من اقترب من عمر الخمسين لابد وان اكتسب خبرة واسعة من الحياة ومن تعامله مع صنوف من البشر فيستقبل بقية العمر بقلة الاخطاء والسير على بصيرة ودراية وقد تعلمت بفضل الله الكثير ابداء بخطوط عامة لعلها تكون نبراسا لمن كان في مقتبل العمر ومن ذلك :
- تعلمت ان الكرب لابد له من فرج لكن مع مرارة الصبر واليقين وكلما اشتد الكرب وقوي يقينك وصبرك جاء الفرج عقبه .
- تعلمت ان الظلم عاقبته وخيمة اذكر ان احدهم اراد ان يوصلني الى القتل وكنت رفيقا جدا معه الى درجة اني نافحت عنه ولم اعرف ان الدوائر تدور حولي فانفجرت عليه قنينة غاز فاحترق تماما فقلت عجبا ما اسرع الاجابة الله اكبر .
- تعلمت ان الامنية لابد من ان تحقق ولو طال الزمن ان كانت في مرضاة الله بقيت فترة طويلة اعاني من سحر قوي منعني من القاء الخطب والدروس فكنت اذا اعطيت محاضرة حصلت غشاوة منعتني من رؤية من حولي الى درجة ينعقد فيها لساني فصبرت وجاهدت حتى اصبح القاء الدرس ايسر ما يكون ولله الحمد .
- تعلمت ان من ترك لله عوض خيرا منه باضعاف مضاعفة كان بعض زملائي يلومنني اني اعمل بالمجان لفترة طويلة حتى عوضت بوظيفة لم اكن احلم بها يوما ما .
- تعلمت ان بر الوالدين والسعي في مرضاتهم فيه من اليسر وبركة الرزق ما لايوصف .
- تعلمت انه ليس من الضرورة ان ترى نتائج عملك من دعوة وبر واحسان وصبر حالا فقد تراه في ولدك كنت اسعى لطلب علم فحرمت منه وحصلت ثمة موانع قوية فرايت ان ولدي قد يسر له شيخ من دعاة اهل السنة والجماعة فعلمه على التمام والكمال .
- تعلمت اني ما عيرت رجلا ووصفته بذنب الا واصابني من ذلك قليلا او كثيرا فعلمت ان افة اللسان تاتي بالمصائب والبلايا .
- تعلمت ان كتمان السر فيه من الخير والبركة وانه من صفات الرجولة واولي العزائم وان افشاء السر يؤدي الى عرقلة الامور وتاخيرها.
مهما ضاقت بك الظروف واسودت الدنيا في عينك فلاتياس عليك المداومة على الدعاء وليكن معولك الصبر ومركبك اليقين فسترى ما تقر عينك وينشر به صدرك عاجلا او اجلا تامل شيخ الاسلام ابن تيمية لم يرى مصير اعدائه - لما شيعت جنازته لم يخرجوا من بيوتهم خشية من ان يرميهم الناس بالحجارة - وعاقبتهم كلهم بل حصل ذلك بعد مماته لكن العاقبة له وكانت جنازته مشهودة وقد مكن الله له من اعدائه فعفى عنهم فازداد حضوة لدى الملك وقال بلسان الواثق ان ملكك وملك العجم لايساوي عندي فلس الله اكبر .