( شهـداءُ درعـا )
شعر/ ابن الشام
( شـهـداءُ درعـا أيـهـا الأحــرارُ )
طـبتـم وطـابَ الـقــولُ والأشـعـارُ
سـطـرتـمُ للـكـونِ أروعَ مشـهـدٍ
ببديـــعِ مــــا جــادت بـه الأقدارُ
وكسرتمُ صرحَ الطغاةِ بصدقكم
إن الصـروحَ أمـامـكُـم تـنـهـارُ
ورويـتـمُ عطـشَ التـرابِ بنازفٍ
من جرحكم فاخضرتِ الأشجارُ
هذي طلائعُ ثورةٍ تمضي بنا
نحو الخلـودِ يقـودها الأخيارُ
مـن كل مكرمةٍ لهـم أحدوثة
وكـأنهـا الأفـلاكُ والأقمـارُ
فهمُ الأولى ظفروا بكل كريمةٍ
شَرُفَ المقـامُ بهـم وحقَ فخارَ
يا أهـلَ حـورانَ الأبـيّ تحيةً
مـن ثـورةٍ قـد زفهـا آذارُ
هذا كتـابُ العـزّ بين ربُوعكم
قـد صـاغهُ الأحـرارُ والثوارُ
ومضوا إلى ساحِ الوغى بعزيمةٍ
مستبشـرينّ وكلّهُـم إصـرارُ
كتبـوا بحبـرِ دمائِهـم أنشودةً
قامـت تغـردُ سحرًها الأطيارُ
وعيونُهم ترنو الجنانَ فأرخصوا
روحـاً يلف جلالّهـا الإكبـارُ
فالمسجـدُ العمريُ يحكي قصة
عمّـا جنـاهُ الظالـمُ الجبـارُ
عاث البغاةُ به وليس يضيرهم
أن دنسـوه فكلهـم فجّـارُ
يا أيهـا التاريـخُ هذي عصبة
الحقـدُ يمـلأ قلبَهـا والعـارُ
يا أيهـا التاريـخُ هذي عصبة
مـن كل منقصةٍ لهُـم أخبـارُ
إني لأخجلُ إن ذكـرتُ حديثهم
فبوصفهـم كـلُ الكـلامِ يَحارُ
فالليلُ مهمـا قد طغى بظلامـه
لا بـد أن يعلـو الوجودَ نهـارُ
شهداءُ درعـا والقلوبُ تضمكم
طبتـم وطاب الخلدُ يا أحـرارُ