السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حُـكْمُ
مُــصَافَحَةِ المْرأَةِ الأَجْنَبِيْةِ
إعــداد
فضيـلة الشيخ
فالح بن نافع فلاح الحربي
www.sh-faleh.com


مقدمة

الحمد الله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه أجمعين:
:::::...أما بعد...:::::
*أخي المسلم الغيور على دينك، الملتمس رضى ربك؛ بإجتناب ما عنه نهاك ، وإتباع ما به أمرك .
* أختي المسلمة الصالحة :
فإليكم الأحاديث الصِّحاح ، التي تبيــّــن لكم حكم التــّــحريم لعادةٍ سيئةٍ ،يفعلــُـها الكثير من جـُــهـَّال النـَّاس ، وهي المصافحة ُ[ المخامسة ] بين الرٍّجال والنساء ، وسأوردُ بعد الأحاديث نص فتوى العلامة العامل الجليل شيخنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز ؛ رئيس إدارات البحوث العليمة والإفتاء ، والدعوة والإرشاد ؛ بتحريم هذه العادة وقـُبـحها .


وكتبه :
فالح بن نافع فلاح الحربي...






[ الأَحــَاديث ]::..::..
* قالت الصحابية ُ الجليلة ُ أميميةُ بنتُ رقيقة ، وصاحباتُها – رضّي اللهُ عنهن – لمـّا أردّن مبايعة رسُول الله صلى الله عليه وسلم – بالمصافحة ِ : هـّلُم نبايعك يا رسول الله ! ، فقال : ((إني لا أصافح النساءَ ،إنما قولي لمائة امرأة كقولي لواحدةٍ )) \"1\"
*وجاء في بعض طرق الحديث: يا رسول الله ألست تصافحنا ؟ ، قال:(( إني لا أصافح النساءَ ،إنما قولي لمائة امرأة كقولي لواحدةٍ )) \"2\"
*وقالت أم المؤمنين عائشة بنت الصديق – رضي الله عنهما – ولا والله ماست يده – صلى الله عليه وسلم – يد امرأة قط في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله : (( قد بايعتك على ذلك )) \"3\"

* - وقال الصحابي الكريم عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما – كان لا يُصافح النساء في البيعة ؛ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم –\"4\"

ويؤخذ من هذه الأحاديث تحريم مصافحة الأجنبيات حيثُ لم يُــجز الرسول – صلى الله عليه وسلم – لهن أن يصافحنه ، في البيعة مع قيام المقتضى وشدة الحاجة ، بل لشدة التحريم ما جاء من مس الوعيد على مجرد المس ، -وهي الملامسة التي هي أعم من المصافحة – قال – صلى الله عليه وسلم - : (( لأن يُـطعن في رأس رجل بمخيطٍ من حديد خيرٌ من أن يمس امرأة لا تـحل له ))\"5\"

فتوى العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز
- رحمهُ الله تعالى -
..:: نصُّ السـُّؤال والفتوى ::..
في مجلة الجامعة الإسلامية –العدد الثاني – شوال 1390 هـ السؤال الثاني عشر في الصفحة التاسعة والأربعين بعد المائة :
السؤال:
قد اشتهر عندنا في بلادنا أن الرجل إذا غاب عن بلاده ثم قدم أن النساء من جماعته يأتين إليه ، ويسلمن عليه ويقبلنه وهكذا في الأعياد [ عيد الفطر وعيد الأضحى ] فهل هذا مباح ؟
الجواب :
قد عُـلم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسُّنةِ أن المرأة ليس لها أن تـُصافح أو تـُقـّبل غير محرمها من الرجال ، وسواء كان ذلك عند الأعياد أو عند القدوم من السفر، أو لغير ذلك من الأسباب ، لأن المرأة عورة وفتنة ، فليس لها أن تمس الرجل الذي ليس محرماً لها ، سواء كان ذلك ابن عمها أو بعيداً منها ، وليس لها أن تقبله أو يقبلها - ولا نعلم بين أهل العلم –رحمهم الله – خلافاً في تحريم هذا الأمر، و إنكاره لكونه من أسباب الفتن ومن وسائل ما حرّم الله من الفاحشة والعادات المخالفة للشرع ، ولا يجوز للمسلمين البقاء عليها ، والتعلُّق بها ، بل يجب عليهم أن يتركوها ويحاربوها، ويشكروا الله – سبحانه وتعالى – الذي منًّ عليهم بمعرفة حكمه ووفقهم لترك ما يغضبـُه .
والله – سبحانه وتعالى - بعث الرسل – عليهم الصلاة والسلام- وعلى رأسهم سيدهم وخاتمهم نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم- لدعوة الناس إلى توحيده –سبحانه – وطاعة أوامره ، وترك نواهيه ،ومحاربة العادات السيئة ،التي تضرُّ المجتمع ، ولاشك أن هذه العادة من العادات السيئة ، فالواجب تركها ، ويكفي السلام بالكلام ، من غير مس ولا تقبيل ، وفيما شرع الله وأباحه غنية عما حرّم وكره ، وكذلك يجب أن يكون السلام مع التحجب – ولاسيما مع الشَّـابات- لأن كشف الوجه لا يجوز لكونه من أعظم الزينة التي نهى الله عن إبدائها ، قال الله -تعالى- {وَلا يُبـَّدينَّ زينَّـتهُنَّ إلاَّ لبُعُولتِّهنَّ أَوْ آبـَائـِهنَّ أَو ْآبـْآء بعُولتهنّ..} إلى أخر الآية الكريمة ... وقال تعالى في سورة الأحزاب {وإذا سألـُتمُوهـُنَّ متاعاً فاسألوهُـنَّ منْ وَرآءِ حِجـَابٍ ذلـكمُ أطْهـَرُ لقلوبكمُ وقلوِبهنَّ..} الآية ..وقال تعالى –{ يـأيُّها النَّبيُّ قلْ لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنينَ يُدْنينَّ عليـهِنَّ منْ جلابيبهنَّ ذلك أدنى أنْ يُعرفـْن فلا يُـؤذين وكانَ اللهُ غفوراً رحيماً } .
وقال : {..والقواعدُ من النٍّساءِ اللاتي لا يرْجُون نكاحاً فليس عليهنَّ جُناحٌ أنْ يضعْـنَّ ثيابَهُنَّ غيرَ مُتبرجاتٍ بزينةٍ وَأنْ يستعففْن خيْـرٌ لهنَّ واللهُ سَمـيعٌ عليمٌ }. القواعد : هنَّ العجائز بيـّن الله – سبحانه- أن لا حرج عليهن في وضع ثيابهنَّ عن الوجه ونحوه ، إذا كن غير متبرجات بزينة ، وأن الستر والاحتجاب خيرٌ لهن ، لما في ذلك من البعد عن الفتنة أما مع التبرج والزينة فليس لهن وضع الثياب ، بل يجب عليهن التحجب ،والتستر وإن كن عجائز، فعلم بذلك أن الشَّابات يجب عليهن التحجب عن الرجال ، في جميع الأحوال ، سواء كن متبرجات بزينة أو غير متبرجات، لأن الفتنة بهن أكبر والخطر في سفورهن أعظم ، و إذا حُـرِّم سفورهن ، فتـُحرُم الملامسة والتقبيل من باب أولى ،لأن الملامسة والتقبيل أشد من الملامسة وهما نتائجه وثمراته المنكرة ، فالواجب ترك ذلك كله ،والحذر منه والتواصي بتركه ،وفـّق الله الجميع لما فيه رضاهُ والسلامة من أسباب غضبه إ نه جواد كريمٌ.
والذي أوصي به الجميع هو تقوى الله –سبحانه – والمحافظة على دينه ،ومن أهم ذلك وأعظم المحافظة على الصَّلوات الخمس في أوقاتها و أداؤها بخشوعٍ وطمائنينة،والمس ارعة من الرجال إلى أدائها في الجماعة في مساجد الله التي أذن أن تُـرْفـَع ويُذكَر فيها اسمه ؛ كـــما قـــال سبحانه : { حـَافـِظوا ْعَلى الصَّلواتِ والصَّلوةِ الوسْطى وَقُوْمُواْ لله قــَانتِين}.
وقال :{وأقيمُواْ الصَّلوةَ وءاتُواْ الزَّكوةَ وأطيْعـُـواْ الرَّسُوْلَ لعلَّـكُـمْ تُـرْحَـمُوْنَ.. }، ومن الأُمُــورِ المُهمَّةِ، الأمرُ بالمَعْـرُوفِ والنَّهيُ عنْ المُـنْكَـر، والتــَّعاون على البِّر والتَّقوى ،والتواصي بالحق والصبر عليه ،وهذه هي أخلاق المؤمنين والمؤمناتِ،وصفا تـُهم ، كما بيـّن الله ُ ذلك في قوله –سبحانه وتعالى -: { وَالمؤمنينَ والمؤمناتِ بعضُهم أوْلياءُ بعضٍ يـأمُرُون بالمعروفِ وينْهون عن المنكرِ ويقيمون والصلوة ويؤتون الزكوة ويُطيْعُون اللهَ ورسُولهُ أؤلئك سيرحمهم اللهُ إنْ الله عزيزٌ حكيمٌ}.
وأسألُ الله – عز َّوجلَّ- أن يوفقنا وإياكم لما يُـرضيه وأنْ يهدينا صراطهُ المستقيم ، إنه سميع قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحوكم في الله
فالح بن نافع المعـدِّي
20 /10 /1396 هـِ

الموضوع منقول من موقع الشيخ فالح الحربي بارك الله فيه