السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مامدى صحة لو نظرنا إلى التفاسير نظرة جديدة لا تتسم فقط بالمنهجية الوصفية ، بل تتعدَّى إلى نقد التفسير - بما له وما عليه - وهذا النقد لا يكون إلا وِفق منهج أصيل في التفسير ، أو ما سمَّاه البعض منهج أمثل في التفسير ، وننظر إلى التفسير من زاية هذا المنهج ناقدين لمنهج المفسر من خلا المقارنة بينه وبين المنهج الأمثل - والذي حدَُّدت ملامحه كتبٌ كثيرة - وهذه المقارنة تبرز مامدى اقتراب المفسِّر من المنهج الأمثل أو ابتعاده ، وأثر ذلك على التفسير ذاته.
إذ التفسير - أقوال المفسِّر - هي نتيجة حتمية للمنهجية التي اتبعها في تفسيره ؛ فإذا كان قد اتبع منهجًا سليمًا فإن تفسيراته ستأتي صحيحة ، وإذا كان ققد اتبع منهجًا ملتويًا غير أصيل فإن تفسيراته ستأتي خاطئة تعمِّي على الناظر في كتاب الله ولا تقوم بواجبها في الكشف عن مراد الله تعالى في كتابه الكريم.
إننا أحوج اليوم إلى تلمُّس أسباب الهداية في القرآن ، وفي غنى عن أن ننظر إليه من خلال مطالعة تفاسير ذات مناهج عقيمة تعمِّي ولا تكشف أو على الأقل ننظر إليه من خلال مطالعة تفاسير ذات منهجٍ مضطرب.
فماذا مثلا لو كان - وتسليمًا بأهمية الاعتداد بأسباب النزول حين التفسير ، وقبل الخوض في وصف منهج المفسر في تعامله مع أسباب النزول - لو استرجعنا في مباحث سابقة على بحث منهج المفسر في تعامله مع سبب النزول لو استرجعنا مناهج المفسرين في التعامل مع أسباب النزول والاعتاداد بها في التفسير ، ثم نقوم بانتقاء منهج أصيل في كيفية الاعتداد بها في التفسير ، وبعد ذلك ننظر لمنهج المفسِّر في ضوء هذا المنهج ، ونبين نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف وأثر ذلك على المادة العلمية في التفسير - متن التفسير ذاته - لنخلص إلى نقد لمنهجه في اعتداده - من عدمه - بأسباب النزول ، ويبرز هذا النقد ما له وماعليه ، ولو كان المفسر قد أخطأ نقوم بذكر ما يقابل خطأه من التفاسير الأخرى والتي اعتمدت منهجًا قويمًا في كيفية الاعتداد بأسباب النزول حين التفسير.
وكذلك الحال مع الاعتداد بالقراءات والاعتداد بالتفسير النبوي والنسخ وإعراب القرآن و.......
وآمل أن تتم مناقشة هذا الطرح لا أقول على مستوى من الجدِّية فكل المناقشات في هذا الملتقى الكريم تتم على مستوى الجدية ، ولكن آمل أن تتم مناقشته على مستوى المشكلة التي يحلها ، والطرح يهدف إلى نظرة جديدة إلى موضوع قديم في ضوء أصول ومعايير ثابتة راسخة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته