)
(9) رواه معمرٌ في "جامعه" 11/(20055)- الملحق بآخر مصنف عبد الرزاق-
(10) رواه عبدُ الرزاق في "مصنّفه" (16406)
(11) فـي "مسنده" (17983)-ومن طريقه ابنُ قانع في"معجم الصّحابة" 2/308،
وابنُ عساكر في "تاريخه" 40/461رقم(8146)-
(12) فـي "مسنده" (484)-المنتقى منه
(13) رواه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1264)
(14) رواه البزّارُ في "مسنده" (916- كشف الأستار)،
و عمر بن أحمد بن زاذان، أبو حفص الزاذاني القزويني(ت385هـ) في "فوائده"
-كما في "تاريخ قزوين" للرافعيّ 3/452-

قال البزّار: " لا نعلم روى عطية إلا هذا ، وآخر" اهـ

(15) رواه الطّبراني في "المعجم الكبير" 17/ (441) ، وفي "الأوسط"(2992)
قال الطّبراني: "لم يروْ هذا الحديثُ عن سماكَ بنِ الفضل، إلاّ معمرٌ، وجدُّ عروةَ بنِ محمّد: عطيّةُ الّعدي." اهـ
(16) رواه ابنُ أبي خيثمة في "تاريخه"– السفر الثّاني(2856)

يُتبع إن شاء الله

الطريق الثاني: أمّا حديثُ إسماعيل بن أبي المهاجر؛

فاختلف عنه:
* فرواهُ أبو المقدام رجاء بن أبي سلمة:مهران الشامي الفلسطيني:
"عنه، عن عطية السّعدي عن النبي ".

قاله حمّاد بن سلمة،

الصواب:

" عنه عن عطية -رجل من جُشم، (أو من بني جشم)- عن النبي "

وهو وإنْ كان عطية السعدي نفسه؛ لأن جشم هو جّده الأعلى
وحديثه هنا هو حديث عطية السعدي بعينه ..
لكن جَعْلَهُ عنْ "عطيّة السّعدي" ؛ تغييرٌ للرّواية !!
وقد فرّق بعضُ مَنْ صَنَّفَ في "الصحابة" بين "عطية الجشمي"، و"عطية السّعدي" من أجل هذا الحديث

وسنتطرق لكل ذلك بالتفصيل في "التخريج المطوّل" لهذا الحديث -إن شاء الله تعالى- بعد أن نفرغ من هذا التخريج المختصر.
أسأل الله أن يكتبه عملا صالحا مما ابتغي به وجهه.

(17) رواه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1265).
(18) رواه البغويّ في"الصحابة"- وعنه ابنُ عساكر في"تاريخه" 40/463 رقم[8148]-
والطّبراني في "المعجم الكبير"17/(440)
قال البغوي - ونقلهُ عنه ابن عساكر- :" ولا أدري عطية هذا أسمع من النبي أم لا ؟
قلتُ: ذكر الحافظُ ابنُ حجر "عطيةَ بن عمرو الجشمي" في القسم الرابع من "الإصابة" 8/18، وقال:
" ذكرهُ البغويّ ، وقال: لاأدري سمعَ منَ النبيِّ صلّى اللَّهُ عليه وآله وسلم أم لا ؟
وتبعه جعفر المستغفريّ، وأبو موسى ، وفرّقوا بينه وبين عطية السعدي ،وأخرجوا له حديثاً ،
وهو حديث عطية السعدي بعينه، وقد تقدّم أن أحد ما قيل في اسم أبيه عمرو، وأما "جُشم" فهو جدُّه الأعلى " انتهى.
(19) أخرجهُ ابن شبة في "تاريخ المدينة"2/112
ودعلج في "مسند المقلين-المنتقى منه"(3): ثنا محمّد بن سليمان الباغندي.
و ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/218: ثنا أحمد بن علي الخزاز.
وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5151) عن: محمد بن عثمان بن أبي شيبة.
جميعهم: (ابن شبة، والباغندي، والخزاز، وابن أبي شيبة) قالوا: ثنا أبو نعيم به.
- وعن دعلج أخرجهُ أبو الحسين بن بشران في "الجزء الثّاني من فوائده"
[1/235 رقم(717)-ضمن مجموع مطبوع باسم "فوائد ابن مندة"!!]
ومن طريق الباغنديّ؛ أخرجَهُ: ابنُ مندة في"الصّحابة" (الجزء المفقود)
- وعنه ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" 40/463 رقم[8149]-
وأبو الحسن بن طلحة النّعالي الرافضي في "فوائده"-مخطوط(26) .
كلّهم قالوا :" ..عن إسماعيل، عن عطية بن عمرو السعدي، عن أبيه"
وجاء في "فوائد النعالي" مخطوط منشور في برنامج جوامع الكلم- :
"إسماعيل عن ابن عطية بن عمرو السعدي، عن أبيه" بزيادة "ابن" قبل "عطية"
فإن لم يكن من خطأ ناسخه هناك، فإني أراه من خطأ ناسخ الأصل ؛
لأنّ جميعَ المصادر التي أوردتْ الحديثَ متفقةٌ على إسناده "عن إسماعيل عن عطيّة عن أبيه"،
وهو في بعضها من طريق الباغندي، والنعالي قد رواه من نفس الطريق.
وهذا الحافظ أبو نعيم لما خرّج الحديث، وعَقَّبَـهُ بذكرِ طرقه التي يُروى بها-وقد استقصاها-
لم نجدْ فيها هذا الوجه !! بل حكى ما جاء في المصادر التي وصلتنا، سواء بسواء ؛ قال:
" رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ .
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ جَابِرٍ[هكذا والصواب:"رجاء"-كما في مصادر التخريج] أَبِي الْمِقْدَامِ ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، نَحْوَهُ.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ عُرْوَةَ مُخْتَصَرًا .
وَرَوَاهُ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ رَجَاءٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ،
عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَمْرٍو السَّعْدِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْتَصَرًا." انتهى
وهذا الحافظ ابن عساكر لما أورد في ترجمة "عطية السعدي" حديثَه هذا من طريق: حفيده عروة عن أبيه عن جده،
ثم من طريق: حمّاد بن سلمة عن رجاء أبي المقدام عن إسماعيل عن عطية ؛ قال :
" ورُوي: عن إسماعيل بن عبيد الله، عن عطية، عن أبيه ، فزيد في إسناده: عن [عمرٍو أبي] عطيّة "
[في المطبوع: "وروي: عن إسماعيل بن عبيد الله عن عطية، فزيد في إسناده: عن عمران وعطية " اهـ ؟!!
ولا يستقيم معه الكلام الذي يأتي بعده..
فهل يعجّل الكريم ابن الكريم أبو يعلى المغربي بمخطوط تاريخ دمشق القطعة التي فيها ترجمة عطية السعدي؟؟
أم هل يجود كريمٌ مشرقيٌّ فيقرأ لنا العبارة من المخطوط و يثبتها هنا ؟؟]
ثم أسنده من طريق ابن مندة هكذا:"عن إسماعيل عن عطية عن أبيه" -كما تقدّم في التّخريج- وقال:
"والمحفوظ هو الأول ؛ فقد رواه حمّاد بن سلمة، عن رجاء أبي المقدام، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن عطيّة رجل من بني جشم بن سعد، أن النبي قال :"يا أيها النّاس لا تسألوا فإنّ مال الله مسؤول ومُنْطَى." اهـ
لكن وجدتُ الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 8/40 ذكر "عَمْراً السّعدي" في القسم الرابع وقال:
" ذكره البغويُّ، والباوردي ، وابن قانع، وابن منده، وابن فتحون ، وهو خطأٌ نشأ عن سقط أو قلب فإنهم أوردوا من طريق إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر عن عطية بن عمرو السعدي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تسأل الناس شيئا ومال الله مسؤول ومنطى " . وهذا هو عطية بن عمرو السّعدي والحديثُ معروف لإسماعيل عن ابن عطية السعدي عن أبيه ".
قلتُ: إنْ كانت عبارة الحافظ في "الإصابة" سليمة .. فقد أشكل عليّ الأمر، واستبهم، وانغلق ؟!!
فليت شعري كيف جَعَلْتَهُ معروفاً لإسماعيل عن ابن عطية السعدي عن أبيه ؟؟ من رواه هكذا... ؟؟ النعالي الرافضي ؟!!
أين أنتَ من ابن شبة، ودعلج، وأبي نعيم، وابن قانع، وابن بشران، وابن مندة، وابن عساكر.؟؟ أتسقط عندهم جميعا لفظة "ابن" ؟!!
لعل الآفة من النساخ والطابعون ؟؟ بل لعل الآفة من فهمي السقيم .
(20) أخرجهُ أبو القاسم البغوي في"الصّحابة" (الجزء المفقود)،
- وعنه ابن عساكر في "تاريخه" 40/463 رقم[8150]-
قلت: لأجل هذا الحديث ذكر البغويُّ وآخرون "عَمْراً السّعدي" في الصحابة.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي

وأبو ذر الهرويّ في "جزئه"(10)

هذا ترقيم نبيل جرار لنسخته من المجموع الحديثي المطبوع باسم: فوائد ابن مندة،
والحديث في المطبوع يقع في: ج2ص/41 رقم(271). فليُعْلَم.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي

(5) رواهُ الطّبريُّ في "تهذيب الآثار"(50)، والبيهقيّ في "الكبرى" 4/198،
- وعنه ابن عساكر في "تاريخه"40/288-289 -

-ابنُ عساكر رواه عن البيهقي، عن شيوخه وعددهم (5) ،
وعن أبي بكر الشيروي عن أبي سعيد الصيرفي؛
جميعهم: (شيوخ البيهقي الـ(ـ5)، والصيرفي) عن الأصم عن محمد بن عبد الله بن الحكم عن بشر بن بكر به.
فالصواب أن يقال:
" رواه البيهقيُّ ، وعنه وعن غيره: ابنُ عساكر في "تاريخه" "

خاتمة فيها بيان حال هذا الحديث:
حديثُ عطيّة السّعديررر، عن النبيِّ ، ووفودُه عليه مع قومه -وهو صغيرٌ-، وكلامُ النبيِّ معه بلغة أهل اليمن؛ لغةِ قومِـه ..
كُلُّ ذلك ثابتٌ عنه -إنْ شاء الله - ؛ قدْ تمّ نقلُه عن عطيّة ررر، مِنْ غير خطأ، ولا وهمٍ ..
فهو-على اصطلاحهم: حديثٌ "صحيح" أو "حسن" أو "حسن صحيح" .
ولم أرَ - حسب اطلاعي القاصر - منْ تكلَّم في هذا الحديثِ، أوضعّفَهُ من الأئمة المتقدِّمين..
وإنما لم يخرّجْـهُ أصحابُ "الصّحاح"(*) ، و"السّنن" ؛ لأنّ في الباب ما هو أشهر منه، وأرفع إسناداً..
وليس مع العصريِّ الذي يروم تضعِيفَهُ مِنَ حُجّةٍ؛ إلاّ التّمسك بأنّ:
- حفيدَه: الأمير عروة بن محمّد بن عطية، لم يوثقه أحد سوى ابن حبان..= جهالة الحال
- وأنّ ولده: محمّد بن عطية مع ذلك-لم يرو عنه غير ابنه عروة ..= جهالة العين
- وأنّ إسماعيل بن أبي المهاجر -وقد أدرك عطية- لا يُعرف له سماع من عطية.. = دعوى الانقطاع في السّند.
وليس هكذا -والله- تُزيّفُ الأحاديث، وتُنقدُ الأخبار..ولو فتحنا هذا الباب لرددنا كثيراً من السُّنن والآثار؛
ففي "الصّحيحين" ، وفيما احتجّ به الأئمةُ في "السّنن"..
أحاديثُ لم تأتِ إلاّ من طريق مَنْ لم يُعرفْ بجرحٍ و لا تعديلٍ.. أو لا يُعرف لرواتها سماع ممن فوقهم..
فالتّشديدُ -بتطبيقِ قواعدَ؛ -جاءتْ في كتب المصطلح- على الأسانيدِ تطبيقاً حرفياً- يُحْسنُه كل واحد،
لكنّ النظر إلى الحديث بعين النّاقد، والالتفات إلى القرائن المحتفة بروايته -سنداً ومتناً-،
والاجتهاد في معرفة هل قاله النبيُّ أم لا ؟.. وهل أخطأَ فيه الراوي الثّقةُ ، أو أصاب فيه الراوي الضعيفُ ..
بحيثُ يتقوى شعورُه ويغلبُ على ظنّه أنّ الحديثَ ثابتٌ عن مصدره، وأن رواته نقلوه من غير خطأ ولا وهم ..
كلُّ ذلك لا يُحسنُه إلاّ مَنْ كان له شعور النّقاد وإحساسهم تجاه الحديث.. ولا يتأتّى له ذلك إلاّ إذا عاشرهم وطالت معاشرته لهم .
وسأرجئُ مناقشةَ ما تمسك به مَنْ ضعّفَ هذا الحديث، في التّخريج المطول إن شاء الله تعالى.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ربنا لا تواخذنا إن أخطأنا أو نسينا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
___________
(*) يُستثنى الحاكم رحمه الله ؛ فقد أخرجهُ-كما تقدّم- وصحّحـه.

جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب على التخريج الرائع ، وبارك فيك ، وفي أسرتك ، وفي علمك .

- حفيدَه: الأمير عروة بن محمّد بن عطية، لم يوثقه أحد سوى ابن حبان..= جهالة الحال

هو ثقة استفدناه من الامام ابن كثير رحمه الله .
قال ابن كثير في البداية والنهاية : " صرح كثير من الأئمة أن كل من ولاه عمر بن عبد العزيز فهو ثقة " .

- وأنّ ولده: محمّد بن عطية مع ذلك-لم يرو عنه غير ابنه عروة ..= جهالة العين

هو متفق على عدالته ، وضبطه يشفع له أنه من التابعين .

فالحديث حسن ان شاء الله تعالى .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي

ولم أرَ - حسب اطلاعي القاصر - منْ تكلَّم في هذا الحديثِ، أوضعّفَهُ من الأئمة المتقدِّمين....
وليس مع العصريِّ الذي يروم تضعِيفَهُ مِنَ حُجّةٍ؛ إلاّ التّمسك بأنّ: ....

وسأرجئُ مناقشةَ ما تمسك به مَنْ ضعّفَ هذا الحديث، في التّخريج المطول إن شاء الله تعالى.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ربنا لا تواخذنا إن أخطأنا أو نسينا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

لا أدري من تقصد بالعصري ، فلا أظنك - وحاشاك - تقصد العلامة الألباني .
أما كاتب هذه الكلمات تعليقاً على كلامكم أخي الفاضل ، فأقل من أن يوضع في ميزان من يناقش كلامه أصلا .
ويشهد الله أني ما أدخل مواضيع أخي وحبيبي الشيخ أبو عبد الله أحمد السكندري إلا لأستفيد أولاً ، ولعل الله أن يوفق لفائدة أفيدها في مشروعه العظيم الموجود على مدونته .
والله اسأل أن يغفر الذلل ويستر العيب والخلل، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وفيك بارك الله، يا طالب علم السنة
قولي : "وليس مع العصريِّ الذي يروم تضعِيفَهُ مِنَ حُجّةٍ؛ إلاّ التّمسك بأنّ:...الخ"
ليس المقصود به الشيخ الألباني رحمه الله، ولا أنتَ
أما الألباني فلم أقرأ تضعيفه للحديث، ومستنده فيه حتى الآن.
أما أنتَ فها قد مِلتَ إلى تحسينه..