جلستُ مع كثير من الدعاة وطلاب العلم المتميزين والذين يملكون تراثاً علمياً كبيراً وخبرات في مجال الدعوة والتعليم.
ولكن الذي يؤسف له أنك عندما تبحث عن جهد هذا الشيخ أو هذا الداعية تجد أنه مبعثر في الغالب، وفي فوضوية غريبة مع جلالة الأعمال التي يقوم بها.
والسبب في نظري عدم وجود موظف خاص لذلك الشيخ ولذلك الداعية.
وبيان هذا: أنك تجد لدى ذلك الشيخ بعض المقالات والبحوث التي كتبها أو في تخطيطه أن يكتبها، ولكنه يفتقر إلى الموظف الخاص الذي يدير أعماله ويرتب برامجه وأهدافه، ولأجل إيضاح بعض الغموض حول هذه الفكرة، أقول:
- يجب أن يدرك الشيخ والداعية بضرورة وجود الموظف الخاص.
- يمكن أن يكون الموظف الخاص سائق للمنزل وكاتب ومنسق إذا كان يجيد ذلك كله، فيستفيد الشيخ منه في قضاء أغراض المنزل، ويستفيد منه في طباعة المقالات والبحوث والخطب والرسائل ومتابعة الموقع الخاص بالشيخ – إن كان لديه موقع - .
- يمكن الحصول على الموظف عبر رخصة محل سارية المفعول كمكتب عقار أو خطاط ورسام أو وكالة دعاية وإعلان، وتكون الاستفادة منه في بعض الأوقات في الأعمال التجارية والأعمال الدعوية والعلمية.
- ضرورة الاختيار الجيد لهذا الموظف ووضع آلية مناسبة وخطة عمل في تطبيق البرامج التي تريد أن ينفذها لك.
- سؤال أصحاب الخبرة السابقة من أهل العلم الذين جربوا هذا الأمر.
- دراسة الميزانية التي ستصرف لهذا الموظف وتشمل: تكاليف الاستقدام، والراتب الشهري، وقيمة السكن إن كان السكن لديك غير متوفر، تأمين سيارة له ليتنقل بها لقضاء الحاجات.
- يجب أن يكون الموظف متدرب على استعمال الكمبيوتر ويتقن ذلك حتى لا تضيع وقتك في تدريبه.
- قد يكون من المناسب حفظه للقرآن لتستفيد منه في تحفيظ أبنائك القرآن إن كانت الصفات فيه تؤهله لذلك.
- مما يزيد قناعتك بضرورة الإتيان بالموظف الخاص لك: أن تنظر في الفوائد المترتبة على ذلك من:
- طباعة المقالات والبحوث.
- توفير الوقت الكثير في شراء الأغراض.
- إيصال أبناءك المدرسة أو المسجد الذي فيه حلقات التحفيظ.
- متابعة تطوير موقعك الخاص.
- تنسيق برامجك وترتيب أعمالك.
- الإرسال بالفاكس ومتابعة الاتصالات.
- احذر من الاستعجال في الإتيان به بدون دراسة لما سيقوم به.
- لا تلتفت إلى من ينتقدك في مشروع الإتيان بالموظف الخاص؛ لأنه لا يعلم مدى بعد النظر لديك، ولا يدرك الفوائد التي أنت تريدها من هذه الفكرة.
ومضة: كل مشروع عظيم تحيط به تضحيات.